أخباركم – أخبارنا/ تقرير لبنان السياسي
اليوم 23 شباط 2025، اليوم يشيع من شيّع لبنان منذ 16 شباط 1992… اليوم يشيع من شيّع ابناء لبنان وشبابه الى ما وراء البحار… اليوم يشيع من شيّع رجالات لبنان ونخبه الى الحياة الابدية .. اليوم يشيع من شيّع بيروت ومرفأها ومطارها وكل مرافقها التجارية بعد نهبهم ودمارهم…اليوم يشيع من شيّع حدود لبنان واستباحها بتهريب الكبتاغون والاسلحة والذخائر… واليوم يشيع من شيّع نفسه قبل أعوام عديدة ببقائه تحت الارض التي فيها مات….
نعم …لا شماتة في الموت انها مشيئة الله.. ولكننا لا نشمت بالموت بل نضع الاصبع على الجرح الذي ينزف منذ سنوات عله يندمل .. جرح لبنان بتدمير سياسته واقتصاده وقراره وسيادته…
اتعلمون؟ نشعر بالأسف والاسى عليه، فهو عاش ومات في بيروت من دون أن يعرفها يوما كما عرفناها نحن، كما عشناها نحن، كما عشقناها وتنفسناها نحن، فهو لم يحب بيروت ولم يتجول في شوارعها مشاهدا وسطها ومتباهيا بتاريخها كما فعل العديد ومنهم الشهيد رفيق الحريري..
طريقه انتهى، عله يبدأ طريق من يحب لبنان ويفتخر بلبنانيته… انت الان عند ربك.. والمحاسبة قائمة..نصرالله …ليس هناك من احد اكبر من وطنه .. ومن ربه..
في المقابل، يستمر الوضع اللبناني الداخلي متأثراً بـ”المنخفض الجوي” لملفات عدة، تتوزع بين حدث التشييع بكل ما يختزنه من عوامل امنية وسياسية تضغط على الدولة اللبنانية تحسباً لأي اشكال،لا سيما بعد الاعلان عن مشاركة مسؤولين ايرانيين في مقدمهم رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف ، فيما تبقى المشاركة اللبنانية الرسمية متمثلة بالوزير محمد حيدر ممثلا الرئيس نواف سلام وسيشارك الرئيس نبيه بري شخصياً، وبالتالي من المرجح أن يكون ممثلاً أيضاً لرئيس الجمهورية جوزيف عون.
وأفادت وكالة أنباء “فارس”، التابعة للحرس الثوري الإيراني، بأن الحكومة اللبنانية لم تدعُ الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان؛ للمشاركة في مراسم الدفن وذلك رغم إعلان بزشكيان استعداده للمشاركة في الجنازة.
وتتجه الأنظار إلى ما سيكون عليه مستوى المشاركة في التشييع من الأفرقاء المحليين كما من الخارج، مع تسجيل وصول وفود كبيرة لا سيما من إيران واليمن والعراق وتركيا.
وأحصت اللجنة العليا لمراسم التشييع الأسبوع الماضي مشاركة «نحو 79 دولة من مختلف أنحاء العالم، بين مشاركات شعبية ورسمية».
وعلى رغم “آدم” وثلوجه وصقيعه، يتوقع ان تشهد المدينة الرياضية ومحيطها تظاهرة شعبية حزبية بنفحة طائفية، استنفرت لاجلها الاجهزة الامنية والعسكرية بنسبة مئة في المئة وستعلّق لساعات حركة مطار رفيق الحريري الدولي وتفرض إجراءات استثنائية لتنظيم حركة المرور وإغلاق بعض الطرق.
اما الملف الاخر، فموعده الثلثاء المقبل في المجلس النيابي لمنح ثقة مضمونة لحكومة الرئيس نواف سلام ،في حين تبقى لافتة المحطات الاميركية الاوروبية في بيروت ناقلة رسائل سياسية وامنية من الادارة الترامبية للعهد وللحكومة .
وفي وقت لم تحسم هوية المشاركين من خارج اطار الطائفة الشيعية وتحديداً من المسيحيين، باستثناء ثلاثة نواب من تكتل لبنان القوي ومطران صيدا مارون عمار ممثلا مجلس البطاركة الكاثوليك، اذ ان الدعوة لم توجه لسائر الاحزاب، أفادت وسائل إعلام إيرانية، بأن “رئيس مجلس الشورى الإيراني محمد باقر قاليباف سيشارك في التشييع.
