مصدر سياسي سني رفيع المستوى قال لموقعنا “اخباركم اخبارنا” عند التوجه موقعنا لسؤال له عن ازمة السنة في لبنان قال “المشكلة في الراعي الإقليمي”. وقال هناك غيمة سوداء تخيّم على المنطقة كلّها، بما في ذلك لبنان، وهي جعلت المفتي الشيخ عبد اللطيف دريان يوجّه رسالةً لمناسبة حلول السنة الهجرية تتطرّق إلى الهواجس الوطنية: “فهو في فمه ماء ويعلم ما لا يعلمه العوام كما يقال بلغة العلماء”
رغم محاولة البعض الإيحاء بأنّ السُّنّة بخير وهم قادرون على لعب دورهم الوطني التاريخي عبر الحفاظ على “الدولة الجامعة القويّة المتماسكة التي تؤسّس وجودها وقراراتها على التعاقد الذي يُشرك الجميع ولا يستثني فريقاً أو أحداً إذا كان موافقاً على المشاركة”. الا ان السنة يمرون بأزمة قيادة وتهميش وانقسامات حادة وعدم توازن سببها خيارات الراعي الإقليمي الذي يتوقع من سنة لبنان الانحراف معه عند كل كوع، وانتظاره عند الإشارة الحمراء الى حين يسمح لهم بالانطلاق، في ظل تغول (ا ل ح ز ب)، الذي اخذ كتلة من سبعة نواب في صفوف السنة ويعيد تأسيس “سرايا المقاومة” في اوساطهم لشراء الذمم ورغبة حقيقية بتغيير الوقائع لصالحه سياسياً.
الدولة لا تقوم من دون العودة إلى الدستور، أي إلى التزام بالطائف وانتخاب رئيس للجمهوريّة وتشكيل حكومة. مثل هذه العودة لا تهمّ المشروع الإيراني من قريب أو بعيد، والراعي يسعى الى الاتفاق مع الإيراني الذي لا يهمّه انتخاب رئيس للجمهورية أو عدم انتخاب مثل هذا الرئيس.
تبدو هواجس المفتي دريان في محلّها، خصوصاً أنّ الحوار الذي تطرحه إيران من خلال الحزب، ليس سوى غطاء لاستمرار الفراغ الرئاسي الذي بات جزءاً لا يتجزّأ من المشروع التوسّعي لايران في المنطقة. منذ سمعنا بالاتفاق السعودي الايراني لم يحصل اي تغيير او التزام ايراني حقيقي بالاتفاق حول اي ملف لا في سوريا ولا في العراق ولا حتى في اليمن (حيث الهم السعودي الاول)، ولا حتى في لبنان ما عدى ان (ا ل ح ز ب) يراعي حساسية السعودية بعدم انتخاب رئيس لا ترضى عنه ولكن ذلك لا يعني انتخاب رئيس لها.