أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين الميداني
في اليوم الخامس العشرين من بدء سريان وقف إطلاق النار في غزة واصلت الطواقم الطبية والدفاع المدني انتشال جثامين الشهداء الفلسطينيين المنتشرة في شوارع قطاع غزة في مناطق كانت تحت سيطرة الجيش الاسرائيلي.
ولا تزال غزة تعيش في كابوس مستمر، حيث تلاحق العائلات، المفقودين الذين اختفوا خلال العدوان الإسرائيلي وحرب الإبادة التي شهدها القطاع على مدار 15 شهرا، ووسط مشاعر مختلطة بين الألم والقلق، حيث لا يملك المواطنون إلا الأمل في العثور على أحبائهم.
فيما أكدت مصادر محلية استمرار دخول شاحنات المساعدات من معبر رفح البري لليوم الثامن على التوالي. واستمر المواطنين في العودة إلى شمال قطاع غزة بعد بدء تطبيق عودة النازحين يوم الإثنين.
وأعلنت مصادر طبية امس ، عن ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 48,239 شهيدا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأضافت المصادر أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 111,676 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 17 شهيدا (منهم 14 انتُشلت جثامينهم، و3 شهداء جدد)، وإصابتان خلال الساعات الـ24 الماضية.
واستشهد طفلان، مساء يوم الخميس، أحدهما بالرصاص والآخر بانفجار جسم من مخلفات الاحتلال في قطاع غزة.
كما استشهد الشاب أنس صقر النباهين (15 عاما) برصاص الاحتلال شرق مخيم البريج، مشيرا إلى أن طائرات الاحتلال قصفت موقعا شرق المخيم وسط القطاع.
وكانت مديرة دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام في الأرض الفلسطينية المحتلة “لوك إيرفينغ”، حذرت نهاية الشهر الماضي من مخلفات جيش الاحتلال وتأثيرها على حياة المدنيين.
وأوضحت أن هذه الذخائر تسببت في “مقتل وإصابة مدنيين، وعرقلة العمليات الإنسانية، وأن التقارير الأولية توثق 92 ضحية منذ أكتوبر 2023”.
وأكد مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان علاء سكافي أن “الحرب قد خلفت وراءها كارثة إنسانية فاق حجمها التوقعات. والمعتقلات تزدحم بآلاف المعتقلين، وهناك آلاف المفقودين الذين لم يتم التوصل إلى مصيرهم حتى الآن. والمؤسسات الدولية لا تقوم بأي خطوة حقيقية للمساعدة”.
وقال السكافي إنه تم تسجيل نحو 1100 حالة اعتقال وفقدان، وتم الكشف عن مصير 550 معتقلًا. لكن الصدمة الكبرى كانت في الإعلان عن استشهاد 8 معتقلين تحت التعذيب أو بسبب الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، في حين تشير تقديرات الحقوقيين إلى وجود ما بين 10 آلاف و12 ألف مفقود.
وفي مشهد صادم، سلم الاحتلال عددًا من الجثث في حاويات عبر معبر كرم أبو سالم، وضعتها في مناطق جنوب القطاع، دون أن يتمكن أحد من التعرف عليها. ما يثير العديد من التساؤلات حول هذه الجثث التي قد تكون قد سُرقت أو تم انتشالها من القبور، أو حتى كونها ضحايا عمليات تصفية ميدانية خلال الاعتقالات.
ويقول السكافي إن المؤسسات الدولية مثل الصليب الأحمر، ورغم الدعوات المتكررة، لم تقدم أي دعم حقيقي أو مساعدات مباشرة للبحث عن المفقودين أو تقديم الحماية للمعتقلين. واكتفت بجمع الإفادات من المواطنين وتوجيههم إلى المنظمات الحقوقية التي تتعامل مع قضايا الأسرى والمفقودين.
في الوقت نفسه، لا يزال هناك العديد من الضحايا تحت الأنقاض، في أماكن يصعب الوصول إليها بسبب الدمار الهائل الذي طال البنية التحتية.
