أخباركم – أخبارنا/ تقرير لبنان السياسي
البيان الوزاري.. نجم بداية الاسبوع في قصر بعبدا ونجم الاسبوع المقبل في ساحة النجمة حيث سيناقش على طاولة ممثلين الشعب وعلى اساسه ستأخذ الحكومة الثقة.
هذا البيان يلاقي خطاب قسم رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، ويؤكد ان المعارضة التي أصرت على ايصال رئيس حكومة قادر على تطبيق الخطاب، كسِبَت الرهان، فأتى نواف سلام وشكّل حكومة وضعت بيانا وزاريا مكمّلا لخطاب القسم.
كما يحمل نفسا جديدا سياديا بامتياز يختلف كليا عن البيانات السابقة التي كانت تبدو كلها متطابقة ونسخا عن بعضها البعض، تستخدم العبارات الخشبية او تتفنّن في الكلمات والصيغ والجمل، بهدف واحد: حماية سلاح حزب الله وتبرير وجوده وعدم تطبيق القرارات الدولية بشكل جدي كي لا نقول التذاكي عليها. الأمر اختلف جذريا اليوم. فالبيان وُضع لينفذ، شأنه شأن خطاب القسم، ويدلل على ان السلطة التنفيذية الجديدة تعرف ماذا تريد وتضع نصب أعينها تحقيق أجندة واضحة حددها بيانها.
فشكلا ومضمونا وروحا، يُكرّس البيان انتقال لبنان الى مرحلة جديدة كليا ويثبّت حقيقة خروجه من تحت سطوة ايران التي تحكمت به لعقود عبر حزب الله وحلفائه، فحوّلته ساحة مستباحة، النصوص فيها والدساتير والمؤسسات واجهة فقط، بينما الامرة فيها والقرار الاول والاخير، للسلاح وحزب الله وطهران.
وفي هذا الاطار ، وغداة اقرار الحكومة البيان الوزاري، دعا الرئيس نبيه بري إلى جلسة تعقد في الحادية عشرة قبل وبعد ظهر يومي الثلاثاء والاربعاء الواقعين بتاريخ 25 و 26 شباط 2025 وذلك لمناقشة البيان الوزاري والإقتراع على الثقة.
اما بخصوص انتهاء مهلة الهدنة الممددة فقد انسحبت اسرائيل وبقيت في النقاط الخمس، وفي السياق، عقد رئيس الجمهورية العماد جوزف اجتماعاً استثنائياً في القصر الجمهوري في بعبدا، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام. جرى خلاله البحث في المستجدات المتعلقة بالوضع على الحدود الجنوبية والتطورات الناجمة عن استمرار الانتهاكات والخروقات الإسرائيلية .
وأكد المجتمعون على الموقف الوطني الموحد للدولة اللبنانية، مشددين على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، التزامًا بالمواثيق والشرع الدولية، وبقرارات الأمم المتحدة. وفي مقدمها القرار 1701.
كما جددوا تأكيد التزام لبنان الكامل بهذا القرار بكامل مندرجاته وبلا أي استثناء. في وقت يواصل فيه الجانب الإسرائيلي انتهاكاته المتكررة له وتجاوزه لبنوده.
كما أكد المجتمعون على دور الجيش اللبناني واستعداده التام وجهوزيته الكاملة لاستلام مهامه كافة على الحدود الدولية المعترف بها، بما يحفظ السيادة الوطنية ويحمي أبناء الجنوب اللبنانيين، ويضمن أمنهم واستقرارهم.
كما ذكر المجتمعون بالبيان المشترك الصادر عن رئيسي كل من الولايات المتحدة وفرنسا، عشية إعلان “وقف الأعمال العدائية والالتزامات ذات الصلة بشأن تعزيز الترتيبات الأمنية وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701″، في 26 تشرين الثاني 2024 “… وبناءً عليه، وإزاء تمادي اسرائيل في تنصلها من التزاماتها وتعنّتها في نكثها بالتعهدات الدولية، يعلن المجتمعون ما يلي: 1. التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، الذي أقر القرار 1701، لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيلية وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية، وفقاً لما يقتضيه القرار الأممي، كما “الإعلان” ذات الصلة. 2. اعتبار استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالًا. مع كل ما يترتب على ذلك من نتائج قانونية وفق الشرعية الدولية. 3. استكمال العمل والمطالبة، عبر “اللجنة التقنية العسكرية للبنان”، و”الآلية الثلاثية”، اللتين نص عليهما “إعلان 27 تشرين الثاني 2024″، من أجل تطبيق الإعلان كاملاً. 4. متابعة التفاوض مع لجنة المراقبة الدولية والصليب الأحمر الدولي من أجل تحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل. ختاماً يؤكد المجتمعون، تمسك الدولة اللبنانية بحقوقها الوطنية كاملة وسيادتها على كامل أراضيها، والتاكيد على حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الاسرائيلي.