على هذا الخط ايضاً، أعلن عضو كتلة الجمهورية القوية النائب نزيه متى أننا “لم نتوقع أساسًا أن تصلنا دعوة للمشاركة في تشييع نصر الله إلا أننا نحترم الموت ونحترم البيئة التي آمنت بالسيدين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، وليتهم لم يتخذوا قرار جبهة المساندة فكان يمكن لحزب الله أن ينخرط بمؤسسات الدولة بدلًا أن ينخرط بالقوة كما يحدث اليوم”.
وأشار متى إلى أن “شعبية الحزب موجودة ولم تضعف لكن هذا الأمر لا يترجم تراجع التأييد أو عدمه فضلًا عن أن هذه مناسبة عاطفية نظرًا للقيمة التي يمثلها السيد نصر الله بالنسبة لهؤلاء”.
وقال : “إذا أقيمت مسيرات بالدراجات النارية كما جرت العادة والدخول إلى أحياء بعيدة عن مكان التشييع وليس لها علاقة مع هتافات “شيعة شيعة” عندها لا أحد يمكن ضمان حدوث ردة فعل معينة وبالتالي قد لا تكون النتيجة إيجابية، فاحترامًا للمناسبة يجب البقاء ضمن القواعد”.
من جهته، قال رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي خلدون عريمط لا شك أن الموقف الوطني والإسلامي في لبنان من المشروع الإيراني وأذرعه في المنطقة هو موقف الرفض له ولكل أذرعه في لبنان وسوريا والعراق واليمن .
وبعيدا من حدث الاحد وما قد يحمله من مفاجآت، تأثرت الحركة السياسية بالطقس البارد وبدت شبه غائبة باستثناء زيارة السيناتور الأميركي روني جاكسون على رأس وفد من مجلس الشيوخ لقصر بعبدا واجتماعه ظهراً مع الرئيس جوزف عون، في حضور السفيرة الاميركية ليزا جونسون. وقال جاكسون بعد اللقاء: نريد سيطرة الجيش اللبناني حصرا على كامل أراضي لبنان ونرفض ان يلعب حزب الله هذا الدور فمسؤولية الجيش وحده ضمان امن الحدود. ونريد ان نلمس مرحلة جديدة من السلام والازدهار في لبنان ومنطقة الشرق الاوسط في ظل التغيرات الكثيرة التي تشهدها المنطقة. واضاف ردا على سؤال: نريد للبنانيين وللاسرائيليين ان يعيش كل منهم بسلام على جهته من الحدود ونستمر بالعمل مع الطرفين للوصول الى هذا الهدف.وعن تشييع نصرالله وصفي الدين قال: الافضل ان نترك هذا الحدث يمر ونتقدم الى الامام ويجب ان تكون هذه المناسبة فرصة لنهاية فصل وبدء فصل جديد.
في هذه الاثناء، انتقد النائب الأميركي جو ويلسون في منشور عبر حسابه على منصة “إكس”، وضع علم الولايات المتحدة على أرضية مطار رفيق الحريري الدولي ليدوس عليه المسافرون، معتبرًا أن “ذلك يُظهر قلة احترام الى الدولة”.
وأشار ويلسون إلى أن “الولايات المتحدة قدّمت مساعدات عسكرية للبنان بقيمة 3 مليارات دولار منذ عام 2006، مؤكدًا ضرورة “وضع أميركا أولًا”.
وأرفق النائب الجمهوري منشوره بصورة تُظهر العلم الأميركي ملصقًا على الأرض في إحدى ممرات المطار، ما اعتبره البعض اساءة الى العلاقات اللبنانية الاميركية. يذكر أن النائب قد نشر سابقًا منشورًا قال فيه إن “أي سياسي لبناني يحضر جنازة الأمين العام لحزب الله يقف مع النظام الإيراني”.
ليس بعيداً، أكد سفير مصر لدى لبنان علاء موسى أن “زيارتنا الى رئيسي الجمهورية جوزف عون والحكومة نواف سلام تحمل رسالة دعم جماعيّة من الدول العربية الى لبنان والسفراء العرب أكدوا التزام أكثر وضوحًا للدولة اللبنانية والشعب اللبناني”. وأضاف “تحدّثنا مع الرئيسَين عون وسلام في اعادة الاعمار والاصلاح المالي وعن التزام الدولة في المضي لحلحة الملفات وعندما ستبدأ الحكومة بطرح خطتها للاعمار ستجد الدعم من الدول العربية”. وتابع: “طرحنا الملف الامني وأعاد الرئيسَان التأكيد بالتزام الدولة اللبنانية ببسط سطلتها على كافة الاراضي”.
