أخباركم – أخبارنا
شهدت حكومة الرئيس نواف سلام تطورًا غير مسبوق في تاريخ الحكومات اللبنانية، حيث ضمّت خمس وزيرات، وهو أعلى تمثيل للمرأة على الإطلاق في أي حكومة لبنانية حتى الآن. يعكس هذا التمثيل توجّهًا جديدًا نحو تعزيز دور النساء في السياسة والإدارة العامة، حيث تم اختيارهن بناءً على كفاءاتهن وخبراتهن في مجالات مختلفة، ما يجعلهن عناصر فاعلة في اتخاذ القرار وصياغة السياسات العامة.
تمثل الوزيرات الخمس وزارات رئيسية، وهي: التربية، السياحة، الشؤون الاجتماعية، البيئة، والشباب والرياضة. هذه التعيينات تؤكد الثقة بقدرة النساء على إدارة ملفات حساسة ومهمة في الدولة اللبنانية.
الوزيرات الخمس ومجالات اختصاصهن:
1. وزيرة التربية ريما كرامي عكّاري
تعدّ الدكتورة ريما كرامي عكاري واحدة من أبرز الأكاديميين والخبراء في مجال التعليم، حيث تمتلك خبرة واسعة في الإدارة التربوية، القيادة التعليمية، والسياسات التعليمية. كما ساهمت في العديد من المشاريع التعليمية الإقليمية.
المؤهلات الأكاديمية:
- بكالوريوس في العلوم ودبلوم تدريس العلوم للمراحل الثانوية.
- ماجستير الآداب في تعليم العلوم من الجامعة الأميركية في بيروت.
- دكتوراه في التربية من جامعة بورتلاند – أوريغون، مع تركيز على الإدارة التربوية والسياسات التعليمية.
الخبرات العملية:
- أستاذة مشاركة في الإدارة التربوية والسياسات والقيادة في الجامعة الأميركية في بيروت.
- رئيسة دائرة التربية في الجامعة الأميركية في بيروت.
- رئيسة اللجنة التنفيذية لشبكة المعلومات التربوية العربية “شمعة”.
- مستشارة سابقة لمشروع “دراستي” ومشروع الإدارة التربوية في وزارة التربية اللبنانية.
- مديرة ومحقّق رئيس في مشروع “تمام”، وهو مشروع إصلاح مدرسي بالشراكة بين مؤسسة الفكر العربي والجامعة الأميركية في بيروت.
أهدافها الوزارية:
- إصلاح المناهج التعليمية وفق المعايير الدولية.
- تعزيز التعليم المهني والتقني كبديل فعّال لسوق العمل.
- دعم البحث العلمي والتطوير في الجامعات اللبنانية.
- تحسين أوضاع المعلمين وتعزيز التدريب المستمر لهم.
2. وزيرة السياحة لورا لحود
هي شخصية بارزة في المجالين السياحي والثقافي، حيث ترأس مهرجانات البستان الدولية للموسيقى الكلاسيكية، أحد أهم المهرجانات الفنية في لبنان. الذي يستقطب سنويًا فرقًا موسيقية وفنانين عالميين.
الخبرات العملية:
- خبرة في إدارة الفعاليات السياحية والثقافية والترويج لها محليًا ودوليًا.
- شبكة واسعة من العلاقات في الوسطين الثقافي والسياحي.
- مساهمة في تعزيز صورة لبنان الثقافية عالميًا.
أهدافها الوزارية:
- تنشيط القطاع السياحي عبر تنظيم المهرجانات ودعم التراث الثقافي.
- جذب السياح للمساهمة في إنعاش الاقتصاد الوطني.
- تعزيز الاستثمار في البنية التحتية السياحية.
- تطوير استراتيجيات تسويق لبنان كوجهة سياحية عالمية.
تؤكد وزيرة السياحة أن المسؤولية الملقاة على عاتقها كبيرة، لكنها متفائلة بالمستقبل، وتشير إلى أن لبنان دخل مرحلة جديدة مع الرئيس جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام.
وتسعى لورا إلى إحياء وتعزيز القطاع السياحي في لبنان، بهدف إعادة البلاد إلى مكانتها كوجهة سياحية رائدة في المنطقة. من بين أولوياتها في هذا الدور التركيز على تعزيز الاستثمار في البنية التحتية السياحية، إلى جانب تطوير استراتيجيات تسويق لبنان كوجهة سياحية عالمية.
تعتبر لورا أن السياحة في لبنان ليست مجرد مصدر اقتصادي، بل هي جزء لا يتجزأ من الهوية والثقافة الوطنية، لذا فهي تركز على ضرورة التنسيق بين القطاعين الحكومي والخاص لضمان توفير بيئة سياحية جاذبة وآمنة، مما يسهم في جذب السياح من مختلف أنحاء العالم.
3. وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد
وزيرة الشؤون الاجتماعية حنين السيد: هي خبيرة أولى في مجال التنمية البشرية والحماية الاجتماعية في مكتب البنك الدولي في بيروت – إدارة منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
منذ بداية الأزمة المالية والاقتصادية في لبنان، تقود حنين عمليات الاستجابة الاجتماعية للأزمة، بما في ذلك برنامج شبكة الأمان الاجتماعي الطارئة الواسعة النطاق.
وبين عامي 2011 و2017، قامت بتنسيق استجابة البنك الدولي للأزمة السورية، بما في ذلك برامج العمليات، والعمل التحليلي، والتنسيق بين المانحين والشركاء.
