السبت, مارس 15, 2025
20.4 C
Beirut

ترامب: اطلاق نيران بشكل سريع لاشغال الاعلام عن قضيته المركزية .. ما علاقة ايلون ماسك؟!

نشرت في

كتب حلمي موسى من غزة يسعد صباحكم وأمل لا يتزعزع بقرب الفرج وزوال الاحتلال.

اشغل الرئيس الامريكي دونالد ترامب العالم بجملة من القضايا الصارخة والمتناقضة دفعة واحدة. وبعيدا عن الصراه الاقتصادي ضد العالم باسره من الصين الى الاتحاد الأوروبي وكندا وامريكا الجنوبية فجر صراعات سياسية مختلفة. فهو يريد احتلال بنما وشراء جرينلاند وضم كندا. وكان مذهلا في كمية القضايا التي يطلقها والتي كان وصفها مستشار سابق له بأنها عملية اطلاق نيران بشكل سريع لاشغال الاعلام عن قضيته المركزية. ووفق هذه النظرة ما يهم ترامب وشريكه الاساسي ايلون ماسك في هذه اللحظة السيطرة على مؤسسات الحكم الامريكية واعادة هيكلتها بما يسمح بالغاء ما كان يعرف بالدولة العميقة. وضمن هذا السياق طرحت ايضا قضية تهجير الفلسطينيين من غزة ولكن في سياق دراماتيكي حاد ومتناقض ايضا. فقد بدا على ترامب التنمر عندما اطلق عبارات عن التدمير والتنظيف والتهجير الجماعي بشكل اذهل طاقمه وحتى الوفد الاسرائيلي برئاسة نتنياهو. فقد خرج ترامب عن المألوف حين اعلن ان أمريكا ستتملك قطاع غزة وستحيله حتى بقوة العسكر الامريكيبن الى ريفييرا جديدة.
وكان على مستشاريه بذل جهد اضافي لتلطيف الموقف وعقلنة تصرفات ومواقف ترامب وهذا ما كان مثلا في تعليق
المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت على التصريح المفاجئ الذي أدلى به دونالد ترمب بشأن الاستيلاء الأميركي على غزة خلال مؤتمر صحافي، فقالت: “لم يلتزم ترمب بإرسال قوات أميركية إلى غزة، أو باستخدام أموال دافعي الضرائب الأميركيين لتمويل إعادة إعمار القطاع”. وستعمل الإدارة مع شركائنا في المنطقة لإعادة بنائها.
وبديهي ان في قولها نوع من تنفيس كبير لبالون نفخه ترامب.

وأضافت ليفيت: “هذه فكرة خارجة عن المألوف، وهذه هي شخصية الرئيس الأميركي، وهذا هو السبب الذي جعل الشعب الأميركي ينتخبه”. ان هدف ترامب هو تحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط لجميع شعوب المنطقة. “حتى الآن، ظل نفس الأشخاص يدفعون بنفس الحلول لأجيال، وقد تم توضيح للرئيس أن الولايات المتحدة بحاجة إلى المشاركة في إعادة البناء لضمان الاستقرار في المنطقة لجميع الناس. وهذا لا يعني إرسال قوات إلى غزة، بل يعني أن ترامب، الذي يعد أفضل صانع للصفقات في الكون، سوف يعقد صفقة مع شركائنا في المنطقة”.

وعندما سئلت عما إذا كانت تستبعد تماما دخول القوات الأميركية إلى غزة، أجابت: “الرئيس لم يلتزم بذلك بعد. لقد كان الرئيس يفكر في الأمر لفترة من الوقت، وهو ليس قرارا يتخذه باستخفاف. لقد تحدث بالفعل مع السيسي، وسوف يجتمع مع الملك عبد الله ملك الأردن الأسبوع المقبل، وكان واضحا جدا في أنه يتوقع منهم قبول اللاجئين الفلسطينيين مؤقتا حتى نتمكن من بناء وطنهم. لقد اتخذ هذا القرار بفكر إنساني كامل لجميع شعوب المنطقة”.
وكما ترون فأن المتحدثة تحاول ترقيع كلامه عن طرد جميع الفلسطينيين وبشكل دائم.

