خاص: أخباركم -أخبارنا
في التاسع من كانون الثاني انتخب العماد جوزيف عون رئيسا للجمهورية بـ99 صوتا في الدورة الثانية بعدما كان نالـ71 صوتا في الدورة الأولى في خطوة فاجأت بعض المراقبين الذين تابعوا أن اجتماعا حصل بين عون والخليلين في مكتب الاخير في اليرزة قبل الدورة الثانية.
وفي الثالث عشر و الرابع عشر من الشهر ذاته قام الرئيس عون باستشارات النيابية أفضت إلى تكليف القاضي نواف سلام لتشكيل الحكومة تبعها مباشرة كلام لرئيس مجلس النواب نبيه بري عن خديعة ،لكن رغم هذا الكلام فإن الكثيرين لم يتوقفوا عنده و ساد شعور لدي اللبنانيين بأن مسيرة الخلاص قد بدأت مع رجلين لديهما من التاريخ والخبرة والشفافية ما يجعلهما ينقلان لبنان من مرحلة إلى مرحلة.
لكن مع الأيام بدأت تتوضح الصورة وتنكشف الكواليس، فرغم كل الزيارات التي قام بها الرئيس المكلف إلى بعبدا ورغم كل إصراره على تأليف حكومة قادرة على القيام بإصلاحات جدية، فإن شيئا لم يتحقق حتى الآن بعد مرور ما يقارب الشهر على انتخاب الرئيس عون ، فالبعض يقول انه يساير الثنائي الشيعي والبعض الآخر يقول انه يظلم السنة والمسيحيين والمشككين يتهمونه بأنه لا يحترم المعايير لكن النتيجة أن لا بوادر جدية تبشر بولادة الحكومة في وقت قريب.
اذا ماذا حصل وما الذي جرى ويجري ؟
تقول مصادر موثوقة لموقعنا أن ما يحصل هو طبيعي إلى حد كبير لأنه نتيجة لما حصل يوم التاسع من كانون الثاني في اجتماع اليرزة حيث حصل الثنائي على وعد بأن يترأس حكومة العهد الأولى نجيب ميقاتي على أن تبقى وزارة المالية من حصة الثنائي الشيعي طيلة العهد (وهذا على ذمة القائل)، ولكن مع ازدياد الضغوطات الدولية والمحلية انقلب المشهد ووصل تمام سلام وبدأ الثنائي الشيعي بالمطالبة بما كان وعد به في موضوع وزارة المالية لكن المشكلة أن سلام لم يعد أحدا ولم يلتزم بأي شيء، و عندما وعد الثنائي الشيعي بحقيبة المالية بناء لرغبة الرئيس عون وقعت المشكلة بينه وبين المعارضة لان أحدا لا يريد أن يقيم مشكلة مع من التزم، على طريقة (عم احكيكي يا جارة تتسمعي يا كنه) .
و هنا تشير المعلومات أن سلام لا يريد في العمق إعطاء الثنائي حقيبة وزارة المالية لانه يعرف تماما أن ذلك لن يساعد في إعطاء الأموال اللازمة للإعمار لكنه في نهاية الأمر رضخ لمطلب رئيس الجمهورية فإتسعت المشكلة مع المكونات الأخرى.
اذا يقف سلام اليوم أمام نارين، نار الرئيس الذي التزم ونار المعارضة التي تطالب بإحترام المعايير وترفض تسليم المالية من جديد للاطراف التي ساهمت في خراب البلد، وتطالب بحكومة تتألف من وجوه جديدة وقادرة على طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة من الإصلاحات الشفافة التي تخرج لبنان من الأتون الذي دخل فيه في العقدين الماضيين.
نواف سلام وفخامة الرئيس ” شيوخ الأوادم “
نظافة كف ، نزاهة ، علم ، ثقافة ، علاقات دولية ، كاريزما رائعة جدا، ولكن السؤال : كيف ينسجم كل هذا مع إبقاء أسواء الكِتل النيابية في الموقع المُعطل للبلد !! بتسليمه وزارة المالية ؟؟ !! فيدخلا المنظومة من بابها العريض بدل أن يكونا خارجها كُلها .
إذا صحت التسريبات
” كي لا نظلمهم “