
كتبت ناديا شريم: في ظل ما يمر به البلد من ظروف، بل من لحظات صعبة ومقلقة سوف تترك آثارا أساسية على كل المستويات كثرت الأسئلة وتنوعت من سياسية إلى اقتصادية وحتى تاريخية ويبقى السؤال الأهم والذي ما زال يشغل اللبنانيين منذ عقود، ماذا بعد؟ أو “بالنسبة لبكرا شو؟”الذي ما زلنا نرددها بقلق كبير مع زياد الرحباني.
أمام هذا الواقع قصدنا رئيس لقاء الهوية والسيادة الوزير السابق يوسف سلامه المعروف باتصالاته المحلية والإقليمية والدولية من جهة، وبجرأته التي تسمح بكشف ما لا يتجرأ الاخرون على كشفه…

يرى سلامه ان البلد يتحضر في هذا الوقت لمرحلة تحلل الدولة بشكل كامل، ويبدو أن دولة لبنان الكبير التي مضى على تأسيسها مئة وسنتين، على وشك أن تنتهي لان الدولة بمفهومها القانوني تعني النقد الوطني والجيش الشرعي وعندما تفقد السلطة النقدية قائدها والجيش يصبح بلا قائد تنهار السلطتان وتفقد الدولة مكوناتها الوجودية،
وشدد الوزير السابق ان لبنان يسير في هذا الاتجاه من خلال مؤامرة تعمل على تحلل دولة لبنان الكبير وذلك من ضمن سقوط الدولة في سوريا وفي العراق، وهذا يعني تغيير خريطة المشرق من خلال تغيير أربعة دول هي فلسطين ولبنان وسوريا والعراق أي الدول التي أرستها اتفاقية سايكس بيكو والتي نشأت إسرائيل بعدها على أنقاض فلسطين.
اليوم يتغير كل المشرق نتيجة موازين قوى جديدة فرضت نفسها، فالحرب العالمية الأولى اسست لاتفاقية سايكس بيكو التي أنشأت الدول، الحرب العالمية الثانية أعطت لهذه الدول استقلالها ويبدو أن الحرب العالمية الثالثة التي تدور بالواسطة بين أوكرانيا وروسيا ستنتج مشرقا آخر ومن نوع آخر.
وأردف سلامه ان ما يحصل من فراغات ليس لمصلحة البلد ولا لمصلحة أي طرف فيه، ذلك أن في لبنان أطرافا عطشى للسلطة وترتوي بنقطة سم وسيقعون كلهم نتيجة لعمالتهم وغبائهم لان العميل يكون غبيا في الوقت نفسه وستأتي النتائج على حساب مصالحهم كلهم.
وعن كيفية المواجهة يشدد على أن المطلوب هو مواجهة هذه المؤامرة الخبيثة على لبنان بحكمة ووعي والاستفادة من عبر التاريخ لإعادة بناء دولة قادرة على احتضان كل مكونات الشعب اللبناني والاهم أن تعطي الامان لهذه المكونات.
وبالنسبة لموقف بكركي التي تعتبر “ام الصبي لدولة لبنان الكبير” فإنها ستناضل حتى الرمق الاخير وقد تبنت مشروع لقاء الهوية والسيادة كحل يضمن مستقبل لبنان.
من هنا سنقوم بكل الجهود وبرعاية بكركي ودار طائفة الموحدين لاعادة إحياء لبنان الكبير ولن نتخلى معهما عن اي شبر من أرض لبنان ولا عن اي مكون من مكوناته.

اما المؤتمر مؤتمر الدولي الذي كثر الحديث عنه في الفترة الأخيرة فرأى سلامه انه سيخصص للبنان والمشرق كله لان الأزمة مرتبطة فيما بينها، وهنا نأمل بأن نكون قادرين على تأمين الحد الأدنى من الوحدة الوطنية كي لا تأتي نتائج المؤتمر الدولي على حساب لبنان.
سلامه كشف وفي كلام جديد أن الموفد الفرنسي جان ايف لو دريان سيحضّر من خلال لقاءاته في بيروت لهذا المؤتمر الدولي لان فرنسا كدولة التي كانت راعية لدولة لبنان الكبير ما زالت معنية بهذه الدولة وستكون شريكة في المؤتمر الدولي ولو بنسبة مختلفة عن ظروف ما بعد الحرب العالمية الأولى. ولكن أخشى ان يطرح في المؤتمر الدولي المنوي عقده إعادة تركيب الدول التي أنتجتها سايكس بيكو لتكون على صورة إسرائيل وأخواتها في بلاد المشرق وهذا ما بدأنا نراه في الوجود التركي في حلب، والوجود الأميركي الذي يحتل نفط سوريا وقمحها بواسطة 500 عنصر من الجيش الأميركي فقط، وبالإقليم الكردي في العراق وبقوى في لبنان تحاول أن تضرب مفهوم الدولة لفرض رؤيتها وهنا أعني كل الأحزاب التي كانت تفرض سلطتها لتكون فوق سلطة الدولة وتكون الاقوى، واليوم حزب الله هو الحزب الأقوى حيث قوته اقوى من الدولة الشرعية والمركزية،
إن موازين القوى الجديدة ومصلحة الدول الكبرى سترسم خريطة المؤتمر التأسيسي الذي سينعقد على مراحل، لكن المؤتمر الأول سيضع خارطة طريق لإعادة بناء المشرق العربي.
وعن انعكاس المؤتمر على لبنان يقول اننا سنكون على موعد مع لبنان آخر وأخشى أن يطال التغيير جغرافية لبنان الكبير وليس فقط نظامه مشددا على انه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي واليوم بعد الحرب الأوكرانية الروسية انتقلت الثنائية الاممية من الولايات المتحدة -الاتحاد السوفياتي إلى الولايات المتحدة- الصين، على الأقل على المستوى الاقتصادي والمالي، أما بالنسبة لإعادة تركيب هذه الدول فقد يكون للصين بعدا اقتصاديا، ولكن تبقى الولايات المتحدة القوة الأهم.
وعن موعد المؤتمر الدولي اعتبر سلامه اننا لا نستطيع تحديد مثل هذا الأمر في لعبة الأمم بالأسابيع والأشهر، لكنني أجزم أننا دخلنا المرحلة التحضيرية الجدية له وتوقع انعقاده خلال العام 2024، وختم سلامه نعيش آخر لحظات الحسم فإما أن يحمل لودريان اسم رئيس الجمهورية المقبل المتفاهم عليه أو تقتصر رحلته إلى لبنان لملأ الوقت الضائع.