خبيرة اقتصادية حاصلة على تدريب أكاديمي، وقد حصلت على شهادات جامعية وعليا من جامعتي ستانفورد وكولومبيا. درّست في جامعات مختلفة في مدينة نيويورك، وعملت في مورغان ستانلي، ومعهد الكويت للبحوث العلمية، والصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
تعدّ السيّد اللبنانيين بتوسيع البرامج الاجتماعية لتشمل المزيد من العائلات اللبنانية المعوزة، بمن فيهم العائلات المتضرّرة من الحرب الإسرائيلية على لبنان.
وتطال برامج وزارة الشؤون الاجتماعية بمساعداتها المالية قرابة 160,388 أسرة لبنانية مستفيدة من برنامج “أمان”، و18,888 فردًا يستفيدون من برنامج البدل النقدي للأشخاص ذوي الإعاقة، و44,115 أسرة لبنانية تستفيد من المساعدة المالية الطارئة، إلى جانب برامج تقدم خدمات اجتماعية أخرى غير نقدية.
وتعرب السيّد عن ثقتها بالتعامل الجدّي مع الأزمات من قبل حكومة الإصلاح والإنقاذ. وتقول جازمة: “إن الحكومة، بغالبية أعضائها الذين أعرفهم وأعرف خلفياتهم، سيشمّرون عن سواعدهم للعمل الجدّي وحل الأزمات والتأسيس للإصلاح الحقيقي، وذلك تحت رعاية رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة”.
أهدافها الوزارية:
- توسيع البرامج الاجتماعية لدعم العائلات المحتاجة.
- تعزيز الحماية الاجتماعية للأفراد ذوي الدخل المحدود.
- تحسين برامج الدعم للأشخاص ذوي الإعاقة وكبار السن.
4. وزيرة البيئة تمارا الزين
شغلت منذ تموز 2022 منصب الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، لتكون أول امرأة تتولى قيادة هذه المؤسسة منذ تأسيسها عام 1962.
حائزة على دكتوراه في الكيمياء الفيزيائية من جامعة الألزاس العليا عام 2002، وعملت قبل عودتها عام 2013 إلى لبنان كأستاذة جامعية متفرّغة في نفس الجامعة (Maître de Conférences).
انضمّت عام 2014 إلى فريق عمل المجلس الوطني للبحوث العلمية، حيث عملت كمديرة أبحاث ومديرة برامج إلى حين تسلمها موقع الأمانة العامّة.
نُشرت أبحاثها في براءتي اختراع دوليتين في مجال إزالة التلوّث الإشعاعي وعشرات المقالات العلميّة والمؤتمرات الدوليّة، ولها العديد من المقالات في الصحافة اللبنانية والعربية حول شؤون علميّة متنوعة.
تؤكد الزين أنه “لا بدّ من معالجة الأثر البيئي المترتب عن العدوان الإسرائيلي بعد إحراق آلاف الهكتارات واستخدام الفوسفور الأبيض، ومن الضروري اتباع خطة للتعافي خاصة بالموضوع البيئي بالتعاون مع وزارة الزراعة”.
أهدافها الوزارية:
- معالجة الأثر البيئي للعدوان الإسرائيلي على لبنان.
- تنفيذ خطة تعافٍ بيئية شاملة.
- تعزيز سياسات الحد من التلوث وإدارة النفايات.
5. وزيرة الشباب والرياضة نورا بايراقداريان
هي أكاديمية ومربية لبنانية من أصول أرمنية، تتمتع بخبرة مميزة في مجال العلاقات الدولية والتعليم العالي.
شغلت بايراقداريانمنصب أستاذة العلاقات الدولية ورئيسة قسم العلاقات الدولية في كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية. حازت نورا شهادات عليا في اختصاصها من جامعات مرموقة، وعملت على إعداد جيل من الطلاب في مجالات الدبلوماسية والسياسة.
تشير وزيرة الشباب والرياضة إلى أن هدفها الرئيسي هو الاهتمام بالشباب لثنيهم عن فكرة الهجرة، وتلفت إلى أنها، كونها أستاذة جامعية، بقيت على تماس مع طلابها لأكثر من عشرين سنة، وباتت تعرف همومهم وتطلعاتهم.
وتؤكد أن خطوتها المرتقبة تكمن في إعادة الحياة إلى الوزارة من خلال تفعيل تواجد العناصر الشابة.
أهدافها الوزارية:
- دعم الشباب اللبناني للحد من الهجرة.
- تعزيز التفاعل الشبابي في المجتمع اللبناني.
- تطوير البنية التحتية الرياضية.
- تفعيل التعاون بين الوزارة والأندية الشبابية.
دلالات هذا التمثيل النسائي غير المسبوق
تشكّل هذه الحكومة خطوة كبيرة في طريق تعزيز دور المرأة اللبنانية في صنع القرار السياسي والإداري. تم اختيار الوزيرات بناءً على كفاءاتهن، ما يعكس تحولًا في المشهد السياسي اللبناني نحو منح النساء أدوارًا قيادية مؤثرة.
على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه الحكومة، إلا أن هذه الخطوة تُعتبر بادرة إيجابية نحو تمكين المرأة، وتعزيز التنوع في المؤسسات الحكومية. إن تحقيق الأهداف المرجوة يعتمد على مدى توفر بيئة سياسية داعمة وإرادة حقيقية لتنفيذ التغيير.
الوزيرات في حكومة نواف سلام يتمتعن بخلفيات أكاديمية ومهنية متميزة، ما يجعلهن مؤهلات لإدارة وزاراتهن بكفاءة. وعودهن تعكس توجهات إصلاحية وطموحات كبيرة، لكن تحقيقها يتطلب بيئة سياسية داعمة وإرادة حقيقية لتنفيذ التغيير.
