أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين السياسي
صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع، امس الأحد، بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون، يهدف إلى تغيير مسمّى “الضفة الغربية”، في التشريعات إلى “يهودا والسامرة”.
وذكرت هيئة البثّ الإسرائيلية العامة انه يتوقّع أن يتمّ التصويت على مشروع القانون،في الجلسة العامة للكنيست،في وقت مبكّر،الأربعاء المقبل.
من جهة ثانية، أكدت مصادر إسرائيلية أن الجيش بدأ بالانسحاب الكامل من محور نتساريم، ما يعني عدم وجود قوات إسرائيلية في شمال قطاع غزة، وأظهر مقطع فيديو نشرته القناة الإسرائيلية 12، قائدًا ميدانيًا في جيش الاحتلال يصدر أوامره بالانسحاب من المحور.
وذكرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن هذا المحور كان عنصرًا مهمًّا في طموحات المستوطنين للعودة للاستيطان شمالي قطاع غزة.
وقالت إنّ الفرقة 162 في الجيش الإسرائيلي ستعيد انتشارها قرب الحدود. وقالت إن إخلاء محور “نتساريم” يعني عدم وجود قوات إسرائيلية في شماليّ قطاع غزة.
ونقلت القناة الإسرائيلية 14 عن محللين إسرائيليين أنّ محور “نتساريم” فقد أهميته بالفعل، بمجرد السماح بعودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله، ولم يعد ورقة ضغط حقيقيّة بالنسبة لإسرائيل.
في المقابل، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر أنّ المجلس الوزاري المصغر سيبحث هذا الأسبوع المرحلة الثانية من صفقة التبادل. وقالت إن وفدًا إسرائيليًا يغادر الى الدوحة.
وقال مسؤولون إسرائيليون لإذاعة الجيش إنه وقبل أن يتخذ مجلس الوزراء (الكابينت) قرارًا بشأن الخطوط الحمراء للمرحلة الثانية، لن تبدأ أي مفاوضات جدية بشأن بالخصوص.
وتحدّث مصدر سياسي إسرائيلي للقناة 12 عن أن نتنياهو أصدر تعليمات بمغادرة الوفد الإسرائيلي المفاوض إلى الدوحة، لنقاش قضايا تقنية في الاتفاق، ومع عودة الوفد سيعقد نتنياهو جلسة كابينيت لمناقشة المرحلة الثانية من الصفقة.
وبحسب المصادر فإن الوفد الإسرائيلي المتوجه إلى الدوحة سيضم منسّق شؤون الأسرى والمفقودين غال هيرش، ومسؤول في جهاز الشاباك، وممثلين عن الموساد والشين بيت والجيش الإسرائيلي.
وكانت عائلات الأسرى الإسرائيليين خاطبت نتنياهو المتواجد في الولايات المتحدة، بالقول لماذا لا ينعقد اجتماع الكابينت فورا لإقرار المرحلة الثانية من الصفقة؟ وطالبته بمنح وفد التفاوض بالدوحة تفويضًا كاملًا لاستكمال الصفقة حتى إعادة آخر أسير إسرائيليّ.
والسبت، اكتملت الدفعة الخامسة من صفقة التبادل في مرحلتها الأولى، إذ تحرر 766 أسيرًا فلسطينيًا، منهم 181 من المحكومين بالسجن المؤبد، في الوقت الذي أفرجت المقاومة في غزة عن 16 أسيرًا إسرائيليًا.
وأفادت مصادر إسرائيلية لصحيفة “هآرتس” بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعمل على عرقلة صفقة إطلاق سراح “المخطوفين”، ولا ينوي المضيّ قدمًا في مرحلتها الثانية. وأوضحت المصادر أن الوفد الإسرائيلي الذي سيتوجه إلى قطر لن يكون مكلّفًا بدفع المفاوضات إلى الأمام، معتبرةً أنه “استعراض” دون تفويض حقيقي.