وقد أجاد امير زيف في توصيف تصريحات ترامب ومواقفه حين كتب: انه ليس لدينا خيار سوى الاستماع إلى ما يقوله دونالد ترامب. أمريكا، القوة العظمى، هي ما يخرج من فمه. ولكن المراقبة الواقعية للرئيس الأميركي لا يمكن أن تساعد في ملاحظة أنه رجل متقدم في السن، يعاني من الوهم في كثير من الأحيان، وأحمق غير مقيد أخلاقياً، ومتعطش للمال ومدمن على التملق، ولا يملك صماماً ينظم تدفق العقل المحموم إلى لسانه المنطلق.

واليوم، وربما لأن نتنياهو كان معه، قام ترامب، بنفخة من فمه، بتحويل قطاع غزة إلى ريفييرا حالمة. لماذا لا فعلا؟ لن يعترض أحد على رؤية غزة تُعاد إعمارها، خالية من حماس، وعاملة كشاطئ ميامي الشرق الأوسط، وتمنح الفرصة لخوض منافسة ضد مونت كارلو المغبرة، وتسمح لسكانها بكسب عيش لائق في الكازينوهات الصاخبة واستئجار قوارب الموز.

لا أحد يعارض ذلك، لكن هذا لن يحدث. بالتأكيد ليس بالسرعة والخداع اللذين يظهران في خطاب الرئيس الأميركي الحالي. لن يتم تهجير الفلسطينيين في غزة بالملايين، وبالتأكيد ليس من دون صراع عنيف. ولن تتمكن الدول العربية من استيعابهم، بالتأكيد ليس من دون تقويض الأسس التي يقوم عليها الشرق الأوسط بأكمله بشكل هش. ولن يكون الجنود الأميركيون هم الذين يقاتلون من أجلنا في أي من هذه المعارك.

وليس هناك خلاف على أن إدارة ترامب لم تكرس أياماً طويلة للتخطيط للخطوة، أو وضع خطط مفصلة، ​​أو إجراء مفاوضات أولية لفهم العقلية، أو توضيح كيف سيتم تنفيذ هذا الأمر برمته ومن سيموله. لا أحد لديه أي فكرة. وربما لا تكون هناك حاجة لذلك على أية حال. فترامب، الذي لا يتمتع بالصبر والثبات اللذين جعلاه مقبولاً في كلية وارتون، قد يستمتع في غضون أسبوع أو ساعة بشيء آخر وينسى كل ما حدث في قطاع غزة.

وبعد كل شيء، هذا هو نفس ترامب الذي أدى انفصاله عن الواقع وسعيه إلى شرفه إلى زيارة كيم جونج أون، أكثر الدكتاتوريين النشطين رعبا، في فترة ولايته السابقة، لإعطائه ختم الموافقة الدولية الثمينة، وتقديم وعد لا أساس له بالسلام مع كوريا الشمالية لا يتذكره أحد اليوم. هناك أشياء لا تستطيع حتى القوة الأمريكية التي تخرج من حناجرنا أن تحققها بمفردها.

ورغم هذا فإن الرئيس الأميركي يغيّر الواقع. فحتى لو تعاملت مع كل حديثه التهديدي والعبثي باعتباره تكتيكا تفاوضيا – في بنما والمكسيك وكندا وجرينلاند وإيران وكوريا والصين وتيك توك، أينما كان – عندما تستقر الأمور، فإن العالم سيُترك في حالة من الاضطراب الكامل. – اختلال المعايير والقيم، وعدم وضوح التمييز بين الحلفاء والأعداء، وفقدان اللغة.

