أخباركم – أخبارنا/ جيلبير المجبر
لبنان ليس ساحة نفوذ، وليس أرضًا مستباحة لرايات الأحزاب والطوائف والجماعات. لبنان دولة ذات سيادة، وله علم واحد فقط، علمٌ خُطّت ألوانه بدماء الشهداء، ورُسمت أرزته رمزًا للخلود، ليبقى فوق كل الأعلام، لا يزاحمه لونٌ، ولا تُنافِسه راية.
لكن للأسف، صار المشهد في طرقاتنا – وبالأخص طريق المطار، بوابة الوطن إلى العالم – يعكس واقعًا مختلفًا، واقعًا يُظهر لبنان وكأنه مقسم بين ولاءات متعددة، بين شعارات متنافرة، بين أعلام لا تعني إلا أصحابها، بينما الدولة، الدولة التي يُفترض أن تفرض هيبتها، تقف صامتةً أمام هذا العبث!
أي رسالة نوصلها لكل من يزور لبنان عندما يكون أول ما يراه في مطارنا أعلام الأحزاب والفصائل بدل العلم اللبناني؟ كيف نقنع الأجيال الصاعدة أن لبنان وطنٌ واحد إذا كانت شوارعه ممتلئة برايات تعكس الانقسام بدل الوحدة؟
لبنان أولًا… بلا استثناءات، بلا مساومات!
فخامة الرئيس، دولة الرئيس، أيها المسؤولون،
إذا كنتم تؤمنون بلبنان دولةً لا ساحة، إذا كنتم تدافعون عن سيادة هذا الوطن، فعليكم أن تبدأوا من هنا: إزالة كل الشعارات والرايات من طريق المطار ومن كل طرقات لبنان، والإبقاء فقط على علم الوطن، لأنه وحده الجامع، وحده المقدس، وحده الذي يمثل الجميع.
هذه ليست مجرد قضية تنظيمية، وليست مسألة شكلية، بل هي مسألة كرامة وطنية، مسألة سيادة، مسألة وجود. لبنان لا يقبل أن يكون دولة ممزقة بين رايات، ولا دولة خاضعة لسطوة الشعارات، ولا دولة يُفرض على شعبها مشهدٌ لا يعكس هويتها الحقيقية.
لبنان ليس ملكًا لفئة دون أخرى، ليس مزرعة لهذا الحزب أو ذاك، وليس ساحة تُغرس فيها رايات الانقسام! إن بقاء هذه الأعلام ليس مجرد تجاوز، بل إهانة لمفهوم الدولة، وتقليل من شأن الوطن، وتثبيت لفكرة أن لبنان لا يزال محكومًا بقوى تتقاسم النفوذ بدل أن تخضع جميعها لمؤسسات الدولة.
الطريق إلى السيادة يبدأ من احترام رمز الوطن
إن إزالة هذه الشعارات ليست مطلبًا سياسيًا، بل حقٌ لكل لبناني يريد أن يرى بلاده مستقلة فعلًا، لا مجرد شعارٍ يُردد في الخطابات. لأن الوطن ليس شعارًا، والسيادة ليست كلامًا، بل هي قرار، إرادة، وفعلٌ حاسم.
لبنان لكل أبنائه، لكن علمه واحد، رايته واحدة، وهويته غير قابلة للتشويه أو التقاسم. فكيف نقبل أن يكون أول ما يراه القادم إلى لبنان هو هذا الكم من الشعارات التي تمزّق وحدة الوطن؟ كيف نرضى أن تصبح شوارعنا انعكاسًا لحالة الانقسام بدل أن تكون صورةً للبنان الحرّ، لبنان المستقل، لبنان الذي يرفع رأسه عاليًا بين الأمم؟
المطلوب قرارٌ جريء… لا تردد، لا تهاون!
فخامة الرئيس، دولة الرئيس، الوزراء، القادة، المسؤولون… اتخذوا القرار!
لا تبقوا صامتين أمام هذا الواقع المشوّه، لا تسمحوا أن تكون بيروت ساحة فوضى، لا ترضوا أن يختفي وجه لبنان الحقيقي خلف هذه الشعارات التي لا تعبر عن الوطن بل عن مصالح ضيقة.
ليكن علم لبنان وحده فوق كل شيء، ولتُزال كل الرايات التي تحاول أن تحلّ مكانه!
لأن لبنان يستحق أن يكون وطنًا لا ساحة، دولةً لا مزرعة، سيادةً لا خضوعًا… ولأننا جميعًا لبنانيون قبل أي انتماء آخر!