ويعود هذا الموقف -وفق هآرتس- إلى الضغوط التي يواجهها نتنياهو من تيارات اليمين في “إسرائيل”، خاصة بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تراجع شعبيّته بسبب إطلاق سراح “المخطوفين”. ويرى ناخبوه أن “إسرائيل” لم تحقق انتصارًا واضحًا، وأن مقاتلي حماس ما يزالون يحملون السلاح في غزة.
وأشارت المصادر إلى أن صور الاحتفالات في القطاع خلال الإفراج عن “المخطوفين” تُذكّر نتنياهو بشعاره حول تحقيق “نصر كامل”.
وحذر مصدر إسرائيلي آخر من أن موقف نتنياهو قد يؤدي إلى انهيار المرحلة الأولى من الصفقة، مشيرًا إلى أن حماس وافقت على تنفيذ المرحلة الأولى معتقدةً أن هناك مرحلة ثانية ستؤدي إلى وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيلي من غزة. وأضاف المصدر أنه بمجرد أن تدرك حماس أنه لا توجد مرحلة ثانية، فقد تمتنع عن استكمال المرحلة الأولى.
ورغم مغادرة الوفد الإسرائيلي إلى قطر لبحث المفاوضات، أوضح مصدر سياسي أن المحادثات ستقتصر على “تفاصيل فنية” دون التطرق إلى المرحلة التالية من الصفقة. ورفض المسؤولون الإسرائيليون الكشف عن طبيعة هذه التفاصيل، مشيرين إلى أن تحديد صلاحيات الوفد سيتم في اجتماع حكومي مرتقب بعد عودة نتنياهو من واشنطن.
وكان يقضي الاتفاق مع حماس ببدء المفاوضات حول المرحلة الثانية من الصفقة يوم الإثنين الماضي، لكن نتنياهو تردد في السماح بعقد اجتماع في الدوحة. وبدلًا من ذلك، أجرى محادثة مع المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، قبل أن يقرر تحويل الاجتماع إلى لقاء شخصي في واشنطن، حيث تم الاتفاق هناك على إرسال الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة دون تفويض رسمي إلى حين اجتماع الحكومة المقبل.
من جهتها، ذكرت القناة الإسرائيلية السابعة أنّ من المقرر أن يعقد مجلس الوزراء الإسرائيلية جلسة لمناقشة المرحلة الثانية من صفقة التبادل، الثلاثاء أو الخميس.
وقال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع إن الاحتلال لا يزال، يعطّل تنفيذ البروتوكول الإنساني من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وأضاف: “نحن في اليوم 22 من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، لا يزال الاحتلال يعطّل تنفيذ البروتوكول الإنساني، خاصّة فيما يتعلّق بدخول الخيام والوقود والمعدات الثقيلة”.
وقال القانوع: “إن استمرار عمليات تبادل الأسرى، والانسحاب من غزة دحض كذبة نتنياهو، ووهمه بتحقيق النصر الكامل على شعبنا” مضيفًا: “أن ما لم يحققه الاحتلال على مدار 15 شهرًا من التجويع والإبادة البشرية والتدمير الممنهج بتهجير شعبنا لن يحققه الرئيس ترامب”.
وجدّد القانوع مطالبة الوسطاء “بممارسة الضغط على الاحتلال وإلزامه بالتنفيذ الدقيق لاتفاق وقف إطلاق النار، وإدخال المستلزمات الطبية والإغاثية لإنقاذ حياة شعبنا”.
بدوره، قال المتحدث باسم حماس حازم قاسم: “تلكؤ الاحتلال في تنفيذ المسار الإنساني قد يؤثر على باقي بنود الاتفاق”.
من جهة ثانية، قالت منظمة “بتسيلم” الحقوقية الإسرائيلية، إن “تل أبيب تشن حربا شاملة على الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، منذ بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضافت “بتسيلم”، في منشور عبر منصة “إكس”، الأحد، أن مستوطنين هاجموا خلال الأسابيع الأخيرة، قرى ومواطنين فلسطينيين بشكل شبه يومي، وأحيانا تحت أعين جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وتابعت: “منذ الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 كانون الثاني/ يناير، كثف الجيش الإسرائيلي اقتحاماته للمدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية، وشنّ هجمات أودت بحياة عشرات الفلسطينيين”.
