أخباركم – أخبارنا/ مصطفى أحمد
كل ما نطلبه منكم هو ان ترفعوا العلم اللبناني بدل العلم الايراني في تحركاتكم وفي مواقفكم . لقد رأينا بالامس العلم الايراني مرفوعا لدى من قطع طريق المطار واشعل الدواليب وهتف شيعة … شيعة … وساهم في تعطيل عمل مؤسسة رسمية وفي عرقلة تحرك المواطنين من كل الاتجاهات . يفترض بكم ان تكونوا مدافعين عن وطنكم وعن علمه وعن مؤسساته ،واولها مطار بيروت وهو صلتنا الوحيدة مع العالم الخارجي ، واذا كانت هذه القضية صعبة بهذا القدر فهناك مشكلة ، وهذه المشكلة هي مشكلة انتماء لدى البعض ، او مشكلة ان هذا البعض لا يزال غير راغب وغير قادر على الاقرار بأن هناك شيئا ما قد تغير ، وان عليه ان يتصرف كبقية اللبنانيين ، وان لا حماية له الا الدولة اللبنانية ومؤسساتها وحزب الله جزء منها .
هذه مسؤولية قيادة حزب الله ، وهي مسؤولية سياسية اولا واخيرا ، في توجيه مناصريها وجمهورها وفي قيادتهم ، وعلى هذه القيادة ان تكون على قدر هذه المسؤولية ، وليس ان تكون خلفهم … كما انه ليس مطلوبا منها ان تثبت للنظام الايراني كل يوم ، بانهم لا زالوا اقوياء ، كما كانوا سابقا في الداخل اللبناني !!! ، الا اذا كانت هذه القيادة عاجزة ، او لا يوجد لديها موقف موحد ، او غير قادرة على جعل جمهورها ينفذ ما تطلبه منه . وقد سمعنا الشيخ نعيم قاسم منذ اكثر من اسبوع يتبرأ وعلنا من هذه التحركات ويرفضها ، لكنهم على ما يبدو لا يستمعون اليه ولا ينفذون ما يطلبه منهم .
نتمنى الا نكون امام مشكلة “فوضى” داخل حزب الله ، ستتفاقم يوما بعد يوم ، مع تفاقم المشاكل التي ستواجه الحزب وتواجه قيادته التي رمي عليها حملا كبيرا ، وهي غير قادرة على تلقفه ، كي لا نظلمها، وكي لا نطلب منها ما ليست قادرة على فعله ، وانه تواجهها وستواجهها مشاكل وقضايا كثيرة واولها قيادة الحزب بشكل سليم وهذه مهمتها الاساسية . واذا تغاضينا عن النتائج السياسية والعسكرية للحرب وهي اكبر هذه المشاكل ، هناك العديد من القضايا ومن المشاكل التي ينبغي على هذه القيادة مواجهتها ومعالجتها وهي غير قابلة للتأجيل ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر موضوع اعادة الاعمار ، وكذلك هناك عشرات الاف العائلات التي تعيش على الرواتب التي كان يدفعها الحزب ، ولا زال عليه ان يدفعها ، وان هناك عشرات القطاعات من مدارس ومؤسسات صحية واجتماعية واعلامية ومراكز ابحاث ورواتب عائلات الشهداء والمعاقين وخلافه من الالتزامات ، وكلها تحتاج الى اموال ، وهي لم تعد متوافرة بشكل كاف كما كانت الحال سابقا ، وضاقت المخارج وقلت المصادر ، وخفت المداخيل ، والمصاريف الى ازدياد ، وهي استحقاقات تضغط على هذه القيادة في كل لحظة ، ونتائج عدم تلبيتها ستكون كبيرة …
واخيرا نتوجه الى السلطات الامنية الرسمية التي ينبغي عليها ان تقتنع بأنها ليست ال”قمحة” بل هي “الدجاجة” ، اي انها مسؤولة عن امن البلد ، وان “الاسلوب الصفاوي” قد عفا عليه الزمن ، وانه ينبغي مواجهته ووضع حد له بالاسلوب السلمي ، وانه على هذه السلطات ان تتحرك عند اي خلل امني ، مثل قطع طريق المطار او غيره من الامور المشابهة ، وفي كل المناطق اللبنانية ، وفي وجه كل الفئات ، لأن مهمتها التي وجدت على اساسها هي حماية الانتظام العام ، وحماية المواطنين اللبنانيين .فأنتم “الدجاجة ولستم القمحة” وعليكم ان تقتنعوا بذلك ، وعلى السلطات السياسية الرسمية ان تتخذ القرارات المناسبة في سبيل تحقيق ذلك .