أخباركم – أخبارنا /تقرير لبنان السياسي
اذا ما سلكت الأمور المنحى الإجابي سيكون لبنان امام ولادة حكومة جديدة خلال اليومين المقبلين بعد تذليل العقبات وإنجاز التشكيل بنسبة تسعين في المئة والبت بالأسماء والحقائب، ومن المنتظر ان يحمل الرئيس المكلف نواف سلامة المسودة الأخيرة إلى قصر بعبدا ليعرضها على رئيس الجمهورية جوزاف عون، في المقابل يصل رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، الى لبنان بعد ظهر اليوم، لتهنئة الرئيس جوزيف عون بانتخابه رئيسا، كما سيزور الرئيس نبيه بري والرئيس المكلف نواف سلام.
كما يستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي رئيس الوزراء القطري عند الساعة السابعة والنصف من مساء في دارته في بيروت.
وبالعودة الى الحكومة، أكد الرئيس المكلف نواف سلام أن “تشكيل الحكومة يتقدم إيجابا وفق الاتجاه الاصلاحي الإنقاذي، الذي تعهد به بالتفاهم مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، ووفق المعايير التي سبق أن أعلنها”.
وشدد على أن “أي كلام عن أسماء وزارية تفرض عليه هو عار من الصحة، فهو من يختار الأسماء، بعد التشاور مع مختلف الكتل النيابية، لإنجاز تشكيلة تنسجم مع رؤيته للحكومة التي يسعى اليها”.
وأشار إلى أن “الغمز من قناة خلاف بينه وبين بعض القوى والأحزاب هو أيضا غير دقيق كون التواصل الإيجابي قائما مع الجميع”.
وكانت اللقاءات والاتصالات قد اضفت في الساعات الاخيرة المتعلقة بالملف الحكومي مزيدا من الغموض على حقيقة التقدم الحاصل نحو الولادة المنتظرة وموعدها بعدما سرت معلومات عن وجوب اعلانها في الساعات المقبلة ، والواقع ان حركة الاتصالات والمشاورات بلغت ذروتها بين سلام وموفد معراب ايلي براغيدي في الساعات الاخيرة.
اذ بينما افيد ان العقدة الشيعية حُلت ينكب الرئيس المكلف على محاولة معالجة العقدة القواتية حيث رفعت القوات الصوت ضد سلسلة ممارسات تطلب توضيحات حيالها والا ستحجب الثقة عن الحكومة العتيدة ولن تشارك فيها. وقد سألت اوساط قواتية اليوم: هل أخذ الرئيس المكلّف تعهّدًا من “حزب الله” عن السلاح وعن التدقيق الجنائي؟ وماذا عن المعايير؟ نريد أجوبة من سلام على هذه الأسئلة.
ليس بعيدا، أصدرت كتلة “اللقاء الديمقراطي” البيان التالي: “توضيحا لما يتم تناقله من مواقف سياسية وتحليلات عديدة حول تشكيل الحكومة وموقف اللقاء الديمقراطي فيها يهم اللقاء إيضاح التالي: – ان اللقاء يحترم أسس ومعايير التأليف التي أرساها الرئيس المكلف الدكتور نواف سلام، بما فيها وجود شخصيات غير حزبية في هذه المرحلة، ويعتبرها تجربة جديدة وجديرة تستحق الدعم من الجميع. – يؤكد اللقاء رفضه لمنطق اغراق الرئيس المكلف بالشروط والمطالب المتعددة وتعقيد مهمته فيما المطلوب تسهيل مهمته بالتنسيق مع رئيس الجمهورية لانجاز التشكيلة الحكومية وانطلاقها فيما ينتظرها من مهام وتحديات. – قام اللقاء كما كل الكتل النيابية بالتداول مع الرئيس المكلف بجملة خيارات حول حقائب واسماء تستوفي هذه المعايير وترك الأمر في عهدته بالتنسيق بينه وبين فخامة رئيس الجمهورية.
سنياً، وفي وقت زار النائب احمد الخير قصر بعبدا امس اكد النائب وليد البعريني “ضرورة اعتماد الرئيس المكلف نواف سلام مبدأ المساواة والعدالة في تمثيل المناطق اللبنانية كافة في حكومته العتيدة، مشددا في خلال اجتماعاته واعضاء كتلة “الاعتدال الوطني” على عدم تصديق ما يسرب او يشاع في وسائل الاعلام”، وقال البعريني “نحن في انتظار بلورة مسار في الساعات الـ48 المقبلة ولادة الحكومة السلامية، فاذا اتت ولادتها طبيعية ستنال ثقتنا كاملة، وفي حال اتت قيصرية سيشهد الرئيس المكلف من قبلنا مواقف معارضة جديدة، تاركا لنواب مدينة طرابلس ابداء رأيهم في توزير ريما كرامي. وربطا، وصف البعريني اجواء لقاءاتهم بالرئيس المكلف بالمنطقية والمتفهمة، مشيرا الى ان اجتماعه اليوم مع النائب محمد خير لاسباب شخصية بحتة، موضحا اهمية اشراك المناطق الشمالية المحرومة في مقدرات الحكم وابداء الرأي، نافيا ان يكون الهدف من اعتراضهم التعطيل او المناداة بمبدأ “الفدرالية”، انما ايضاح مقاربتهم للامر وتحسين الظروف المعيشية والاجتماعية والاقتصادية لبلدات الاطراف اللبناني”.
