أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين السياسي
بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي بوضع خطة لتهجير سكان قطاع غزة، وتشكيل “مديرية لهجرة طوعية” بإيعاز من وزير الأمن، يسرائيل كاتس، بحيث أن “التوقيت الأفضل لتنفيذ الخطة هو خلال حرب وليس خلال وقف إطلاق نار”، حسبما ذكرت القناة 12 العبرية امس الأربعاء.
وسيشارك في هذه “المديرية” عناصر وحدة “تنسيق أعمال الحكومة في المناطق” المحتلة، برئاسة الجنرال غسان عليان، إلى جانب مندوبين من الوزارات وأجهزة الأمن الإسرائيلية.
وتخطط إسرائيل لتنفيذ تهجير الغزيين بعدما أن حصلت جريمة الحرب هذه على شرعية من الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قبل أسبوعين، ورغم أن إسرائيل فشلت في تنفيذ مخططات كهذه منذ النكبة في العام 1948.
وأفادت القناة 12 بأن “الحكومة الإسرائيلية قررت تبني مبادرة ترامب”، بينما لم توافق أي دولة حتى الآن على استقبال مهجرين غزيين، لكن كاتس أوعز بالقيام بعمل واسع تمهيدا لتنفيذ مخطط التهجير.
وتجري حاليا اتصالات برعاية أميركية من أجل إقناع دول باستقبال المهجرين الغزيين، من خلال مزاعم حول “إيجاد فرص للغزيين بحياة أفضل” من خلال “التهجير الطوعي” المزعوم، إذ تعتبر إسرائيل أن التهجير سيتم خلال الحرب.
وستشكل إسرائيل آلية خاصة للعثور على غزيين “معنيين بالهجرة، ونقلهم لاحقا إلى نقطة الانتقال”. ويتوقع في إسرائيل، وفقا للقناة، أن تفشل حماس هذا المخطط.
وأضافت القناة أن إسرائيل ستقيم “منظومة لوجستية واسعة”، لنقل أعداد كبيرة من المهجرين يوميا، جوا من مطار “رامون” قرب إيلات، إلى دول أخرى، وبحرا من ميناء أسدود، وبرا من خلال معبر كرم أبو سالم.
والاعتقاد في إسرائيل هو أن التوقيت الأفضل لتنفيذ مخطط التهجير هو خلال حرب وليس أثناء وقف إطلاق نار. “والسبب هو أنه “أثناء القتال، سيكون السكان الغزيين مجمعين في مناطق إنسانية معزولة عن مناطق القتال، الأمر الذي سيسهل تنفيذ الخطة. بينما التقديرات هي أن ثمة احتمالات ضئيلة لأن تسمح حماس بخروج الغزيين أثناء وقف إطلاق نار.
وفي هذه الظروف أيضا، يتطلب ذلك آلية منظمة تسمح بمواجهة التحديات المتوقعة”، حسب القناة.
من جهة ثانية، شنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجومًا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس، مؤكدًا أنه لم يتهرب من عملية السلام معه، بل كان معارضًا لها بشكل صريح.
واتهم نتنياهو خلال جلسة محاكمته ، عباس بـ “مكافأة الإرهاب”، زاعمًا أن هناك فرصة لتحقيق السلام، لكن الطرف الفلسطيني يرفضها، دون أن يوضح طبيعة هذا “السلام”، وفق ما نقلته القناة 14 العبرية.
وخلال الجلسة، أشار نتنياهو إلى تقرير نشره موقع “واللا”، تناول خططًا لإحياء المفاوضات مع الفلسطينيين، وهو ما نفاه قائلًا: “لم أتهرب من إطار السلام مع عباس، بل كنت ضدّه”.
وأضاف: “عباس ليس شريكًا للسلام، فهو يربي الأجيال الفلسطينية على كراهية إسرائيل ويموّل من يقتلون اليهود، لذلك لم أر أي جدوى في التفاوض معه”.
كما انتقد نتنياهو النهج الذي تبناه الرئيس الإسرائيلي الراحل شمعون بيريز تجاه عباس، واصفًا إياه بـ “الساذج”، وأكد أن الشارع الإسرائيلي بات اليوم أكثر تقبلًا لموقفه الرافض للتفاوض مع القيادة الفلسطينية الحالية.
واختتم نتنياهو حديثه بالقول: “السلام موجود ومتاح، عليكم فقط مدّ أيديكم إليه”.
كما انتقد نتنياهو استمرار محاكمته في ظل الظروف الحالية، معتبرًا أنها “مطاردة سياسية” يجب وقفها، في ظل الحرب والمفاوضات الجارية حول صفقة تبادل محتملة.
وشهدت المحكمة المركزية في تل أبيب، صباح امس استئناف محاكمة نتنياهو، حيث طالبت النيابة العامة بالكشف عن محضر الجلسة التي طلب فيها فريق الدفاع إلغاء شهادة نتنياهو، مستندين إلى أسباب سياسية وأمنية مرتبطة بالصفقة قيد التفاوض، والتي ستُستكمل يومي الخميس والسبت.
وأكدت النيابة أنه لم يكن هناك مبرر لعقد الجلسة خلف أبواب مغلقة، وطلبت من المحكمة منح الطرفين مهلة خمسة أيام للرد قبل الإفراج عن المحاضر رسميًّا.
من جهته، ترأس رئيس دولة فلسطين محمود عباس، الأربعاء، اجتماعا للجنة المركزية لحركة فتح، وذلك في مقر الرئاسة بمدينة رام الله.
وأطلع ، أعضاء اللجنة المركزية، على مجمل الاتصالات والزيارات التي قام بها سيادته مؤخرا لحشد الدعم العربي والدولي لتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإدخال المساعدات إلى كامل القطاع، وتولي دولة فلسطين مسؤولياتها تجاه شعبنا في قطاع غزة، والوقف الكامل للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس.
وأشار ، إلى زيارته الهامة للأردن ولقائه الملك عبد الله الثاني، حيث تم بحث آخر مستجدات الأوضاع في الأرض الفلسطينية، والتنسيق المشترك للدعوات المرفوضة لتهجير الشعب الفلسطيني من وطنه.
في المقابل، أجمعت فصائل العمل الوطني والإسلامي والأطر الشعبية في قطاع غزة على ضرورة ترتيب البيت الفلسطيني لمواجهة مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة والضفة المحتلة، مشددة على أنه لا بديل عن الوحدة الفلسطينية وإنهاء كافة أشكال التطبيع.
وقالت القوى خلال مؤتمر نظمته الفصائل والأطر الشعبية، امس الأربعاء، في ساحة السرايا وسط مدينة غزة، إن الوحدة الفلسطينية هي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات الراهنة والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
ودعت الفصائل والأطر الشعبية، رئيس السلطة محمود عباس إلى عقد اجتماع طارئ يضم كافة الفصائل الفلسطينية لوضع خطة عمل مشتركة للتصدي للمخططات الإسرائيلية، التي تستهدف الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. كما طالبت القمة العربية القادمة بتبني استراتيجيات واضحة لمواجهة المشاريع التهجيرية التي يطرحها الاحتلال، والعمل على تعزيز وحدة الموقف الفلسطيني والعربي والإسلامي في مواجهة مخططات الاحتلال المستمرة.