الأربعاء, فبراير 12, 2025
10.4 C
Beirut

“غزة ترحب بكم من جديد” كلمة بدّدت آلام سنة كاملة للعائدين إليها .. الاحتلال يقتحم نقطة طبية للهلال الأحمر في مخيم الفارعة .. وإسرائيل تُواصل عدوانها العسكري على 3 مدن شمال الضفة الغربية

نشرت في

أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني

بعد ساعات طويلة من السير تحت الشمس الحارقة، وأقدام أنهكها التعب على طرقٍ مشققة، رفرفت أرواح أهل غزة عاليًا عندما لاحت لهم العبارة التي أعادت الحياة إلى قلوبهم: “غزة ترحب بكم من جديد.”

كانت قلوب العائدين تسبق خطواتهم، وفجأة تلاشت جميع الآلام، كما لو أن تلك الكلمات “غزة” أضأت فيهم طاقة أقوى من العطش والجوع والتعب، لم تكن مجرد لوحة، بل كانت وعدًا بالعودة، نداءً من الأرض التي بقيت متجذرة في القلب عام وأشهر.

ففي كل خطوة كان الأمل يشق طريقه بين أنفاسهم المتسارعة، يُذيب المسافات ويغالب اليأس، شوقهم لم يكن مجرد عاطفة عابرة؛ بل كان صمودًا متجذرًا في أرضهم التي يعرفونها بحبات ترابها وأزقتها الضيقة.

في المقابل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الاثنين، النقطة الطبية التابعة للهلال الأحمر في مخيم الفارعة جنوب طوباس.

وأفادت مصادر طبية بأن قوات الاحتلال اقتحمت النقطة الطبية، واستولت على البطاقات الشخصية للعاملين فيها، ومنعتهم من التحرك دون تنسيق.

وكانت قوات الاحتلال قد أعاقت، في وقت سابق ، طواقم الهلال الأحمر ومنعتها من نقل أحد المرضى من داخل المخيم.

وأُصيب، الاثنين، طفلٌ (15 عاما) من بلدة سعير شمال الخليل، برصاصتين من النوع المتفجر، أطلقتهما عليه قوات الاحتلال المتمركزة عند مدخل البلدة.

وقالت مصادر أمنية وطبية، إن طواقم الهلال الأحمر نقلت الطفل وهو من عائلة فروخ، إلى مستشفى الخليل الحكومي لتلقي العلاج، جراء إصابته بعيار ناري متفجر في الفخذ، وآخر أعلى الحوض. ووصفت الطواقم الطبية حالته بالمستقرة، مشيرةً إلى أنه بحاجة إلى عملية جراحية مستعجلة.

وأطلقت قوات الاحتلال النار على الطفل، الذي تقيم عائلته بالقرب من البرج العسكري المقام عند مدخل البلدة، وأصابته عن قرب، فيما حاولت اعتقاله قبل تسليمه لطواقم الهلال الأحمر.

وتُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العسكري على ثلاث مدن ومخيمات لجوء فلسطينية، شمالي الضفة الغربية، تزامنًا مع تجريف البنية التحتية وتفجير المنشآت والمباني السكنية.

وعززت قوات الاحتلال تواجدها العسكري في مدن جنين وطوباس وطولكرم، بعدة آليات وجرافات استقدمتها من المعسكرات المحيطة بتلك المدن.
من جانبه، أفاد رئيس بلدية جنين، محمد جرار، في تصريحات صحفية، بأن قرابة الـ 15 ألف شخص نزحوا من مخيم جنين، وحي الهدف، بسبب استمرار العدوان العسكري والاجتياح الإسرائيلي.

وقال جرار، إن مدينة جنين تُواجه كارثة إنسانية خاصة مع تواصل عمليات إخلاء المواطنين، وإجبارهم على النزوح.

