أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني
“أنا مش قادر أعالجك” ما أقساها من كلمات تقع كالصاعقة على قلب مريض عاجز أصابه الاحتلال الإسرائيلي، فأصبح طريح الفراش لا يقوى على الحركة، وغيره الآلاف ممَّن يتجرعون مرار المرض في انتظار خروجهم لتلقي العلاج خارج قطاع غزة، إلا أن “الغدر الإسرائيلي” كان سيد الموقف.
وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بإصابة أكثر من 111 ألف فلسطيني، من بينهم 25 ألف مريض ومصاب بحاجة للعلاج بالخارج، لكن جيش الاحتلال حال دون ذلك بمنع تحويل الحالات إلى العلاج، وتقليص أعداد الخارجين منهم.
وبمماطلة سلطات الاحتلال في سفر الحالات المرضية وجرحى الحرب على غزة، وتقليص أعداد الخارجين لتلقي العلاج؛ فإن هذا ينذر بزيادة أعداد الوفيات والشهداء ممن هُم في حالة الخطر وعلى بند الانتظار.
جندي إسرائيلي يسرق حقيبة طفلة فلسطينية: انتهاك جديد بحق الطفولة في الضفة الغربية
تتواصل انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، حيث لم تسلم حتى الطفولة من هذه الممارسات القمعية. وفي مشهد يعكس حجم المعاناة اليومية التي يعيشها الفلسطينيون، أقدم جندي إسرائيلي على سرقة حقيبة مدرسية لطفلة فلسطينية خلال عملية اقتحام في مخيم الفارعة بمحافظة طوباس، ما تسبب في صدمة نفسية للطفلة التي لم تستطع حبس دموعها عند رؤية الجندي يحمل حقيبتها على ظهره.
في سياق الاقتحامات المستمرة التي ينفذها جيش الاحتلال في مختلف مناطق الضفة الغربية، وثّقت وسائل إعلام فلسطينية حادثة مؤلمة تعرّضت لها الطفلة شمس الثائر، حيث انتزع جندي إسرائيلي حقيبتها المدرسية من منزلها أثناء اقتحام مخيم الفارعة، وظهر في صورة متداولة وهو يحمل الحقيبة على ظهره وسط مجموعة من الجنود.
وأفادت المصادر بأن الطفلة شمس، التي لم يُحدد عمرها، شعرت بصدمة كبيرة عندما رأت الجندي الإسرائيلي يحمل حقيبتها، ما دفعها للبكاء تعبيرًا عن الألم والحرمان الذي تعانيه الطفولة الفلسطينية في ظل الاحتلال.
تمثل هذه الحادثة انتهاكًا صارخًا لحقوق الأطفال الفلسطينيين، حيث لم يقتصر الاحتلال على استهداف البنية التحتية والمنازل، بل امتد إلى أبسط ممتلكات الأطفال، مثل الحقائب المدرسية التي ترمز إلى التعليم والمستقبل. وتُظهر هذه الواقعة جانبًا من القمع والاضطهاد الذي يواجهه الفلسطينيون، خاصة الأطفال، الذين يُحرمون من بيئة آمنة لمواصلة تعليمهم وحياتهم الطبيعية.
رفح تستغيث
من جهتها، أعربت بلدية رفح عن استيائها الشديد لعدم استفادة سكان المدينة من المساعدات الإنسانية ومستلزمات الإيواء التي كان من المفترض أن يتم توفيرها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، والذي كان يهدف إلى تسهيل وصول المساعدات والخيام والمعدات اللازمة لإعادة تأهيل المدينة، بما في ذلك فتح الشوارع وإزالة آثار العدوان.
وأكد رئيس بلدية رفح الدكتور أحمد الصوفي، أن العراقيل التي تضعها قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع وصول هذه المساعدات، مما يزيد من معاناة المواطنين ويؤخر جهود إعادة الإعمار.
كاتس سنجدد الحرب اذا!
من جهته، قال وزير جيش الاحتلال عن احتمالية تجدد الحرب على غزة، إن حرب غزة الجديدة ستكون مختلفة في شدتها ولن تنتهي قبل هزيمة حماس.
وقال كاتس خلال مشاورات أمنية في مقر قيادة شعبة العمليات، إن اتفاق وقف إطلاق النار يهدف إلى تحقيق الإفراج السريع عن المحتجزين الإسرائيليين.
وأشار كاتس “إذا توقفت حماس عن إطلاق سراح المحتجزين، فلن يكون هناك اتفاق وستكون هناك حرب ستسمح بتحقيق رؤية الرئيس الأمريكي ترامب بشأن غزة”.
وكان أعلن الجيش أمس أنه رفع حالة التأهب والاستعداد وعزّز قواته استعدادا لسيناريوهات مختلفة
اما في سابقٍة خطيرة، أصدر ما يُسمى حارس الأملاك الحكومية في الإدارة المدنية للاحتلال، 6 أوامر عسكرية تخصّص ما مجموعه 16200 دونمًا من أراضي محافظتي سلفيت ورام الله والأغوار، لصالح الاستيطان الرعوي للمستوطنين.
