تقرير لبنان السياسي
الحكومة المنتظرة
يتطلع اللبنانيون إلى تشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة، وتلبية تطلعات الشعب في تحقيق الإصلاحات الضرورية، بعيدًا عن التجاذبات السياسية والتعطيل المتعمد. معلومات موقعنا تقول انه تم الاتفاق على 2 او 3 حقائب، ويبدو انه حتى اللحظة لا اسماء حزبية، ومازال عالقاً الاسم الشيعي الخامس لسحب بساط الميثاقية من تحت أقدام الثنائي. مصادر مقربة من دولة الرئيس قالت لموقعنا انه يعمل على حكومة تشبهه، وتشبه فخامة الرئيس.
وحدة المعايير يبدو انها غير محترمة حتى اللحظة حيث تسود ضبابية كاملة حول تمثيل التيار الوطني الحر، حيث البطاركة الموارنة تكلموا عن هذا الموضوع اي ” وحدة المعايير”، حيث 13 نائب اعطوا الثقة لدولة الرئيس، فهل يبقى التيار في المعارضة، وينضم اليهم فريق سني وازن ” تيار المستقبل” بانتظار الانتخابات النيابية القادمة.
وليس سراً انه هناك ضغوط خارجية تتعلق بتنفيذ الـ 1701 وسحب سلاح حزب الله في كل لبنان وليس فقط جنوبي الليطاني كما يشيع الحزب، وبهذا الاطار لم تتبلور بعد اي خطة للتعامل مع هذا الموضوع، وبالتالي لا يبدو اي انسحاب اسرائيلي بالافق بانتظار الموفد الاميركي ونائبته.
بالمقابل ملفت الموقف السعودي العائد الى البلد ليساعد بتزليل العقبات، وهي معنية بالوضع السني، حيث يزور دولة الرئيس اليوم مفتي الجمهورية، حيث كان اعلن موقعنا امس ان تلك الزيارة اتت نتيجة ضغط سعودي لحلحة ملفين فلف توزير القوات، وتوزير السنة، دون ان يعني ذلك فتح باب تلغيم الوزارة بالعقبات فالمملكة حريصة على تنفيذ رؤية الملك عبدالله من ناحية مشروع الدولتين ” فلسطينية واسرائيل” حيث سيتب الأمن والسلام في المنطقة كنتيجة.
دولة الرئيس شكل الجكومة هذا ما يطالبك الناس به لا تلتفت الى احد.
خلافا للتوقعات باعلانه مساء امس التشكيلة الحكومية المرتقبة، خرج الرئيس المكلف نواف سلام بعد لقاء استغرق 50 دقيقة مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في قصر بعبدا ليؤكد انه “يعمل على تشكيل حكومة إصلاح، ولن أسمح أن تحمل في داخلها إمكان تعطيل عملها بأي شكل من الأشكال”.
وشرح سلام لعون ان هناك عقد “صغيرة” تعرقل التشكيلة الحكومية وهي بحاجة لبعض الاتصالات، وقد وضعها سلام في عهدة الرئيس عون.
ووجه رسالة للبنانيين فقال : إنّني أسمعكم جيّداً وتطلّعاتكم هي بوصلتي وأطمئنكم أنّني أعمل على تأليف حكومة تكون على درجة عالية من الانسجام بين أعضائها وملتزمة مبدأ التضامن الوزاري”.
وتابع: المعايير التي أتبعها ضمانٌ إضافي لاستقلالية عمل الحكومة ونزاهة الانتخابات المقبلة وحيادتها وأدرك تماماً أهمية دور الأحزاب في الحياة السياسية وبلا أحزاب لا تستقيم الحياة السياسية في أيّ بلد ولكنّني في هذه المرحلة الدقيقة اخترتُ تغليب العمل الحكومي على التجاذبات السياسية”.
واكد سلام: “عملتُ بتأنٍّ وصبر وأواجه حسابات يصعب على البعض التخلّي عنها أو يتقبّل أسلوباً جديداً في مواجهتها”.
وقال سلام: “أواجه حملات عدّة ولكن أؤكّد أنّني رغم كلّ ما قيل ويُقال مستعدّ للدفع من رصيدي الشخصي من أجل أن نصل معاً إلى حكومة تضع لبنان على طريق الإصلاح وإعادة بناء الدولة وهذا همّي الأول والأخير”.
واضاف: “خياراتي هي تعبير عن وفائي للثقة التي أوصلتني إلى المسؤولية الملقاة على عاتقي ولن أفرّط بها”
وكان مسار تأليف الحكومة الاولى في العهد الجديد، شهد في اليومين الماضيين تعثراً الان انه تلقى بعد ظهر اليوم جرعة انعاش استثنائي في المشاورات التي يجريها رئيس الوزراء المكلف نواف سلام وفي الاتصالات السياسية الثنائية بينه وبين القوى السياسية، لا سيما الفريق المسيحي، ما يشي بإمكان احراز تقدم سريع نحو الولادة الحكومية في غضون ايام وربما ساعات في ما لو توافق الرئيسان جوزاف عون وسلام على مسودة التشكيلة التي سيحملها رئيس الحكومة المكلف الى بعبدا. هذا التقدم يعود في شكل اساس الى تذليل عقدة تمثيل القوات اللبنانية وتقديم اجابات شافية على الهواجس التي طرحتها .
من جانبه، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون انه “على توافق وتشاور مستمر مع رئيس الحكومة المكلف نواف سلام في سبيل التوصل الى تشكيلة حكومية تراعي المعايير والمبادئ التي وضعناها”، آملا ان تكون الأمور قد اقتربت من خواتيمها.
كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، رئيس جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية في بيروت الدكتور فيصل سنو على رأس وفد من الجمعية هنأه بانتخابه رئيسا للجمهورية.
وقال:”اني مستعجل على تشكيل الحكومة في اسرع وقت ممكن، لان امام لبنان فرصا كثيرة في هذه المرحلة في ظل الاستعداد الذي يبديه العديد من الدول لمساعدته وكل ذلك بانتظار التشكيل. وأوضح “انه على تشاور وتوافق مع الرئيس المكلف للتوصل الى صيغة حكومية تراعي المبادئ والمعايير التي وضعناها”.
وامل الرئيس عون ان تكون الأمور قد اقتربت من خواتيمها بعد حلحلة غالبية العقد. وأعاد التأكيد على ان مسؤولية النهوض بالبلد مشتركة ويتحملها الجميع لا رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة وحدهما. وقال: “آن لنا بناء دولة قائمة على العدالة والكرامة والحياة الهانئة لكل المواطنين”، معتبرا ان الامر ليس بصعب في ظل توافر الإرادة والنوايا الحسنة.
من جهة ثانية، اكدت مصادر حزب “الكتائب” دعمها لمطالبة حزب “القوات اللبنانية” بالحصول على حقيبة وزارة الخارجية في الحكومة. وأوضحت المصادر أن الحزب أبلغ رئيس الحكومة المكلف نواف سلام، بهذا الموقف، في إطار التنسيق السياسي بشأن التشكيلة الحكومية المرتقبة.
اما في المواقف، فقد تمنّى المطارنة الموارنة على الرئيس المكلّف تشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن والإتيان بفريق متخصّص، وأبدى الآباء أسفهم لسوء تنفيذ إتّفاق وقف إطلاق النار في الجنوب ودعوا الدوليّين لممارسة الضغط وطالبوا الدولة بنشر الجيش في كلّ المناطق وتأمين الدعم الكافي لإعادة الإعمار.
وعقد المطارنة الموارنة إجتماعهم الشهري في الصرح البطريركي في بكركي، وقالوا في البيان الختامي “يحمد الآباء الله على انتخاب العماد جوزف عون رئيسًا للجمهوريّة اللبنانيّة، والذي لاقى خطاب قسمه ترحيبًا حارًّا في المجتمعين اللبنانيّ والدوليّ، وعلى تكليف القاضي نوّاف سلام تأليف وزارة العهد الأولى، والذي التزم بدوره بخطاب قسم الرئيس ووضع لعمله أسسًا من أهمّها وحدة المعايير في التعاطي مع الأفرقاء كافّةً، وألّا تكون وزارات حكرًا على أحد. يتمنّى الآباء على الرئيس المكلّف الإلتزام بشكلٍ صارم بما أعلنه وتشكيل الحكومة بأسرع وقت ممكن والإتيان بفريقِ عملٍ إصلاحي مُتخصِّص ومتضامن قادر على الإنطلاق نحو إعادة بناء الدولة تبعًا لالتزامات لبنان العربية والدولية ولاحتياجات شعبه”. أضاف البيان “يُبدي الآباء أسفهم وشجبهم الشديد لسوء تنفيذ تفاهمات وقف إطلاق النار في الجنوب، الذي يُخلِّف مزيدًا من الدمار والضحايا والجرحى بين اللبنانيين، ويدعون المعنيين الدوليين إلى ممارسة الضغوط الكفيلة بتجاوب كل الفرقاء مع التقيد الدقيق بتنفيذ هذا الإتفاق، وبانسحاب إسرائيل، ويطالبون الدولة بنشر الجيش في كلّ المناطق اللبنانيّة، والسعي إلى تأمين الدعم الكافي لإعادة الإعمار فيتمكّن اللبنانيّون المتضرّرون من العودة إلى ديارهم في أسرعِ وقتٍ ممكن”.
امنيا، عرض رئيس الجمهورية الأوضاع في الجنوب خلال استقباله قبل الظهر ، السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو ونائب رئيس لجنة مراقبة وقف النار الجنرال الفرنسي غيوم بونشان في حضور الملحق العسكري الفرنسي في بيروت الكولونيل برونو كونستانتان. وخلال اللقاء، طلب الرئيس عون من السفير ماغرو دعم بلاده لموقف لبنان الداعي الى الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب الأخيرة، والضغط عليها لوقف انتهاكاتها لاتفاق 27 تشرين الثاني 2024 لاسيما لجهة استمرارها في تدمير المباني ودور العبادة في القرى الجنوبية الموازية للحدود. كما طلب من الجانب الفرنسي الضغط لتنفيذ الاتفاق باطلاق الاسرى اللبنانيين ضمن المهلة المحددة في 18 شباط الجاري.
من جهته، كتب السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو عبر حسابه على منصة “اكس”: “يشرّفني ويسعدني كثيراً أن أقدّم أوراق اعتمادي إلى الرئيس جوزاف عون. تمنّيت له كلّ التوفيق في مهمّته في خدمة لبنان واللبنانيين، في هذه اللحظة الحاسمة بالنسبة إلى مستقبل البلاد، وأكّدت له مجدّداً دعم فرنسا الثابت”.
الى ذلك، علنت وكالة “تسنيم” أن المرشد الإيراني الأعلى، علي خامنئي عيّن أمين عام “حزب الله” نعيم قاسم ممثّلا له في لبنان.وأعلن “حزب الله” انتخاب الشيخ نعيم قاسم أميناً عامّاً خلفاً للسيد حسن نصرالله الذي اغتيل في ضربة على الضاحية الجنوبيّة لبيروت.