ونبه إلى أن الاحتلال أجبر نحو 300 مواطن على الخروج من منازلهم في عمارتي القنيري والصفا، مؤخرًا. مستدركًا: “التحدي الأكبر هو إيجاد مساكن لهذا العدد الكبير من النازحين”.

ولفت النظر إلى ارتفاع عدد المنازل التي هدمها الاحتلال بشكل كلي في مخيم جنين، بعد تفجيره 20 بناية. وبيّن: “المنازل في المخيم تبنى بطريقة عمودية، بسبب ضيق المساحات، ما يعني أن هذه البنايات تحوي أكثر من شقق سكنية بداخلها”.

وفي وقت سابق فجّر جيش الاحتلال عشرات المنازل الفلسطينية، دفعةً واحدة داخل مخيم جنين للاجئين، شمال الضفة الغربية، وسط تحذيرات من مخطط إسرائيلي لتهجير نصف سكان المخيم.

وبينت المصادر أن التفجيرات استهدفت بشكلٍ متزامن نحو 20 مبنى في حارات البشر والدمج والسمران داخل المخيم، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من عدة مناطق داخل المخيم.

ودخل العدوان العسكري واجتياح مدينة ومخيم جنين، يومه الـ 14 على التوالي؛ والذي تسبب باستشهاد 25 مواطنًا وإصابة واعتقال المئات من الفلسطينيين؛ منذ الـ 21 من يناير/ كانون ثاني الماضي.
وأعلنت قوات الاحتلال توسيع عدوانها العسكري ليشمل مدينة طوباس وبلدة طمون ومخيم الفارعة للاجئين إلى الجنوب من المدينة؛ تزامنًا مع تجريف الشوارع وتدمير البنية التحتية واحتلال منازل وتحويلها لثكنات عسكرية.

وذكر سكان محليون أن قوات الاحتلال شرعت بتجريف الطرقات والبنية التحتية المؤدية إلى مخيم الفارعة للاجئين، بالإضافة لإغلاق جميع مداخله بالسواتر الترابية، ومداهمة منازل في محيط المخيم، وإجبار سكانها على النزوح، وتحويلها لثكنات عسكرية.

وصرح محافظ طوباس، بأن “جيش الاحتلال أجبر سكان 15 بناية في طمون على الإخلاء، وأبلغوا السكان بعدم العودة قبل 3 أسابيع كما حدثت عمليات إخلاء في مخيم الفارعة”.

كما دمرت جرافات الاحتلال خطًا ناقلًا للمياه بين بلدة طمون وقرية عاطوف، بالإضافة إلى إغلاق الطريق الواصل بين المنطقتين بالسواتر الترابية.

ويواصل الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية إلى طمون ومخيم الفارعة، بينما يواصل طيران الاستطلاع الإسرائيلي تحليقه في سماء المحافظة بشكل مكثف.

من جانبها، أفادت جمعية “نادي الأسير الفلسطيني” الحقوقية، بأن قوات الاحتلال اعتقلت 10 مواطنين من بلدة طمون ومخيم الفارعة جنوبي مدينة طوباس، شمال الضفة المحتلة.

وأوضح مدير نادي الأسير في طوباس، كمال بني عودة، أن الاحتلال اعتقل 8 مواطنين من طمون؛ بينهم مُسن ونجله، بالإضافة لشاب من مخيم الفارعة وآخر من منزله في مدينة طوباس.

وتُواصل قوات الاحتلال لليوم الـ 8 على التوالي، الدفع بتعزيزات عسكرية تجاه مدينة ومخيم طولكرم، من معسكر “تسنعوز” العسكري غرب المدينة، ونشر دوريات المشاة بأعداد كبيرة في الشوارع والأحياء ووسط سوق الخضروات.

وذكر سكان محليون أن قوات الاحتلال دهمت فجر امس منازل المواطنين في ضاحية عزبة الطياح، جنوبي طولكرم، واعتقلت 5 شبان من عائلة واحدة.
وتُحاصر قوات الاحتلال مستشفيي “الشهيد ثابت ثابت” الحكومي والإسراء التخصصي، وعرقلة عمل مركبات الإسعاف وطواقمها الطبية، وإخضاعها للتفتيش والتحقيق الميداني.

