أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين السياسي
قبل يوم من اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض، أشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أن إسرائيل “دولة صغيرة” عندما سئل عن إمكانية دعم ضم الضفة الغربية.
وقال الرئيس عندما سأله أحد الصحافيين عن هذا الموضوع: “لن أتحدث عن هذا الأمر. إنها بالتأكيد دولة صغيرة، دولة صغيرة من حيث المساحة”.
“هل ترون هذا القلم؟” تابع وهو يرفع القلم الذي كان يستخدمه لتوقيع الأوامر التنفيذية في المكتب البيضاوي. “هذا القلم الرائع على مكتبي هو الشرق الأوسط، وأعلى القلم هو إسرائيل”.
“هذا ليس جيدا، أليس كذلك؟ كما تعلم، إنه فرق كبير جدا. أستخدم ذلك كقياس – إنه دقيق جدًا، في الواقع”، تابع.
وأضاف: “إنها قطعة أرض صغيرة جدًا. إنه لأمر مدهش ما تمكنوا من فعله عندما تفكر في الأمر، [هناك] الكثير من القوة العقلية الجيدة والذكية، لكنها قطعة أرض صغيرة جدًا، لا شك في ذلك”.
وقال ترامب أيضا للصحافيين المتجمعين في الغرفة أنه غير متأكد من استمرار وقف إطلاق النار الحالي في غزة.
وقال “ليس لدي أي ضمانات بأن السلام سوف يصمد”.
ولكن أضاف مبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف: “الوضع صامد حتى الآن، لذا نحن متفائلون بالتأكيد”.
وأضاف ويتكوف: “هذه هي توجيهات الرئيس ـ إخراج الرهائن وإنقاذ الأرواح والتوصل إلى تسوية سلمية لكل هذا. حتى الآن، لا تزال الأمور صامدة”.
يلتقي الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الثلاثاء في البيت الأبيض، في وقت يخشى على نطاق واسع من استئناف القتال بين إسرائيل وحركة حماس بقطاع غزة في حال لم يتمكن الوسطاء (قطر ومصر والولايات المتحدة) من التوسط لتنفيذ المرحلة التالية من الاتفاق، والتي تتضمن الإفراج عن كل الرهائن وانسحاب إسرائيل من كامل القطاع ووقف تام للقتال.
كما يأتي اللقاء في ظل وقف إطلاق نار آخر هش في لبنان بين إسرائيل وحزب الله، وكانت تل أبيب نجحت بعد وصول ترامب إلى الحكم في تمديد بقاء قواتها حتى 18 فبراير/شباط الجاري.
وفي بيان صدر قبل مغادرته الأحد قال نتنياهو إنه وترامب سيناقشان “الانتصار على حماس، وتحقيق إطلاق سراح جميع رهائننا”، لكن الإشارات الصادرة من البيت الأبيض تشير إلى رغبة ترامب في احترام اتفاق وقف إطلاق النار واستكمال مراحله المتبقية.
وسبق لقاء اليوم اجتماع أمس الاثنين بين نتنياهو ومبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، لبحث اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ يوم 19 يناير/كانون الثاني الماضي.
ولعب ويتكوف وترامب دورا أساسيا في دفع نتنياهو إلى قبول الاتفاق، وهو ما فشل فيه الرئيس السابق جو بايدن على مدار 8 أشهر، حسب مراقبين.
خلال فترة ولايته الأولى، طرح ترامب “خطة سلام” طموحة تضمنت بندًا يسمح لإسرائيل بضم حوالي 30% من الضفة الغربية، على الرغم من إسقاط هذا العنصر عندما تم الإعلان عن اتفاقيات إبراهيم التي توسطت فيها الولايات المتحدة، والتي أدت إلى إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والبحرين، ثم المغرب والسودان في وقت لاحق.
أكد مسؤولون إسرائيليون على وجوب تدمير حركة حماس وإقصائها من السلطة، وسط دعوات لتحقيق ذلك من خلال العودة إلى الحرب بقوة أشدّ من السابق، أو التعاون مع الولايات المتحدة والعالم لتحقيق ذلك من خلال المفاوضات، وذلك في حين واصلت جهاتٌ أخرى الدعوة إلى مواصلة الاتفاق حتى نهايته.