سواء كنت رئيس دولة أو مواطنًا عاديًا، فأنت لا تعرف ما إذا كان الشيء الصحيح أخلاقيًا هو الشيء الصحيح الذي يجب عليك فعله. لم يعد بإمكانك الثقة بالشخص الذي وقف بجانبك. ولا يمكنك أن تثق بالكلمات التي تخرج من فم شخص آخر. التحالفات لا قيمة لها. الاتفاقيات مؤقتة. الكلمات فارغة.
إذا كان عصر ترامب الأول هو عصر الأخبار الكاذبة والحقائق البديلة، فإن عصر ترامب الثاني هو العصر الذي لم تعد فيه الكلمات ذات معنى. لم يعد أحد يهتم بتشويه محتوى تصريحات الرئيس أو إثبات كذبها. لقد انتقلنا إلى وضع حيث أصبح الافتراض الضروري لفهم العالم الجديد هو أن كلماته ليست بالضرورة صحيحة. أحيانًا نعم وأحيانًا لا، مثل رمي النرد في الكازينو الجديد في غزة. أصبحت الكلمات أداة لتحقيق ما لا تقوله.

ترامب لم يخترع هذا. من الممكن أن نتتبع الكلمات التي خرجت من فم نتنياهو منذ السابع من أكتوبر لفهم كيف أن المطالب الواضحة والوعود الصريحة التي طُلب منا أن نموت من أجلها، بالمعنى الحرفي للكلمة ــ النصر الكامل، ومحور فيلادلفي، والاسرى، وشمال قطاع غزة ــ تتحول إلى غبار بعد لحظة. لقد أصبح واضحا لنتنياهو أن الكلمات التي تخرج من فمه ليس لها معنى حقيقي، باستثناء الحاجة إلى ضمان ما لم يقال: استمرار حكمه.

ولكن الصدمات التي أحدثها خطاب ترامب، والتي ترجع في المقام الأول إلى السلطة التي يتمتع بها، كانت أوسع نطاقا وأكثر تدميرا. الرئيس الأميركي يطلق العنان لأحلامه وأفكاره وأوهامه، وكأنه بمجرد قولها سوف تتحقق. بفضله نحن في حالة من النشوة، في احتفال نشوة حيث يبدو كل شيء ممكناً، ومن المؤكد أنه مسموح أن نقول ذلك علناً ولا نهتم بعد الآن بالمعنى أو العواقب، حتى لو كانت رهيبة.

الفكر العقلاني، العمل السيزيفي، التحضير الطويل، الخبرة، القيم التي أوصلتنا إلى هذا اليوم، محتوى الكلمات ـ كل هذا فقد معناه ومُحي في ضربة واحدة لصالح الأحلام في الصحراء على شواطئ غزة.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

الحريري: دماء كمال ورفيق جمعتنا – زيارة وفد من المستقبل برئاسة بهية الحريري لضريح كمال جنبلاط!

أخباركم - أخبارنا في الذكرى السنوية الـ48 لاغتيال الزعيم الوطني كمال جنبلاط، عبّر الرئيس...

زيلينسكي يشكك في نوايا موسكو رغم تفاؤل ترامب بشأن الهدنة

اخباركم - أخبانارغم التفاؤل الذي أبداه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تجاوب نظيره الروسي...

واشنطن تدرس توسيع حظر السفر ليشمل 43 دولة .. هل لبنان بينها؟

اخباركم - أخبارناذكرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم السبت، 15 مارس/آذار 2025، أن الإدارة الأميركية...

باسيل : نحن القرار الوطني الحر والمعارضة الحقيقية… وهناك “أفغنة” لسوريا

أخباركم - أخبارنا أكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان التيار هو ١٤ آذار...

More like this

غزة: التهديدات باستئناف الحرب متواصلة والوضع غير مطمئن

كتب حلمي موسى من غزة يسعد صباحكم ورمضان كريم وأمل لا يتزعزع بقرب الفرج...

السيارة المستهدفة رابيد لون ابيض .. مصطفى احمد يكشف امر له علاقة بـالـ ” رابيد ” ( نكزة)!

أخباركم - أخبارنا/ نكزة/ مصطفى احمد مسيرة معاديه إستهدفت سيارة ببلدة برج الملوك وهناك...

خاص: لقاء بين رعد والحريري

خاص: اخباركم - أخبارنا علم "أخباركم أخبارنا" ان لقاء بعيدا من الاضواء عُقد بين...