أخباركم -أخبارنا/ كتبت ناديا شريم
تماما كما المشهد اللبناني كله انقلب المشهد المسيحي في لبنان في أقل من شهر واحد مع فارق وحيد هو أن هذا الشارع بات حذرا إلى حد كبير بعد التجارب التي اكتوى بها منذ السبعينات وحتى اليوم إلى درجة باتت معها لملمة نفسه مطلوبة والى حد كبير.
لكن هل يستطيع هذا الشارع لملمة نفسه ؟
في اللحظة الأولى يكون الجواب لا خصوصا وأن هذا الشارع انقسم بشكل عامودي في السنوات الأخيرة مما جعله عاجز عن تحقيق اقل الإنجازات ليكون شبيها بالمكونات اللبنانية الأخرى التي ضربت الواحدة تلو الأخرى وتساوت في الخسائر.
لكن من يراقب المكون المسيحي عن قرب يسجل بعض الملاحظات وهي :
١-ردود فعل الجسم الكنسي بكافة مكوناته على هذه التطورات حيث تظهر اللقاءات الجانبية مع البعض أملا كبيرا بتغيير الواقع، حيث تعتبر الأكثرية أن هذا الأمر جدي وواقعي، اولا لان هناك وجوها جديدة ظهرت على الساحة السياسية وهي مصرة على تحقيق إنجازات-اقله كما هو معلن – وثانيا وجود هذا الكم من الضغوطات الدولية المصرة على الإصلاحات لتصحيح الوضع، وهذا الضغط هو نتيجة لمصالح الدول وليس حبا بلبنان وشعبه لكن الصحيح أيضا أن ما قام به المسؤولون اللبنانيون بالبلد وشعبه قبل التغيير الذي حصل يبقى أكثر ضررا مما ستقوم به هذه الدول مهما كانت مصالحها.
٢-استعداد رجال أعمال مسيحيين للعودة إلى لبنان والاستثمار فيه في كافة المجالات ،وهنا يشير تجمع تجار جوزيه إلى أن عددا كبيرا من أصحاب الفنادق والمطاعم اللبنانيين في الخارج اتصلوا بالتجمع للإستفسار عن الشروط المطلوبة لفتح فروع لهم في لبنان وتحديدا في كسروان حيث تعتبر المنطقة سياحية إلى حد كبير.
٣-اما الشارع المسيحي العادي فقد سادت بعد إنتخاب العماد جوزاف عون رئيسا للجمهورية وتكليف القاضي نواف سلام حالة من القرف من الأحزاب كلها، ورغم أن القوات قد تمثلت باربعة وزراء فقد كانت الأكثرية تتمنى أن لا يكون هؤلاء من الأحزاب وبالطبع فقد رحبت بخروج التيار الوطني وتيار المردة من الحكومة ،وهو ما ستظهر أكثر في الانتخابات النيابية حيث بات معظم المسيحيين يجاهرون بأنهم لن ينتخبوا مرشحي الأحزاب في العام 2026 .
أمام هذا الواقع يبقى السؤال الأساسي هل ستحقق التغييرات الإخيرة أمال اللبنانيين وتحديدا أمال المسيحيين الذين أصيبوا بالخيبة االكبرى في عهد الرئيس ميشال عون بعد كل الثقة التي منحوه اياها؟
وحدها الأيام المقبلة كفيلة بإعطاء الجواب الشافي.