من جانبه، أكد النائب مارك ضوّ أن لا يُمكننا استعجال تشكيل الحكومة وتُصبح هذه الحكومة سببًا للمشاكل وقال: “من المهم فكفكة كلّ ما يمكن ان يُعطّلها أي الثلث المعطّل والتعطيل الميثاقي وموضوع وزارة المال والوزارات الاساسية في هذه المرحلة”. ولفت في حديث متلفز الى ان الثنائي اعتاد ان يسلّم الاسماء في قصر بعبدا وهذه المرّة لم يتمكّن من ذلك كما أنه اعتاد على سلاح الثلث المعطّل وهذه المرة هذا الأمر غير متوفر. وقال ضو “على حزب الله أن يُحاسب على ما فعله بلبنان و”مفروض يدفع حق اللي عملو عالتقيل” و”اذا بيقعد برا الحكومة بكون أحسن”. وشدد على أن الاولوية في الحكومة القدرة على الاصلاح والاستحصال على الدعم الدولي حتى وان تأخّر تشكيلها.
في المواقف، شدد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون على “محورية دور القضاء في بناء الدولة التي يعتبر الحكم العادل ركنها الأساسي”، ودعا القضاة لان يكونوا عادلين بين حقوق الدولة وحقوق المواطنين، وان يكونوا “مستقلين ذاتيا وغير مستقيلين من مهامكم ومسؤولياتكم والابتعاد عن الشائعات وسواها”. وإذ اكد رئيس الجمهورية انه سيكون “الحامي للقضاة الذين يدافعون عن القانون ويطبقون نصوصه”، دعاهم الى الا يظلموا بريئاً ولا يبرئوا ظالماً، وتوجه الى القضاة قائلاً: “حتى ولو طلبت منكم شخصياً اتخاذ قرار مخالف للقانون، فعليكم التمتع بالجرأة اللازمة لرفض الطلب، لانه علينا جميعاً ان نكون تحت سقف القانون”. كلام الرئيس عون جاء خلال لقائه قبل الظهر ، رئيس مجلس شورى الدولة القاضي فادي الياس مع وفد رفيع من القضاة.
وايضا، التقى رئيس الجمهورية سفيرة سويسرا Marion Weichelt Krupski التي سلمته رسالة تهنئة لانتخابه من رئيسة الاتحاد السويسري كارن كيلر سوتر، وتم عرض للعلاقات بين البلدين وسبل تطويرها. وجددت سفيرة سويسرا “التزام سويسرا بالعمل على دعم لبنان للخروج من الازمات التي تواجهه”.
امنيا، وبينما تزداد جرائم القتل والسرقة، أكد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي، بعد اجتماع مجلس الأمن المركزي، “ان الأجهزة الأمنية تقوم بدورها والجرائم التي تحصل جنائية ولا طابع أمنيا لها”، معلنا انه “لا يمكن إستباق الجرائم الجنائية إنما سنكثف الانتشار الأمني، وقال : “القوى الأمنية توقف المجرمين خلال مهلة قصيرة”. ولفت الى ان “في خلال كانون الثاني أوقف 1920 شخصا في مختلف الجرائم، وهذا دليل على أن القوى الأمنية تقوم بدورها والأمن الاستباقي فاعل”. وقال “أعطينا توجيهاتنا إلى كل الأجهزة الأمنية لزيادة الدوريات ومنع الدراجات النارية في بيروت وترافقت زيادة أعمال السلب والنشل مع زيادة التوقيفات”. وكشف مولوي “ان الأجهزة الأمنية ستعزز من وجودها وجرائم مثل قتل الأرشمندريت والشاب خليل لا يمكن استباقها ولكن يجري توقيف الفاعل”واوضح مولوي “ان توقيف الهاربين إلى سوريا يحتاج إلى تفعيل مكتب الإتصال الدولي والأجهزة الأمنية تعمل سريعا لتوقيف أي فاعل قبل مغاردته الأراضي اللبنانية”. وأشار مولوي الى “ان الجيش يقوم بواجباته لضبط الحدود رغم الصعاب، وينبغي أن يكون هناك تعاون أكبر من الجانب السوري”.
من جانبها، قالت الخارجية الإيرانية الإثنين إن التقارير عن حقائب أموال إيرانية ترسل للبنان تشويه إعلامي من إسرائيل لعرقلة إعادة الإعمار. وأضافت بأنه ترصد تطورات سوريا ونأمل أن تودي المرحلة الانتقالية لتشكيل حكومة تمثل كل الأطراف السورية. “موقفنا المبدئي هو دعم الحكومة التي يختارها الشعب في سوريا”.