ويزور نتنياهو الولايات المتحدة حاليًا، حيث سيلتقي بدونالد ترامب، في زيارة وصفت بأنها حاسمة حول مستقبل الحرب ووقف إطلاق النار والمفاوضات مع السعودية، وقد أعلن مكتبه أن الزيارة سوف تمتد إلى يوم السبت بعدما طلب مزيدٌ من المسؤولين الأميريكيين عقد لقاءات معه.
وقال وزير المالية، بتسلئل سموتريتش، في كلمة خلال جلسة كتلته البرلمانية امس الإثنين، إن “من المستحيل تجاهل التكاليف والمشاهد القاسية التي نراها في غزة، ومشاهد حماس وهي تستعرض حكمها وسيطرتها على المنطقة، وقسوة وكراهية العديد من سكان غزة الذين يدعمون حماس لإسرائيل”.
وأضاف سموتريتش، أن المشاهد في غزة أثناء تسليم الأسرى والأسيرات في الأسابيع الأخيرة توضح أن “الحملة العسكرية لا يمكن أن تنتهي قبل تدمير حماس بالكامل، وإذا لم نفعل ذلك، فإن الأمر لن يكون سوى مسألة وقت قبل أن تستعد وتنطلق لتنفيذ مذبحة جديدة نحن مصممون ومستعدون لذلك”.
وتطرق سموتريتش لمفاوضات التطبيع مع السعودية، وقال إن أي اتفاق يجب أن يكون قائمًا على “القوة”، وأن لا يتضمن أي “أكاذيب” -حسب وصفه- حول “أن العرب لهم حقوق وطنية في أرض إسرائيل”.
وجدَّد سموتريتش دعوته إلى “تحقيق أهداف الحرب المتمثلة في تدمير القوة العسكرية والحكومية لحماس، وإزالة التهديد وإعادة جميع الرهائن”.
من جانبه، زعيم حزب “قوة يهودية”، ايتمار بن غفير، قال إن على نتنياهو أن يعود من لقائه مع ترامب بتعهدات “بأننا سنعود للقتال وإسقاط حماس، من دون مساعدات إنسانية، ومن دون وقود، ومن دون كهرباء وماء تُقدَّم لأعدائنا”، مضيفًا أن أي تصريح آخر يدلي به نتنياهو “لن يغير الحقيقة المؤلمة وهي أن هدف الحرب لم يتحقق”.
وأضاف بن غفير، الذي استقال من حكومة نتنياهو مؤخرًا، أن “سيارات تويوتا البيضاء (التي تم استخدامها في عملية 7 اكتوبر) ما زالت موجودة في غزة، والاسمنت يدخل القطاع، ونظام حماس يعيد بكل قوته الإرهابيين بالشرائط الخضراء إلى الساحات، وشاهدنا كميات الأسلحة، ونسمع أيضًا أن أغلب الإرهابيين يقولون إنهم سيعودون إلى الإرهاب ونهج القتل”.
وأكد بن غفير، أن بدون العودة للقتال وتشجيع الهجرة لن يكون هناك نصرٌ كامل، و”بدون كل هذا فإننا نُضيِّع وقتنا”.
أما بيني غانتس، زعيم “المعسكر الرسمي”، فقال إن على “إسرائيل” أن تطالب في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار “باستبدال حكم حماس ونزع السلاح من قطاع غزة، وربط إعادة الإعمار بتحقيق هذين الشرطين”، وأضاف: “إما أن يتم نزع السلاح من غزة أو تظل مدمرة”.
وزعم غانتس، أن “السَّاق العسكرية داست حركة حماس”، وقال إن على “السَّاق السياسيّة الآن أن تسحقها”، داعيًا إلى التعاون مع الولايات المتحدة والعالم من أجل تحقيق هدف تغيير الحكم مقابل إعادة الإعمار. وتابع: “بعد أن تفقد حماس السلطة وتفقد ميزانياتها، يجب على إسرائيل ملاحقة إرهابييها في كل نفق وكل مخبأ”.
ويُفترض أن تنطلق مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في الأسبوع الحالي، وقد نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مسؤولين في حماس قولهم إن الحركة مستعدةٌ للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية.
وقالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، إن نتنياهو سيحاول التلاعب بترامب كما خدع بايدن من أجل النجاة بالائتلاف الحكومي، ما يعني مواصلة القتال. ودعت الهيئة إلى مواصلة التظاهر بالتزامن مع زيارة نتنياهو للولايات المتحدة ولقائه بترامب، بعدما أثبت ترامب أنه “الرافعة الأكثر فاعلية” للضغط على نتنياهو.
من جانبه، قال زعيم حزب الديمقراطيين في “إسرائيل”، إنه على نتنياهو أن لا يفكر في إفشال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، لأنه إذا حاول ذلك “فسيجدنا في الشوارع ومعنا جمهورٌ غاضب”.
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية “كان”، فإن نتنياهو سيلتقي اليوم مع ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب للشرق الأوسط، الذي سيجري لاحقًا محادثات مع مسؤولين كبار في مصر وقطر، في إطار مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
في المقابل، لفت نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج موسى أبو مرزوق، إلى أن وفد الحركة سيبحث في موسكو ملف تبادل الأسرى مع إسرائيل.
وقال أبو مرزوق، الذي يزور موسكو على رأس وفد لحماس، “هذه زيارة بدعوة رسمية من وزارة الخارجية الروسية، لدينا العديد من الموضوعات التي نود مناقشتها مع قيادة الوزارة. نحن بحاجة إلى أن تشارك روسيا في إعمار قطاع غزة، وينبغي لروسيا أن تكون حاضرة في هذه العملية وأن تؤدي دورها، وهذا مهم جدًا بالنسبة لنا”.
وتوقع أبو مرزوق إرسال موسكو مساعدات إنسانية للقطاع، وأن تساهم في عملية إعادة الإعمار.
واعتبر أبو مرزوق أن الاتفاق الموقع بين حماس وإسرائيل في قطر كان مقنعا للحركة، الأمر الذي دفعها للموافقة عليه، مضيفًا أن “هذا الاتفاق كان معروضًا بعد قرار مجلس الأمن، ووافقت عليه الحركة ورفضته إسرائيل في 23 آذار الماضي، ومنذ ذلك التاريخ والحركة مصرة على تطبيق الاتفاق كما تم في ذلك الوقت”.
وأكد القيادي في حماس أن إسرائيل كانت تعترض منذ البداية على هذا الاتفاق، وبدأت عملية عسكرية في رفح ودمرت ما دمرته هناك، وأقفلت المعبر بين مصر وقطاع غزة ودمرته، ثم انتقلت إلى الشمال حسب “خطة الجنرالات” المعروفة، موضحاً أن إسرائيل التي كانت ترفض التوقيع على أي تفاهمات مع حماس، اضطرت في النهاية، في كانون الثاني الماضي، إلى الموافقة على ما كانت ترفضه قبل أكثر من تسعة أشهر.
واستبعد أبو مرزوق عودة الجيش الإسرائيلي للحرب مرة أخرى، “ليس لأنه الجيش الإسرائيلي محب للسلام، ولكنني أستبعد أن يذهب الجيش إلى معركة من أجل قتل أسراه، ولذلك لا بد أن يذهب إلى الصفقة الثانية ويدفع الثمن مقابل إطلاق سراح الجنود”.
وحول الخلاف مع السلطة الفلسطينية حول إدارة قطاع غزة في المرحلة المقبلة، أشار أبو مرزوق إلى أنه ليس لدى حماس “فيتو” للتعامل مع السلطة، وأن الحركة ترحب بقدوم السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة. وتابع: “يدنا ممدودة الآن وغدًا وفي كل وقت من أجل أن تكون هناك وحدة وطنية فلسطينية
في سياق آخر، نفى رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي، الإثنين، الأخبار المتداولة حول طلب السلطات من الأسيرة الأردنية المحررة من السجون الإسرائيلية أحلام التميمي مغادرة البلاد.
وقال الصفدي إن “الأخبار المتداولة حول ترحيل المواطنة أحلام التميمي من الأردن غير دقيقة”.
وأكد المصدر أن السلطات الأردنية تواصلت مع حركة حماس التي تنتمي إليها التميمي وأبلغتها بضرورة مغادرة التميمي المملكة.
وكشف مصدر لموقع “مدار الساعة” الأردني أن التميمي التي تعمل في مركز دراسات بالعاصمة عمان لم تصل إلى مكتبها.