تقرير فلسطين الميداني
مع استمرار العدوان والحصار، يعيش سكان قطاع غزة أيامًا تُختزل في صراعٍ يومي للبقاء..الليل لكلّ شيء إلّا الراحة، وهو امتدادٌ للرعب والخوف والظلام، ولاستقبال البرد القارس، ومياه الصرف الصحي التي تغمر الخيام، وفي النّهار معارك لا تنتهي من طابور الماء إلى طابور الخبز…طوابير موت، وكذلك طوابير حياة، كل شيء في غزة صار يستدعي طابورًا طويلًا؛ طابور مياه، طابور خبز، طابور أمام تكيّة الطعام، طابور لشحن الجوال.. كيف تنهش الحرب حياة مليوني إنسان؟..
اضافة الى كل ذلك يجرد المنخفض الجوي نازحي غزة من خيامهم “نعيش منذ يومين بلا مأوى، الخيمة التي تأوينا دمرتها الرياح العاتية في أول أيام المنخفض، وما لدينا من حاجيات وأمتعة إما تطايرت مع الرياح أو أغرقتها الأمطار، الأطفال نهضوا من دفء الفراش، إلى الرياح الباردة والماء، والركض في الطرقات، تشردنا وبدأنا البحث عن مأوى ولم نجد، وكل محاولات إصلاح الخيمة لم تنفع، فالرياح تدمّر ما صنعناه”.
هكذا يعيش ابناء غزة، فهل سيقبلون بحل ترامب لانهاء الماساة..
بدات الاستعدادات صباح اليوم لتنفيذ الدفعة الخامسة من تبادل الاسرى بين حركة حماس والاحتلال الاسرائيلي في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مع الإفراج المرتقب عن ثلاثة إسرائيليين في مقابل 183 فلسطينيا.
وكان بدأ تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 19 كانون الثاني بعد أكثر من 15 شهرا على الحرب الاسرائيلي عل ى القطاع . وينص على الإفراج عن محتجزين اسرائيليين في قطاع غزة في مقابل معتقلين فلسطينيين في سجون الاحتلال.
وقد أعلن نادي الأسير الفلسطيني امس أنّ الاحتلال سيفرج اليوم عن 183 معتقلا فلسطينيا من المعتقلات الإسرائيلية في مقابل ثلاثة محتجزين أحدهم ألماني-إسرائيلي، ستُفرج عنهم حركة حماس.
وأكّدت إسرائيل ومنتدى عائلات الرهائن أن الرهائن الثلاثة الذين سيُفرج عنهم هم أور ليفي (34 عاما)، وإيلي شرابي (52 عاما)، والألماني-الإسرائيلي أوهاد بن عامي (56 عاما).
ويتألف اتفاق الهدنة من مراحل ثلاث، على أن تشمل المرحلة الأولى الممتدة على ستة أسابيع، الإفراج عن 33 رهينة محتجزين في قطاع غزة، معظمهم منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مقابل 1900 معتقل فلسطيني.
وحصلت حتى اليوم أربع عمليات تبادل شملت الإفراج عن 18 رهينة و600 معتقل.
وسيتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عملية التبادل من الولايات المتحدة حيث يجري زيارة، وفق مكتبه.
وقال المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، أبو عبيدة على تلغرام “في إطار صفقة طوفان الاقصى لتبادل الأسرى، قررت كتائب القسام الإفراج يوم غد السبت الموافق 08-02-2025 عن ثلاثة رهائن إسرائيليين”.
وقالت حكومة حماس الجمعة إن منع إسرائيل “إدخال المعدات الثقيلة والآليات اللازمة لرفع 55 مليون طن من الركام يعني عدم القدرة على إخراج جثامين الشهداء وفتح الشوارع وسيؤثر بلا شك على قدرة المقاومة على استخراج قتلى الاحتلال من الأسرى الذين قصفهم، من تحت هذا الركام”.
وكان ملفت التنظيم الكبير لحماس الذي يوحي بان حماس لن توافق بان تكون خارج القطاع اي ان اليوم التالي سيكون بوجود حماس.
وسيتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عملية التبادل من الولايات المتحدة حيث يجري زيارة، وفق مكتبه.
وقال المتحدث باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحماس، أبو عبيدة على تلغرام “في إطار صفقة طوفان الاقصى لتبادل الأسرى، قررت كتائب القسام الإفراج يوم غد السبت الموافق 08-02-2025 عن ثلاثة رهائن إسرائيليين”.
وقالت حكومة حماس الجمعة إن منع إسرائيل “إدخال المعدات الثقيلة والآليات اللازمة لرفع 55 مليون طن من الركام يعني عدم القدرة على إخراج جثامين الشهداء وفتح الشوارع وسيؤثر بلا شك على قدرة المقاومة على استخراج قتلى الاحتلال من الأسرى الذين قصفهم، من تحت هذا الركام”.

في المقابل، شيعت كتائب القسّام، وآلاف الفلسطينيين في مخيم البريج وسط قطاع غزة، امس الجمعة، مروان عيسى، نائب القائد العام لكتائب القسّام، بعد نحو عام من اغتياله وحوالي أسبوع من إعلان القسّام الرسمي استشهاده.
وكان الاحتلال الإسرائيلي، قد أعلن اغتيال مروان عيسى، نائب قائد كتائب القسّام، في آذار/مارس 2024، في عملية أعلنت الولايات المتحدة عن نجاحها قبل إسرائيل، وانطلقت الجنازة من مخيم البريج الذي ينحدر عيسى منه بعد أداء صلاة الجمعة وبمشاركة جماهيرية وعسكرية واسعة من عناصر الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.
