كتب حسن ايوب عبر صفحته للتواصل الاجتماعي فيسبوك:
تتهاوى كأحجار الدومينو دفاعات حزب الله،الحزب بنى استراتيجية وعلى مدار عقود ،تقوم على إعلاء السلاح على كل ماعداه ووصل به الأمر حد تمجيد هذا السلاح وتقديسه،طبعا هذا البناء تنضوي فيه كل البنية الحزبية الضخمة والمفترض انها منظمة ومحمية،وثاني عناصر القوة اتباع صارم لأيدولوجية شيعية متشددة ومرتبطة عاموديا بولاية الفقيه،وثالثها المال والذي هو ضرورة قصوى لتمويل النشاطات والقطاعات المختلفة،والملاحظ في هذه العناصر الثلاث ان مرجعيتها ايران ( السلاح،الولاية الدينية،المال)…
استخدم الحزب ببراعة هذه العناصر وطور مقاومة ناجحة ،واجهت الاحتلال وقادت حربا تحريرية بطولية ونوعية أدت إلى إرغامه على الانسحاب من لبنان في ٢٠٠٠…
اكتسب الحزب شعبية كاسحة،فهو الذي حرر الارض وبفضل تضحياته عاد الناس إلى قراهم وارضهم،وهنا برز امام الحزب تحدي جديد،انسحب العدو وحررت الارض،هل يتحول العمل العسكري إلى عمل سري ويبقي على تجهيزات عسكرية سرية داخل القرى،ويتحول إلى الداخل اللبناني ويمارس ادوارا مغايرة لما يرسم له السوري والإيراني؟
طبعا الحزب اختار مواصلة مراكمة السلاح وانتهاج نفس الأساليب السابقة وانضوى في الحلف الإقليمي ،وجاءت جريمة اغتيال الحريري وخروج سوريا مكرهة من لبنان ليزيد الضغوط عليه ،انحنى للعاصفة وعقد الحلف الرباعي ومرر المرحلةالى ان نشبت حرب تموز،التي سببت خرابا ودمارا كبيرا،لكن الحزب بفضل تصدياته وتكتيكه الناجح والتفاف الناس حول نفسها وحوله،إستطاع الصمود والحفاظ على قواه وافشال مشروع العدو والشرق الأوسط الكبير الاميركي حينذاك…
وهنا كان التحدي الثاني صاغه جنبلاط على طريقته،لمن اهداء هذا الانتصار…وللأسف تضاعف فاءض القوة لدى الحزب ولم يستثمر الشعبية العارمة التي اكتسبها عند جزء كبير من الشارع العربي ولم ينغمس في مشروع داخلي لبناني لاعادة بناء البلد عمرانا وإصلاحا وتنمية وصياغة علاقات جيدة مع الدول العربية…
استمرّ الحزب في حلفه الإقليمي ومتابعة نفس السياسات السابقة ووصل به الأمر إلى اجتياح بيروت واستخدام السلاح مباشرة في الداخل اللبناني،وجاءت تسوية الدوحة لتكرس التعطيل الدايم وممارسة الألاعيب اللبنانية البايخة،وصولا إلى فرضه عون رئيسا للجمهورية وما شهدناه من عهد فاسد أوصل لبنان إلى الحضيض…
التحدي الثالث ،هو التعاطي مع انتفاضة اكثرية الشعب اللبناني المقهور والمهدور،والمفجوع بسلطات فاسدة متعاقبة ،نهبت الاخضر واليابس وأوصلت البلاد إلى الإفلاس والجحيم،فانحاز الحزب إلى جانبالمنظومة الطائفية وحماها واتهم المنتفضين بالعمالة والتبعية للسفارات،وواصل هذه السياسة حتى نشوء الحرب الأخيرة…
الحرب الخديعةالتي اظهرت قدرة العدو الفاءقة،وتفوقه التكنولوجي والأمني والمخابراتي والحربي وعن مدى اخترقه لكافة بنى الحزب ونجاح العدو في تدمير وتعطيل الجزء الأعظم من قوة الحزب العسكرية والصاروخية والقضاء على قيادته العليا والوسطى ،واحتلال عدد كبير من القرى الأمامية وتدميرها تدميراشاملا،قاتل ماتبقى من مقاومين قتالا اسطورياوفي ظروف جد قاسية ومنعوا العدو وفي اكثر من محور من التقدم…
اليوم وبعد ضعف القوة العسكرية وشح المال،وانهيار المحور،تبقى لدى الحزب الأيديولوجيا الدينية الشيعية،فهل تكفي لكي يستمر ويبقى ؟
هذا السوءال يشكل التحدي الرابع امام الحزب،والذي يتوق جزء كبير من الوطنيين اللبنانيين ،وانا منهم،ان يجيب عليه…
كيف يتحول إلى حزب جديد ،رشيق،متحرر من الوصاية الإيرانية،يحافظ على مفاهيم المقاومة،مقاومة الاحتلال الصهيوني بطرق جديدة سرية وعلنية إذا دعت الحاجة والوصايات الاجنبية والظلم والقهر والتبعية والتعصب الديني والفساد والتقسيم والكنتونات،تحدي صياغة برنامج وسياسات جديدة اصلاحية شبابية تنموية مبدعة في الاقتصاد والتكنولوجيا والتعليم والصحة والطاقة والبيئة
والزراعة ودعم الجيش الوطني وتعزيزه وتفعيل القضاء واستقلاليته وفصل السلطات وحماية الحريات وتطوير اتفاق الطائف والحرص على تطبيقه تطبيقا كاملا وعادلا …