أخباركم – اخبارنا/مصطفى أحمد/ #همسة_صباحية
تشكيل الحكومة يمر بمخاض عسير ، ويبدو انه ينتظر المزيد من الضغوط الخارجية ، للمساهمة في كبح جماح شهية بعض القوى السياسية المحسوبة على ما يسمى المعارضة ، والتي انتخبت رئيس الجمهورية وصوتت لتكليف رئيس الحكومة عن غير قناعة ، ولنقل بفعل هذه الضغوط ، كحال القوى التي تقوم بعض اطراف المعارضة بانتقادها ، وذلك بهدف تحسين وزيادة حصتها في الحكومة المنتظرة .
لا شك ان هناك هوة كبيرة بين التوازنات القائمة في المجلس النيابي ، الذي تعودت قواه وكتله السياسية والنيابية على المحاصصة في تشكيل الحكومات وفي تقاسم التعيينات ، والرغبة في ارساء نهج جديد في ادارة الدولة بعيد قدر الامكان عن المحاصصة وتقاسم المغانم .
وكلنا يذكر اتفاق معراب الذي نص في احد بنوده على تقاسم التعيينات في الادارات العامة والمؤسسات العامة والمصالح المستقلة بين التيار والقوات ، الذي سقط عند محاولة تطبيقه بفعل الجشع الفائض للتيار ، كمن كان يعاني من جوع عتيق .
نقول هنا انه ينبغي الربط بشكل محكم بين الدفاع عن السيادة ومكافحة الفساد والابتعاد عن المحاصصة وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية . فالسيادي ينبغي ان يكون تغييري واصلاحي ، ينبغي ان يرفع لواء مكافحة الفساد ومكافحة المحاصصة وتقاسم المنافع ، اي ينبغي الا يكون من اكلة الحبنة كما سماهم الرئيس فؤاد شهاب . كما هو حال الذي يرفع لواء المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي، فهو يقوم بفصل مصطنع بين التحرير والتغيير . لا تستطيع ان تكون مقاوما في دولة ينخرها الفساد والمحاصصة ، فيما انت شريك في السلطة ومؤسساتها كافة .
نحن امام محاولة للاصلاح عبر عنها العهد الجديد والرئيس المكلف ، وفي المقابل هناك مقاومة واضحة من الطبقة السياسية التي حكمت البلد منذ اتفاق الطائف لهذه المحاولة ، من اجل اجهاضها قبل ان تبدأ ، وكل طرف من اطراف هذه الطبقة ، له طريقته وله اهدافه وله شعاراته ، وله من يروج لمطالبه في وسائل الاعلام لتشويه الحقائق ، وتحميل الاخرين المسؤولية . فيما الجميع سيكون مسؤولا عما سيحصل .
اعتقد انه ينبغي المساعدة في تسهيل مهمة تشكيل الحكومة، وليس العمل على تعقيدها اكثر مما هي معقدة اساسا ، من اجل وزارة هنا او وزير هناك . فالخلاف ينبغي ان يكون على ضرورة القطع مع المرحلة الماضية ، والعمل على اقرار خطة اصلاحية تقوم الحكومة بتنفيذها ، لتعيد الاعتبار لدور الدولة ولدور مؤسساتها المختلفة ، ولالغاء كل مظاهر الدويلات الصغيرة التي اكلت ولا زالت تأكل من صحن هذه الدولة وهذه المؤسسات . والا سيتم اجهاض خطاب القسم قبل ان يبدأ العمل على تحقيق ما تضمنه من عناوين سيادية وعناوين اصلاحية ومن نوايا طيبة وحسنة ، على مذبح نهج المحاصصة ، ونهج تقاسم المغانم ، التي بات يجري التفتيش عنها بالسراج والفتيلة ، بفعل الافلاس الذي طال المصارف والبنك المركزي وخزينة الدولة ، وانعكس بشكل كبير على حالة الناس .