أخباركم – أخبارنا/ همسة صباحية/ مصطفى أحمد
اثار ترامب ثلاث قضايا هامة بالنسبة للمنطقة :
_ الاولى : قضية ايران ومنعها من امتلاك اسلحة نووية ، باستخدام كل الوسائل الممكنة لذلك ، ووقع امرا تنفيذيا بتشديد العقوبات الاميركية عليها ، وهدد بضربها بشكل عنيف وازالتها ، اذا حاولت اغتياله ، ولكنه ابدى استعداده للاجتماع بالرئيس الايراني .
“وتوجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لايران بالقول إنه يود التوصل إلى اتفاق معها لتحسين العلاقات الثنائية، لكنه أضاف أن طهران ينبغي ألا تطور سلاحا نوويا.
وأضاف لصحفيين في واشنطن “أقول هذا لإيران، التي تستمع باهتمام شديد، أود أن أتمكن من إبرام صفقة رائعة. صفقة يمكنك من خلالها مواصلة حياتك”.
وقال “لا يمكنهم امتلاك شيء واحد. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي وإذا كنت أعتقد أنهم سيحصلون على سلاح نووي … أعتقد أن هذا سيكون أمرا مؤسفًا للغاية بالنسبة لهم”.
مع العلم ان النظام الايراني يعاني من صراعات سياسية داخلية قوية ، احد الاطراف الفاعلة يدفع باتجاه المفاوضات ، وتقديم التنازلات الضرورية، وطرف اخر يرفض ذلك ، ويعمل من اجل الاستمرار بنفس السياسة . والوضع الداخلي الايراني بشكل عام يشكو من وهن كبير ، بفعل الصراعات السياسية الداخلية ، وبفعل الازمة الاقتصادية الخانقة ، وبفعل الضربات التي تلقتها ايران ومحورها في الفترة الاخيرة في لبنان وسوريا وغزة .
_ الثانية : قضية غزة واخلاءها من سكانها ، وتهجيرهم وتوزيعهم على العديد من الدول ، من بينهم مصر والاردن ، ووضع غزة تحت سيطرة الولايات المتحدة الاميركية ، من اجل اعادة اعمارها ، كما يقول ترامب ، ورفضه اي استيطان فيها .
_ الثالثة : قضية تسوية الصراع العربي _ الاسرائيلي ، وما عرف سابقا ، باسم الاتفاقات الابراهيمية ، في الوقت الذي اعلن فيه ترامب عن موافقته على ضم اجزاء من الضفة الغربية لدولة اسرائيل ، مع ترداد موقف بأن اراضي اسرائيل صغيرة من حيث المساحة .
يضاف الى ذلك موافقته على تزويد اسرائيل بالاسلحة والذخائر التي تطلبتها والتي كان بايدن قد حجب بعضها . واستقباله نتنياهو في البيت الابيض ، وهو اول رئيس يستقبله منذ انتخابه . وشوهد ترامب يدفع الكرسي التي جلس عليها نتنياهو ، في الوقت الذي تتسرب اخبار بأنه لا يثق بنتنياهو .
يترافق هذا الامر مع زيارة الرئيس السوري احمد الشرع الى تركيا ، بعد زيارته السعودية ، ومن القضايا المطروح بحثها اقامة قاعدتين عسكريتين تركيتين في الصحراء الوسطى في سوريا .
المنطقة على فوهة تطورات سياسية وعسكرية ، قد تساهم في استكمال ما اعلنه نتنياهو بأنه استطاع تغيير وجه الشرق الاوسط بعد الذي حققه في غزة وفي لبنان ، وما ادت اليه هذه الامور من تغيير ومن خلل في موازين القوى على صعيد الاقليم ، وعلى الصعيد الدولي ، وخاصة بعد سقوط نظام الاسد .
كيف سيتعاطى العالم العربي مع هذه القضايا وتردداتها وانعكاساتها ، وخاصة مع موضوع تغيير وجه الشرق الاوسط بشكل كامل !؟ وما هي الخطط التي ينبغي اعتمادها في ظل خلل دولي واقليمي فادح ، لم نرى مثله منذ سنين طويلة ، واساسا هل يمكن ان تتوصل الدول العربية الى التفاهم وحول هذا الامر وكيفية مواجهته بشكل جماعي؟ وعلى اية قوة دولية يمكن الاستناد في هذه المواجهة اذا حصلت .
وهل ستستطيع الدول العربية المعنية ، مقاومة الضغوط السياسية الاميركية ومقاومة سطوة الالة العسكرية الاسرائيلية ، وخطط نتنياهو لتصفية القضية الفلسطينية وضرب ايران عسكريا . وهل يمكن ان نشهد تقاربا خليجيا ايرانيا ، مع الاشارة الى ان هذا التقارب ممنوعا ، واساسا هل هناك امكانية فعلية لقيام مثل هذا التفاهم وعلى اية اسس .
اما نحن في لبنان ، فالمطلوب منا الكثير ، واهم شيئ مطلوب هو الاسراع في تشكيل الحكومة ، وتنفيذ القرار 1701 وملحقاته ، وتوحيد الرأي والرؤية حول كيفية التعاطي مع العاصفة السياسية والعسكرية القادمة في المنطقة ، كي لا يفوتنا الوقت كما هي العادة ، ونكون الضحية الاضافية على مذبح اعادة رسم الشرق الاوسط من جديد .
مصطفى احمد