عون: لا حصار على الطائفة الشيعية والإعمار مرتبط بالإصلاحات
أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أن لبنان مستمر في اتصالاته الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وفرنسا لاستكمال انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة خلال الحرب الأخيرة، مشدداً على أن الخيار الدبلوماسي هو النهج الوحيد المعتمد، لأن “لا أحد يريد الحرب، بل الدولة”.
وخلال لقائه وفدًا من نادي الصحافة، نفى عون الادعاءات عن وجود حصار على الطائفة الشيعية، موضحًا أن الإجراءات المفروضة على شركات الطيران الإيرانية ترتبط بالعقوبات الدولية، وليس بأي استهداف لطائفة معينة، مشيرًا إلى أن الشيعة جزء أساسي من النسيج الوطني اللبناني.
أما بشأن عملية إعادة الإعمار، فأوضح عون أنها لن تتحقق بين ليلة وضحاها، بل تتطلب إصلاحات جذرية ومحاربة الفساد، معتبراً أن إعادة بناء الثقة بين اللبنانيين ضرورة أساسية. كما شدد على أهمية ضبط الأمن والسيادة الوطنية، مؤكدًا أن قرار الدولة لبناني بحت ولا مجال للاستقواء بالخارج.
وزير الخارجية
من جهة ثانية، نفى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي في حديث اذاعي الكلام المتداول إعلاميا عن إمكان تطبيق الفصل السابع على الأراضي اللبنانية، وقال: “لم نتبلغ أي شيء رسمي في هذا الصدد من الولايات المتحدة الأميركية. التقيت اليوم السفيرة الأميركية ليزا جونسون وتحدثنا في كل المواضيع، ولم تطرح موضوع الفصل السابع أبدا”.
أضاف: “تحدثنا عن الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان والتطورات في الجنوب، وأيضا عن المساعدات الأميركية الخاصة بالـ USAID التي توقفت عالميًا، لكن المساعدات العسكرية للجيش اللبناني لم تتوقف، بل ستزيد، إذ ستقدّم واشنطن رزمة مساعدات إضافية له”.
وردا على سؤال عما إذا كانت السفيرة جونسون حددت موعدا نهائيا للانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، قال: “لم تعطِ أي مهلة وهذا الأمر يتطلب مزيدا من المباحثات”.
وعن البيان الوزاري، قال: “الجانب الأميركي لم يتحدث معنا في ما يخص البيان الوزاري وكان الموضوع شأنا لبنانيا صرفا من خلال النقاش الذي أجرته اللجنة الوزارية الخاصة والتي صدر عنها بيان وزاري ممتاز”، ورأى ان البيان “واضح جدا في نصه وعباراته لناحية حصرية السلاح بيد الدولة وكذلك قرار الحرب والسلم”. وعن لقائه بالسفير الإيراني مجتبى أماني، كشف رجي أن “اللقاء كان للبحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، وكنت واضحا جدا في ما يخص العلاقات القديمة والحالية بينهما وكان الحديث صريحا جدا”.
وعن أزمة الطيران الإيراني، قال رجي: “أكدت للسفير الإيراني أنني طلبت من شركة طيران الشرق الأوسط تنظيم رحلات إلى إيران لإعادة اللبنانيين العالقين في الخارج، لكنني شددت على أهمية عدم المساس بالسيادة اللبنانية والعلاقات بين البلدين”. ولم ينف رجي في حديثه فرضية إجراء “ترانزيت للبنانيين العالقين في إيران إلى العراق أو أي بلد آخر ثم إلى بيروت”.
في غضون ذلك، لفت تعليق حركة الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي خلال تشييع السيد نصر الله الاحد من الساعة ١٢:٠٠ حتى ٤:٣٠ على ان يصار الى إعادة جدولة مواعيد الرحلات.
وأكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية- إرنا، “أننا سنشارك بشكل حاشد في مراسم تشييع الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله ضمن وفد عالي المستوى يمثل الحكومة والمجلس وجميع الأجهزة”.