احتفلت إيران بمناسبة عاشوراء، وهي إحدى أهم المراسم الدينية في البلاد. وما جعل هذا العام خاصًا هو طابعه الاحتجاجي، حيث تأثرت المناسبة بالأزمات السياسية والاجتماعية والاحتجاجات العنيفة التي هزت البلاد، وذلك بعد وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.
في هذه المناسبة، أصبحت مطالب المحتجين وشعاراتهم جزءًا من الأناشيد والخطابات التي تتردد خلال مراسم العزاء والتي تركز على سرد حادثة كربلاء في بداية شهر محرم من كل عام. وهكذا، تحوّلت هذه الترانيم التقليدية لتصبح محورًا لانتقاد الحكام وإبراز القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها الشعب.
المنشدون والخطباء في مختلف أنحاء البلاد أبدوا استياءهم من الأوضاع المعيشية واتهموا الحكام باللامبالاة والإهمال. كما انتقدوا الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات لمنع تجدد الاحتجاجات في الذكرى السنوية لوفاة مهسا أميني.
بعض المشاركين في مراسم العزاء رددوا شعارات الاحتجاجات بأسلوب المنشدين، وهم من الأشخاص الذين يشاركون بشكل كبير في المراسم الدينية ويمثلون جزءًا من القاعدة الشعبية للحكام.
تفاقمت هذه الاحتجاجات في مدينة يزد وانتشر فيديو مثير للجدل يظهر شبابًا يرددون نشيدًا احتجاجيًا خلال مراسم عاشوراء. هذا التصرف أثار جدلاً واسعًا، خاصةً أن المنشد كان يعتبر في السابق مقربًا من السلطات والأوساط الدينية.
هذه التطورات جعلت من عاشوراء هذا العام مناسبة للتعبير عن التحديات السياسية والاجتماعية التي تواجه إيران، وأظهرت أن المناسبات الدينية يمكن أن تتحول إلى وسيلة للتعبير عن الاحتجاجات والمطالب الشعبية.