كتبت بدرية عيتاني عبر صفحتها للتواصل الاجتماعي ..
كلاهما ولد في تلك البلاد البعيدة واخذ جنسيتها…
كلاهما لم يتجاوز الرابعه من عمره ..
يعني كلاهما في سن البراءة المطلقة….
عادا للوطن معاً….
هي كانت واقعية…
وهو كان رومانسي في جيناته روح الحنين…
هي كلما سألناها هنا أفضل ام هناك ترد بلا تردد هناك…
رغم أنها لم تشاهد من الوطن إلا وجهه المبتسم….
أما هو كلما سألناه يرد بحماس هنا وأنا لن أعود لهناك…
هو احب لمة العيلة وقصص الجدات ورائحة التراب التي تسري في جيناته….
ربما هما يمثلان جزءاً من الواقع ….
فهكذا هو الشعب اللبناني منقسم لنوعين :
نوع واقعي و منطقي يؤمن حيث توفرت سبل العيش الكريم يحلو المقام ويطيب و يكون الوطن …
وقسم رومانسي يؤمن بأسطورة الوطن…
فهو يحلو مهما جار…
والأهل مهما ضنوا كرام….
وعند الرحيل….
هي أسرعت تركب الطائرة مغادرة تلوح بيدها فرحة…
أما هو غادر غاضباً حزيناً والدموع بعينيه وملأ المطار صراخاً يريد البقاء وسط دهشة الجميع….
( يقال ان في دول الغرب قد وضعوا عيوناً في المطارات فيما إذا علموا أن طفلاً ما لا يريد مغادرة أراضيهم وأهله يغصبونه على الرحيل.. ياخذونه عنوة من أهله..
أما في بلاد الواق الواق لو سمعوا أن طفلاً ما لا يريد المغادرة و يريد البقاء بالوطن يحملون العصا في وجهه ليغادر فوراً…
فهم محتارون كيف سيتخلصون من الشعب الموجود الباقي الذي رغم كل تلك الضغوطات عليه لم يطفش بعد… 😀)….