أخباركم – أخبارنا/ مصطفى أحمد
همسة أولى: ما شهدناه ليلة امس من قصف اسرائيلي جوي في البقاع والجنوب ، هو احد ارهاصات اتفاقية وقف اطلاق النار التي وافق عليها الثنائي ، واقرتها الحكومة الميقاتية . وما نشهده كردود فعل على هذا القصف من الجهة المستهدفة، يعبر عن عن الهوة بين الكلام السياسي عن مواجهة هذا القصف ، وبين الامكانيات الفعلية المتبقية ، وهي هوة سحيقة تعبر عن حجم الضربات التي تلقاها حزب الله وعن النتائج التي ادت اليها وعن العجز الذي يعانيه.
لكن الامر المؤسف ان المكابرة التي يحاول حزب الله اظهارها، ومحاولة تجاهل ما وافق عليه بشكل فعلي كي يحصل وقف اطلاق النار ، والاصرار على التمسك بنفس اللغة ، وبنفس السلوك ، وبنفس السياسة ، سيزيد من معاناة الحزب ومن معاناة بيئته ، ولن يساعده هذا الامر على انقاذه مما يتخبط فيه بين الرغبة وبين الامكانية وبين العجز عن رؤية ما افرزته الحرب.
حان الوقت كي يتحلى الحزب بالجرأة للاعتراف ، بأن النهج الذي سلكه والممارسة التي مارسها ، خاصة بعد العام 2000 كانت خاطئة ، اكان من ناحية تعاطيه مع الداخل اللبناني بكل تفاصيله ، وخاطئة في موضوع التعاطي مع قضية الصراع مع الكيان الصهيوني ، وخاطئة في تحوله الى ممارسة دوره كذراع في يد النظام الايراني ، اكان في سوريا ام في العراق ام في اليمن ام في الخليج ، وحتى في العديد من بلدان العالم .
لم يستطع حزب الله ان يقيم اي هامش ، مهما كان ضئيلا، بين مصلحة النظام في ايران ، ومصلحة قيام الدولة اللبنانية بدورها . فضرب عرض الحائط بكل الاعتراضات التي قامت على ما كان يقوم به ، والتي كان يراها الكثيرون بانها متهورة وستدمره وتدمر البلاد معه . فواجه تلك الاعتراضات والانتقادات بلغة التخوين ، وباتت هي اللغة السائدة في ادبياته وفي سلوكياته وعلى لسان جمهوره …. لم يعد يرى احدا امامه ، ضربه الغرور ، وبات الكيان الصهيوني في نظره اوهن من بيت العنكبوت .
لم يفت الاوان بعد على القيام بمراجعة جريئة من قبل قيادة حزب الله ، لما قام به الحزب منذ تأسيسه ، وخاصة في السنوات ال25 الاخيرة ، اذا كان يريد التحول الى حزب سياسي لبناني ، اما اذا لم يكن قادرا على فعل ذلك ، وهذا ما يبدو عليه الامر حتى الان ، فسيتحمل النتائج الكاملة التي ستنتج عن ذلك ، وسيتكبد المزيد من الخسائر التي ستطال ما تبقى منه ، ولن يجد من يقف الى جانبه لا في الخارج ولا في الداخل .
همسة إضافية
في الوقت الذي اعلن ويعلن رئيس الحكومة الدكتور نواف سلام وبعض الوزراء الجدد ، انه لا يوجد تمثيل حزبي مباشر في الحكومة . قرر الدكتور جعجع عقد اجتماع مع من سماهم وزراء القوات في هذه الحكومة .
هل هناك من يستطيع ان يقول لي ما هو الفارق بين ممارسة القوات وممارسات الثنائي الشيعي ؟ انهما وجهين لعملة واحدة في طريقة الممارسة وفي منطق المحاصصة. وكلنا يذكر اعلان القوات على لسان الدكتور جعجع وغيره من القياديين ، انها لا تمانع في ان يتسلم ياسين جابر وزارة المالية . وذلك من اجل التمهيد لشن حملة سياسية حول وحدة المعايير في تشكيل الحكومة لتحسين تمثيلهم في عدد الوزراء في الحكومة ، في الوقت الذين كان يضغط فيه رئيس الحكومة محاولا اعطاء وزارة المالية لشخصيات اخرى ، بعد ان تسلمتها حركة امل طيلة 11 سنة .
نص الدعوة للإجتماع
يعقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، في معراب، الاجتماع الأول مع وزراء “القوات” يوسف رجي (وزير الخارجية) ، جو صدي (وزير الطاقة) ، جو عيسى الخوري (وزير الصناعة) وكمال شحادة (وزير المهجرين)، عند الساعة 12:45 من بعد ظهر يوم غد الإثنين 10 شباط 2025.