خاص: أخباركم – أخبارنا
في خضم الجدل السياسي الدائر حول تشكيلة الحكومة الجديدة، طرح الكاتب مصطفى أحمد مقارنة بين ممارسات القوات اللبنانية والثنائي الشيعي، معتبرًا أن القوات تمارس نفس أساليب المحاصصة والتوزيع السياسي التي تنتقدها. في المقابل، جاء رد إبراهيم الراسي لتوضيح الفارق الجوهري بين القوات اللبنانية والثنائي الشيعي، مؤكدًا أن الفرق لا يكمن فقط في طبيعة المشاركة، بل في مدى التأثير على مؤسسات الدولة ونهج الحكم. وأضافة غسان أبي نادر تعليقًا على تحليل الراسي قائلًا: “توضيح جميل جدًا يترفع عن الماضي البغيض لنبني دولة، رغم كل التباينات في كيفية بنائها.” اما سلمان وهبي فاعتبر ان ” القوات منعت وصول نائب شيعي في الجنوب من 17 تشرين كرمى لعيون نبيه بري وكرمى لتأخذ نائبا في محافظة بعلبك الهرمل”
القوات اللبنانية في الحكومة: مشاركة أم محاصصة؟
يرى الكاتب مصطفى أحمد أن إعلان رئيس الحكومة نواف سلام وبعض الوزراء الجدد عن عدم وجود تمثيل حزبي مباشر في الحكومة يتناقض مع اجتماع سمير جعجع بوزراء القوات، متسائلًا:
“ما الفرق بين ممارسة القوات والثنائي الشيعي؟ إنهما وجهان لعملة واحدة في طريقة الممارسة ومنطق المحاصصة.”
لكن هذا الطرح يغفل حقيقة أساسية، كما يوضح إبراهيم الراسي، وهي أن القوات اللبنانية لم تفرض نفسها على الحكومة، ولم تستحوذ على الوزارات السيادية أو تفرض معادلات سياسية مسبقة كما فعل الثنائي الشيعي، الذي تمسك بوزارة المالية طيلة 11 سنة، ورفض أي تغيير في المعادلة السياسية القائمة.
موقف القوات من وزارة المالية: تكتيك أم تنازل؟
يشير الكاتب مصطفى أحمد إلى أن القوات اللبنانية، على لسان سمير جعجع، لم تمانع تسلّم ياسين جابر وزارة المالية، معتبرًا أن هذا الموقف يهدف إلى تمهيد حملة سياسية لتحسين تمثيلها الوزاري عبر المطالبة بوحدة المعايير. لكن الحقيقة، كما يوضح الراسي، أن القوات كانت تدعم كسر الاحتكار الطائفي للحقائب الوزارية، وهو مطلب نادى به رئيس الحكومة نفسه.
سمير جعجع ووزراء القوات: اليوم بدأ عهد الدولة
عقب اجتماع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بوزرائه في معراب، شدد على أن هدف الحكومة يجب أن يكون نقل لبنان من واقع الفوضى إلى وضعية دولة منظمة، قائلًا: “اليوم بدأ عهد الدولة وانتهى زمن الفوضى، لذا يبقى هدف هذه الحكومة نقل لبنان إلى وضعية دولة منظمة.”
الراسي “مقارنة غير دقيقة بين القوات والثنائي الشيعي“
الاختلاف الجوهري بين القوات اللبنانية والثنائي الشيعي يكمن في:
- القوات لم تعطل الحكومات السابقة عبر التمسك بوزارات معينة، ولم تفرض الثلث المعطل كما فعل الثنائي الشيعي.
- الثنائي الشيعي مارس سياسة فرض الهيمنة الأمنية والسياسية عبر أجهزة الدولة، في حين أن القوات لم تكن في موقع يسمح لها بذلك.
- ممارسات القوات اللبنانية داخل الحكومة اتسمت بالنزاهة والشفافية، وشهدت الوزارات التي تسلمها وزراؤها صفر فساد ونهب، وهو ما لا ينطبق على العديد من القوى السياسية الأخرى.
تشويه القوات اللبنانية: دعاية سياسية مستمرة
يؤكد إبراهيم الراسي أن القوات اللبنانية كانت ولا تزال هدفًا لحملات تشويه سياسية، سواء من النظام السوري أو من خصومها الداخليين. فمنذ تسلّم سمير جعجع قيادة الحزب عام 1986، واجهت القوات اللبنانية محاولات لإقصائها سياسيًا عبر اتهامات ملفقة، من كنيسة سيدة النجاة إلى اغتيال رشيد كرامي، بينما بقي المجرمون الحقيقيون في مواقع السلطة.
الفرق الجوهري: نهج بناء مقابل نهج تعطيل
في المحصلة، الفرق بين القوات اللبنانية والثنائي الشيعي لا يكمن في المشاركة السياسية فحسب، بل في النهج المعتمد داخل الدولة:
- القوات انخرطت في العمل السياسي السلمي عبر الحكومات، دون فرض شروط مسبقة أو تعطيل لمؤسسات الدولة.
- الثنائي الشيعي هيمن على المؤسسات الأمنية والقضائية، وفرض معادلات سياسية بالقوة، وهو ما لم تمارسه القوات يومًا.
دعوة إلى تقييم موضوعي
من حق الجميع انتقاد القوات اللبنانية، كما من حقهم انتقاد أي طرف سياسي، لكن لا يمكن مساواة من تورط في تعطيل الدولة ومؤسساتها بمن سعى إلى الانخراط في عمل سياسي ضمن الأطر الدستورية. القوات ليست بريئة من الأخطاء، لكنها لم تكن جزءًا من منظومة الفساد والمحاصصة التي دمرت لبنان. لهذا، يدعو إبراهيم الراسي إلى النظر إلى الوقائع بعيدًا عن الدعاية السياسية والتضليل الإعلامي.