أخباركم – أخبارنا
شهد طريق مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت توترًا ملحوظًا مساء اليوم، حيث قام عدد من المواطنين بقطع طريق المطار اعتراضًا على منع طائرة إيرانية من الهبوط. يأتي هذا التطور وسط تصاعد الجدل حول طبيعة الرحلات الجوية القادمة من إيران، خاصة في ظل تقارير غربية تتهم شركة “ماهان إير” الإيرانية بتهريب الأموال والأسلحة إلى حزب الله عبر رحلاتها إلى لبنان.
وفقًا لمصادر ميدانية، شهدت المنطقة المحيطة بالمطار ازدحامًا شديدًا، حيث أشعل المتظاهرون الإطارات ورفعوا شعارات تندد بقرار المنع، معتبرين أنه يأتي ضمن “ضغوط دولية على لبنان”. في المقابل، لم تصدر السلطات اللبنانية أي بيان رسمي يوضح أسباب المنع، لكن تقارير إعلامية أشارت إلى أن القرار جاء نتيجة ضغوط أميركية وأوروبية تهدف إلى الحد من النشاطات الإيرانية في المنطقة.
اتهامات متزايدة لـ”ماهان إير”
يأتي هذا التصعيد في وقت تواجه فيه “ماهان إير”، التي تعد من أبرز شركات الطيران الإيرانية، اتهامات متزايدة من قبل الولايات المتحدة ودول غربية أخرى باستخدام رحلاتها لنقل أموال وأسلحة إلى مجموعات مسلحة في المنطقة، وعلى رأسها حزب الله. وقد فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على الشركة بسبب “أنشطتها غير المشروعة”، كما منعت العديد من الدول الأوروبية طائراتها من الهبوط على أراضيها.
في السياق ذاته، أشارت تقارير استخباراتية إلى أن مطار بيروت يُستخدم كمحطة رئيسية لنقل الأموال والمعدات التي تصل إلى حزب الله من طهران، وسط تصاعد المخاوف الدولية بشأن زيادة نفوذ إيران في لبنان عبر دعمها العسكري والمالي للحزب.
ردود فعل سياسية وأمنية
حتى اللحظة، لم تصدر الحكومة اللبنانية أو الجهات الأمنية أي تعليق رسمي على الحادثة، لكن مصادر مقربة من دوائر صنع القرار أفادت بأن هناك “ضغوطًا دبلوماسية متزايدة” على لبنان لاتخاذ إجراءات أكثر صرامة تجاه الرحلات الإيرانية، في إطار الجهود الدولية لكبح النفوذ الإيراني في المنطقة.
في المقابل، يعتبر مؤيدو حزب الله أن هذه التحركات تأتي ضمن “أجندة خارجية تهدف إلى خنق لبنان اقتصاديًا”، بينما يحذر معارضو الحزب من أن استمرار هذه العمليات قد يعرض البلاد لعقوبات إضافية، في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعيشها البلاد منذ سنوات.
مع استمرار التوترات، يترقب الشارع اللبناني موقف الحكومة من هذه القضية الحساسة، وسط تساؤلات حول مدى قدرتها على الموازنة بين الضغوط الدولية والتوازنات الداخلية، خاصة في ظل أجواء سياسية وأمنية مشحونة.