ميدانيا، لا تزال قوات الاحتلال الإسرائيلي تمعن في عدوانها العسكري على 3 محافظات فلسطينية شمال الضفة الغربية، تزامنًا مع اجتياح بري وقصف جوي وتدمير للبنية التحتية والمدنية رافقه نزوح قسري للعائلات الفلسطينية.
وتخلل العدوان المستمر محاصرة قوات الاحتلال لمشافٍ فلسطينية خاصة وحكومية في مدينتي: طولكرم وجنين، إلى جانب تدمير واسع وقطع للخدمات والمياه، ومنع إدخال الطعام والدواء وعرقلة عمل طواقم الإسعاف.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 174 فلسطينياً من محافظتي جنين وطوباس، منذ بدء العدوان الأخير عليهما منذ أكثر من أسبوعين.
وشهد مخيم جنين الذي يشهد عدواناً عسكرياً لليوم الـثامن عشر على التوالي، انفجارات ضخمة دوت داخله الليلة الماضية، ناجمة عن نسف منازل للمواطنين.
وقصفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي المُسيَّرة المدخل الغربي لمدينة جنين، فيما احتجزت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف والمرضى في المخيم.
وأسفر العدوان الإسرائيلي عن استشهاد 25 فلسطينياً من المخيم، حتى صباح امس الجمعة، وفق ما ذكرته مصادر محلية.
ويواصل الاحتلال دفع تعزيزات عسكرية من حاجز الجلمة العسكري باتجاه المخيم ومحيطه، بينما شهد المخيم حالة نزوح قسري للسكان قُدِّرت بخروج 90% منهم، إلى 39 بلدة وقرية في محافظة جنين.
وأفادت اللجنة الإعلامية لمخيم جنين، بأن العدوان الإسرائيلي تسبب بنزوح 15 ألف مواطن عن مساكنهم ومنازلهم في المخيم. منوهة إلى تدمير 180 منزلًا وقطع الخدمات الأساسية عن المخيم.
ولا زالت آليات الاحتلال تحاصر مستشفى جنين الحكومي بعد تجريف مدخله والشارع الرئيسي الواصل إليه، إذ يعاني المستشفى من نقص حاد في المياه الصالحة للشرب، كما يمنع الاحتلال صهاريج المياه التابعة للدفاع المدني الدخول إليه.
وفي السياق، احتجزت قوات الاحتلال مركبة لمواطن في حي الخروبة وفتشتها واستجوبت صاحبها، بينما عرقلت حركة عدة مركبات على دوار الجلبوني وسط المدنية.
واعتقل الاحتلال الشاب أشرف القيسي بعد مداهمة منزل كان يتواجد فيه في بلدة برقين غرب مدينة جنين.
ووسط هذا العدوان، يتواصل انقطاع التيار الكهربائي عن عدة أحياء في مخيم جنين ومحيطه، إضافة إلى انقطاع المياه بسبب تدمير البنية التحتية ومنع فرق عمل بلدية جنين من إصلاح شبكة المياه وخطوط الكهرباء.
وشهدت مدينة طولكرم حالات نزوح قسري مستمر، في ظل العدوان العسكري على المدينة لليوم الـ12 على التوالي، قبل أن يُحوِّل الاحتلال منازل المدينة لثكنات عسكرية.
وقال محافظ طولكرم عبد الله كميل الليلة الماضية، إن 85% من مجمل سكان مخيم طولكرم أجبرتهم قوات الاحتلال على النزوح قسراً.
وتشير الإحصائيات إلى أن نحو 10 آلاف و450 مواطناُ، أي ما يقارب 2105 أسرة، نزحوا قسرا من مخيم طولكرم، وتبقى فقط 400 أسرة داخله.
ولا زالت قوات الاحتلال تفرض حصارًا على مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي وتستولي على مجمع العدوية التجارية المتاخم له، وتحوله إلى ثكنة عسكرية ونقطة مراقبة.
وشنت قوات الاحتلال الليلة الماضية حملة مداهمات لمنازل المواطنين في الحي الشرقي، وقامت بتفتيشها والتدقيق في هويات سكانها وإخضاعهم للتحقيق الميداني، إضافة إلى تحطيمها للكاميرات في شوارع المدينة.
وفي سياق متصل، تستمر قوات الاحتلال بحصار واقتحام بلدة طمون ومخيم الفارعة للاجئين، جنوبي مدينة طوباس، والتي تتعرض لعدوان عسكري منذ 6 أيام متتالية.
وقصف طيران الاحتلال الإسرائيلي المسير، امس الجمعة، منطقة في بلدة طمون جنوب طوباس، إذ ألقت مسيَّرة قنبلة وسط أحد الشوارع دون وقوع إصابات.
ومنذ بداية العدوان الأخير على طمون، قصف الاحتلال أكثر من 10 مرات عدة مناطق وشوارع قرب المواطنين، كنوع من الترهيب، ومنعهم من التنقل والحركة.
وتُغلق قوات الاحتلال منذ الأحد الماضي، مداخل ومخارج بلدة طمون ومخيم الفارعة بالسواتر الترابية، تزامنًا مع إدخال تعزيزات عسكرية مُتجددة، وتشديد الحصار.
وجرّفت قوات الاحتلال، منذ اليوم الأول للعدوان، خطوط المياه والبنية التحتية، تزامنًا مع التسبب “عمدًا” بقطع التيار الكهربائي عن عدة مناطق في طوباس.
وتشهد بلدة طمون حظراً للتجول منذ يومين، فيما شلت الحركة في مخيم الفارعة بسبب الانتشار الواسع لجنود الاحتلال في أزقته.
وازدادت نداءات الاستغاثة من مخيم الفارعة، وبلدة طمون، وسط جهود رسمية تبذل للتنسيق لدخول المواد الأساسية للعائلات.