أخباركم – أخبارنا
يواجه لبنان اختبارًا صعبًا مع اقتراب مهلة 18 فبراير المحددة لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان، وسط تأكيدات من تل أبيب بأنها ستحتفظ بخمس نقاط استراتيجية مرتفعة حتى ينفذ لبنان التزاماته بنشر الجيش اللبناني ونزع سلاح حزب الله. وبينما تؤكد الرئاسة اللبنانية تمسكها بموعد الانسحاب وعدم وجود أي اتفاق لتمديد وقف إطلاق النار، فإن عدم إعطاء تعليمات واضحة للجيش اللبناني يجعل تنفيذ الالتزامات اللبنانية معقدًا، ويهدد بفشل الاتفاق برمته.
📌 إسرائيل تفرض أمرًا واقعًا والبقاء حتى تنفيذ الشروط
في تطور لافت، كشف وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، في حديث لوكالة “بلومبيرغ”، أن إسرائيل لن تنسحب بالكامل من جنوب لبنان، بل ستحتفظ بخمس نقاط استراتيجية داخل الأراضي اللبنانية حتى ينفذ الجيش اللبناني انتشاره ويضمن عدم عودة حزب الله إلى المنطقة.
وبحسب تقارير إسرائيلية، بدأ جيش الاحتلال بالفعل ببناء مواقع عسكرية جديدة في هذه المناطق، ما يشير إلى نية إسرائيل البقاء لفترة أطول، خلافًا لما تم الاتفاق عليه في المفاوضات التي قادتها واشنطن.
🛑 لماذا لا ينشر لبنان جيشه؟ أزمة سياسية وقرار غير متخذ
رغم تعهد لبنان في اتفاق وقف إطلاق النار بنشر 10,000 مقاتل من الجيش اللبناني جنوب الليطاني كبديل عن انسحاب الجيش الإسرائيلي، فإن هذا الانتشار لم يبدأ حتى الآن بسبب عدة عوامل رئيسية:
1️⃣ غياب القرار السياسي: لم تصدر تعليمات رسمية واضحة للجيش اللبناني بالانتشار، مما يعني أن القيادة السياسية لم تحسم موقفها بعد.
2️⃣ عائق التمويل: لا تتوفر الأموال اللازمة لتمويل هذا الانتشار، إذ تحتاج العملية إلى دعم مالي وعسكري ضخم لم يُؤمن حتى اللحظة.
3️⃣ معضلة سلاح حزب الله: نشر الجيش في الجنوب يعني التعامل مع وجود حزب الله في المنطقة، وهو أمر لم يتم حسمه سياسيًا، خاصة بعد توقيع رئيس مجلس النواب نبيه بري على الاتفاق باسم لبنان، ولكن دون تقديم التزامات واضحة حول انسحاب الحزب.
⚠️ هل تتكرر نكسة 2006 أم يترسخ الاحتلال؟
في ظل هذه التطورات، يواجه لبنان خيارين أحلاهما مرّ:
✅ إما اتخاذ قرار سياسي فوري بنشر الجيش في الجنوب، مع ما يتطلبه ذلك من مواجهة حتمية لمسألة سلاح حزب الله.
❌ أو القبول بأمر واقع جديد، حيث تبقى إسرائيل في الأراضي اللبنانية لفترة غير محددة، مما يعني تكريس احتلال جديد يشبه ما كان عليه الوضع قبل عام 2000.
ومع عدم وجود ضغط أميركي حقيقي لإجبار إسرائيل على الانسحاب، تبقى الحكومة اللبنانية في موقف ضعيف دوليًا، بينما تزداد التساؤلات عن مدى قدرتها على فرض سيادتها في الجنوب، أو أنها ستواجه أكبر نكسة سياسية منذ تشكيلها.