في تعليقه على القرار، أفاد رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مؤيد شعبان في بيانٍ صحفيّ أن دولة الاحتلال تمعن في تعزيز الاستيطان الزراعي والرعوي، ليس فقط بتشجيع إقامة وإنشاء هذا النوع من البؤر، بل من خلال حمايتها بتخصيص مساحاتٍ كبيرة من قبل المؤسسة الرسمية في دولة الاحتلال لصالح مليشيات المستوطنين.
ميدانيا، يتواصل العدوان الإسرائيلي في مدينتي طولكرم وجنين ومخيماتهما، وسط استمرار نزوح السكان، ومواصلة جرافات الاحتلال تدمير البنية التحتية، عدا عن عمليات نسف المنازل وحرقها، فيما أسفر العدوان على المدينتين حتى اليوم عن ارتقاء 33 شهيدًا وعشرات المصابين.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لليوم ال17 على التوالي، عدوانها في مدينة طولكرم ومخيميها، وسط استمرار إجبار مواطنين على النزوح من منازلهم تحت تهديد السلاح، وفي ظل مواصلة تدمير البنية التحتية وتخريب الشوارع.
وأسفر عدوان الاحتلال على المدينة ومخيميها عن استشهاد 8 مواطنين، وإصابة عدد آخر، إلى جانب عمليات تدمير واسعة لمنازل المواطنين وممتلكاتهم والمرافق العامة.
ودفعت قوات الاحتلال الليلة الماضية بمزيد من التعزيزات العسكرية نحو المدينة ومخيميها، ونشرت المشاة في مختلف المناطق والحارات، وسط إطلاق كثيف للرصاص الحي مع تحليق لطيران الاستطلاع على ارتفاع منخفض.
في مدينة طولكرم، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، في ساعة متأخرة من الليلة الماضية عددا من المواطنين النازحين من مخيمي طولكرم ونور شمس، بعد مداهمة مسجد عثمان بن عفان “الجديد”، وسط المدينة، وإخراج المتواجدين فيه من النازحين، والتحقيق معهم ميدانيا، قبل أن تعتقلهم.
وما زالت قوات الاحتلال تفرض حصارا على الحي الشرقي لمدينة طولكرم خاصة المنطقة القريبة من مخيمها، وتستولي على ثلاثة مبانٍ فيها كثكنات عسكرية وأماكن للقناصة، وتمنع المواطنين من الخروج من منازلهم لتأمين احتياجاتهم الأساسية أو حتى الظهور على النوافذ والشرفات.
وشهد مخيم نور شمس، موجة جديدة من النزوح الجماعي لعشرات العائلات قسرا، تحت التهديد والترهيب من الاحتلال، وسط إطلاق الأعيرة النارية وسماع أصوات انفجارات بين الفينة والأخرى.
وتقوم قوات الاحتلال بمداهمة منازل المواطنين وتفتيشها وتخريب محتوياتها واخضاع سكانها للتحقيق الميداني والتنكيل، واعتقال عدد منهم.
كما تواصل جرافات الاحتلال تجريف وتدمير البنية التحتية والممتلكات في مختلف حارات المخيم بدءا من جبل النصر والصالحين والمنشية والمسلخ وصولا إلى الحارات الداخلية، إضافة إلى تجريف شارع نابلس على طول امتداد مداخل المخيم وتدميره بشكل كامل، كما نسفت ثلاثة منازل.
وفي مخيم طولكرم، كثفت قوات الاحتلال من تواجدها العسكري ونشرت المشاة داخل حارات المخيم ومنازله الفارغة، وحولتها لثكنات عسكرية، وسط إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف، كما أحرقت منزلا لعائلة العوفي في حارة مربعة حنون.
وواصلت قوات الاحتلال استيلائها على منازل ومباني سكنية إضافية في محيط المخيم، تحديدا في الحيين الشمالي والشرقي للمدينة، وحولتها لثكنات عسكرية وأماكن للقناصة.
وناشد المواطنون الذين لم يغادروا منازلهم على أطراف المخيم، بإيصال المواد التموينية ومياه الشرب والادوية وحليب الأطفال، في ظل تفاقم المعاناة الإنسانية نتيجة انقطاع كافة الخدمات الأساسية من مياه وكهرباء واتصالات بعد تدمير الاحتلال للبنية التحية للمخيم.
وفي جنين، يستمر عدوان الاحتلال على المدينة والمخيم لليوم الـ23، مخلّفا 25 شهيدًا وعشرات الإصابات، إلى جانب تفجير وتدمير عشرات المنازل، وتخريب البنية التحتية وتهجير سكان المخيم.
كما فجرت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل عائلة الشهيد نضال العامر في مخيم جنين، وكان الاحتلال قد سلّم العائلة إخطاراً بهدم المنزل المكون من طابقين يوم الاثنين الماضي.
ودمرت جرافات الاحتلال الشوارع وممتلكات المواطنين في الحي الشرقي، حيث جرفت شارع المدارس وعدة شوارع أخرى في الحي، كما حطمت مركبات المواطنين وممتلكاتهم وجزءا من بعض المنازل فيه.
ويواصل الاحتلال عمليات هدم المنازل ونسفها وإحراقها في مخيم جنين، وتحديدا في حارات: الألوب والفلوجة والبشر والدمج، وسط تصاعد أعمدة الدخان وسماع دوي انفجارات متلاحقة.