واحتل جيش الاحتلال عددًا من المباني والمنازل المحيطة بمشافي طولكرم، وحولها إلى ثكنات عسكرية ونشر فيها قناصته. تزامنًا مع تفتيش بين المنازل والأزقة وتضييق على المواطنين.

ونوه السكان إلى أن قوات الاحتلال أجبرت عددًا من أصحاب المنازل في مخيم ومدينة طولكرم على النزوح منها، تزامنًا مع تخريب وسرقة محتوياتها، وتفجير وتدميرها.

ويعيش مخيم طولكرم أوضاعًا إنسانية غير مسبوقة، تزامنًا مع تدمير كامل للبنية التحتية، ما أدى إلى انقطاع المياه والكهرباء والاتصالات والإنترنت، إلى جانب النقص الحاد في المواد الغذائية والطبية ومياه الشرب وحليب الأطفال.

من جانبها، صرحت أذرع عسكرية تابعة للفصائل الفلسطينية؛ لا سيما حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، بأن تشكيلاتها القتالية تمكنت من خوض معارك ضارية مع قوات الاحتلال في عدة محاور داخل مدن ومخيمات جنين وطوباس وطولكرم.

وأوردت في بلاغات عسكرية: “أمطر مقاتلو المقاومة قوات الاحتلال بزخات كثيفة من الرصاص المباشر، كذلك فُجِّر عدد من العبوات المضادة للأفراد في صفوف قوات المشاة الإسرائيلية، ما أوقع إصابات مؤكدة في صفوف العدو”.

وأحكمت قوات الاحتلال، في الأيام الماضية، حصار المدن الفلسطينية، بما فيها رام الله التي تعد معقل القيادة الفلسطينية، واقتحمت المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وتسبب باستشهاد وإصابة واعتقال العشرات.

واستشهد منذ بداية العام 2025 الجاري، باعتداءات ورصاص قوات الاحتلال والمستوطنين في الضفة الغربية 73 مواطنًا؛ بينهم أطفال ومسنون وغالبيتهم من شمال الضفة الغربية.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

ماذا قال وزيرا حزب الله عن حملهم الجنسية الأميركية؟

أخباركم - أخبارنا أكد وزيرا العمل والصحة الجديدين اللذان اختارهما حزب الله لـ"أخباركم أخبارنا"...

لجنة الشرع تبدأ التحضير لمؤتمر وطني قد يعيد رسم مستقبل سوريا!

أخباركم - أخبارنا في خطوة لافتة على طريق التحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، كلّف الرئيس...

العائدون إلى الدمار في غزة والاعتقالات مستمرة في الضفة .. إسرائيل تخفض قواتها وتستعد لتصعيد محتمل

أخباركم - أخبارنا/ قرير فلسطين السياسي/ غزة - الضفة الغربية حياة ما بعد الحرب:...

More like this

لجنة الشرع تبدأ التحضير لمؤتمر وطني قد يعيد رسم مستقبل سوريا!

أخباركم - أخبارنا في خطوة لافتة على طريق التحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل، كلّف الرئيس...

العائدون إلى الدمار في غزة والاعتقالات مستمرة في الضفة .. إسرائيل تخفض قواتها وتستعد لتصعيد محتمل

أخباركم - أخبارنا/ قرير فلسطين السياسي/ غزة - الضفة الغربية حياة ما بعد الحرب:...

عائدون من الموت إلى قسوة الحياة .. اهالي غزة يقاسون حياة ما بعد الحرب .. الجيش الاسرائيلي اعتقل 580 فلسطينيًا الشهر الماضي ويسحب فرقة...

أخباركم - أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني منذ عودتهم ينام معظم اهالي غزة في العراء،حيث الرياح...