ويقضي النازحون في مخيمات الإيواء بقطاع غزة ليالي قاسية في ظل البرد القارس، الذى يتخلله أمطار غزيرة ورياح عاتية أدت إلى غرق خيامهم واقتلاع بعضها، ما زاد معاناتهم في ظل أوضاع إنسانية صعبة يعيشونها بعد تدمير منازلهم جراء الإبادة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.
ولم يدخل قطاع غزة منذ وقف إطلاق النار أي كرافانات، و10% فقط من الاحتياج المطلوب من الخيام، ما زاد معاناة النازحين الذين وجدوا أنفسهم محاصرين بين السيول والرياح العاتية، ما زاد صعوبة الأوضاع الإنسانية للمواطنين الذين يقيمون في خيام فوق أنقاض منازلهم المدمرة.
و أكد المدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع جورجي مورييرا دا سيلفا، امس الخميس، أن الوقود هو السبيل الوحيد لتشغيل المستشفيات والمدارس والمخابز والمنازل في غزة.
وقال دا سيلفا في بيان صحفي، إن مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، ومع وقف إطلاق النار، مر بعملية جديدة في الشراء والتوزيع، لافتا أنه يتم جلب وتوزيع 1.3 مليون لتر يوميا، وهو أمر أساسي لجميع القطاعات، وخاصة في مجال الصحة.
تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها العسكري على مدن الضفة الغربية، حيث تمارس عمليات التهجير القسري للسكان الفلسطينيين، إلى جانب إحراق المنازل وتفجيرها وتجريف الأراضي، مما يؤدي إلى تدمير البنية التحتية في مدن جنين وطولكرم ومخيماتها، شمالي الضفة الغربية.
وتواصل قوات الاحتلال اجتياح طولكرم لليوم التاسع عشر على التوالي، حيث سجل العديد من الاعتقالات، وارتفعت وتيرة الانتهاكات ضد المدنيين.
ودفعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، بتعزيزات عسكرية مكثفة باتجاه مدينة طولكرم ومخيميها، وسط تحليق متواصل لطائرات الاستطلاع، فيما شنت عمليات دهم استهدفت عددًا من المنازل في الحيين الغربي والشرقي، إلى جانب محيط كراج فرعون والمسجد القديم.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الشاب رأفت أبو ليمون بعد اقتحام منزله، في حين تسللت وحدة خاصة إسرائيلية بلباس مدني داخل مركبة واعتقلت الشاب كايد بحيى من الحي الغربي.
واستولت على مبانٍ سكنية في الحي الشرقي، محولة إياها إلى ثكنات عسكرية، خاصة تلك الواقعة بالقرب من مخيم طولكرم، بالتزامن مع فرض حصار خانق على المخيم ومنع السكان من التنقل لتأمين احتياجاتهم الأساسية.
ومع حلول منتصف الليلة الماضية، انتشر جنود الاحتلال بكثافة في شوارع المدينة، لا سيما في وسط السوق وشارع دوار العليمي، حيث نفذوا عمليات تمشيط وتفتيش واسعة.
واقتحمت الآليات العسكرية ضاحية ذنابة شرقي المدينة، وجابت أحياءها، كما داهمت قوات الاحتلال عدداً من المنازل واحتجزت سكانها للتحقيق الميداني.
وتواصل الحصار المفروض على مخيمي طولكرم ونور شمس، حيث تم تحويلهما إلى منطقة عسكرية مغلقة، بينما أجبر الاحتلال عددًا كبيرًا من العائلات على مغادرة منازلها بعد الاستيلاء عليها وتحويلها إلى مواقع عسكرية، في ظل أجواء شديدة البرودة.
وخلفت هذه الحملة دمارًا واسعًا طال البنية التحتية والممتلكات، إذ أقدمت جرافات الاحتلال على هدم عشرات المنازل في حارة المنشية بمخيم نور شمس، وسط تفجيرات ضخمة، في حين أطلق الجنود الرصاص الحي باتجاه أي حركة داخل المنطقة.
وفي جنين، يستمر عدوان الاحتلال على المدينة والمخيم لليوم الـ25، مخلّفا 25 شهيدًا وعشرات الإصابات، إلى جانب تفجير وتدمير عشرات المنازل، وتخريب البنية التحتية وتهجير سكان المخيم.