الإثنين, مارس 24, 2025
16.4 C
Beirut

كيف يتعايش الجيش اللبناني مع سلاح “ا.ل.ح.ز.ب”؟

نشرت في

كتب جورج حايك:

1 آب 2023 العيد الـ78 للجيش اللبناني، وهو المؤسسة الوحيدة التي لا يزال يفتخر بها اللبنانيون ويعتبرونها الأكثر تماسكاً وصموداً في ظل الإنهيار السياسي والاقتصادي والمالي الذي يعيشه لبنان منذ 4 أعوام. لكن في موازاة الجيش وتوحّد اللبنانيين حوله، ينمو “جيش” آخر منذ عام 1982، هو ميليشيا “ا.ل.ح.ز.ب” التي تموّلها وتدرّبها وتسلّحها ايران، زاعمة أنها “مقاومة” ضد الاحتلال الاسرائيلي، تضم ما لا يقل عن 100 الف عنصر و150 الف صاروخ، علماً أن قرار هذه الميليشيا المؤلفة من شبان شيعة ليس في لبنان إنما في إيران، وقد تجاوزت مسألة “المقاومة” ضد اسرائيل إلى المشاركة في حربي سوريا واليمن!

لا شك في أن هذا الواقع يطرح الف سؤال وسؤال وخصوصاً عن مسألة التعايش بين الجيش و”ا.ل.ح.ز.ب”، فمن الصعب جداً في أي دولة أن يحصل مثل هذا التعايش، فيكون هناك جيشان وسلاحان ولا يتصادما!

تاريخياً، شهدت العلاقة بين الجيش اللبناني و”ا.ل.ح.ز.ب” صدامات عدة، بدأت بعد دخول قوات من “الحرس الثوري الايراني” الى لبنان، وخصوصاً بعد انتشارهم في البقاع، وكان الجيش اللبناني آنذاك بقيادة العماد ابراهيم طنوس، حتى ان “ا.ل.ح.ز.ب” هاجم ثكنة الشيخ عبدالله في بعلبك وجعلها منطقة محظورة على الجيش كما أصبح الجنوب لاحقاً واستمر حتى عام 2006. ثم اكمل اعتداءاته على الجيش بحجة مواجهة اتفاق 17 أيار، قرب مسجد الامام الرضا في بئر العبد، حيث جرح العشرات من المواطنين والجنود اللبنانيين.

وهناك لائحة اعتداءات على قوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني على طول خريطة الوطن مثل الاعتداء على عناصر الجيش في مار مخايل في 27 كانون الثاني 2007 عندما استغلّ “ا.ل.ح.ز.ب” خروج تظاهرة لشبان اعتراضاً على الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي، وبادر إلى القنص على عناصر الجيش، وبعدما قام بالرد على مصادر النيران وسقط من سقط، ضغط على السلطة كي تعاقب الضابط المسؤول عن العناصر لتكون رسالة لمرة واحدة ونهائيّة للمؤسسة العسكرية كي لا تجرؤ مرة أخرى على التدخل، إضافة إلى حوادث حي السلّم الدامية التي بدت فيها بقعة من الضاحية بحكم “الخارجة عن القانون”، واغتيال النقيب الشهيد سامر حنا في طوافة للجيش اللبناني في سجد، وفتوى “ا.ل.ح.ز.ب” لأحد عناصره بإعلان تبنيه إطلاق النار قبل أن يتم الضغط على القضاء العسكري للإفراج عنه بكفالة 10 ملايين ليرة ليبقى من دون محاكمة، ولا ننسى الاعتداء على الجيش اللبناني في رياق وفي النبي شيت في إطار حماية تجار المخدرات… والسبحة لا تنتهي!

وهناك محاولات دؤوبة منه لشلّ الجيش وتعطيل دوره كمنعه من مصادرة شاحنة محملة بالسلاح في بلدة خربة قنافار، وهذا يعني أن الدويلة فوق الدولة وتتحرك ضد مصلحة الشعب اللبناني. ورغم موافقة “ا.ل.ح.ز.ب” على القرار 1701، لم يتوقّف عن خرقه عبر احراج الجيش في الجنوب من خلال تحركاته واستفزازاته، وهي ليست سوى ممارسات غير مسؤولة لـ”الحزب” في الجنوب تتجاهل وجود الجيش اللبناني هناك مما قد يُشعل الجبهة ضد اسرائيل من جديد، كما حصل في طائرة ايوب، وهذا يرسم علامات استفهام كبيرة حول هذه العلاقة بين “الجيش” وبينه.

ينطلق “ا.ل.ح.ز.ب” بعلاقته مع “الجيش” من ثلاثية “جيش وشعب ومقاومة”، وهناك حتماً عمليات تنسيق بينهما وهذا ليس بسرّ، علماً أن لا قرار للجيش بذلك، إنما هو ينفّذ قرار السلطة السياسية التي سمحت ببياناتها الوزارية بمثل هذا التنسيق اعترافاً بحق الشعب بمقاومة اسرائيل، وهنا الإلتباس لأن اتفاق الطائف قال “الشعب” ولم يختصر الشعب بـ”ا.ل.ح.ز.ب”! فـ”الطائف” لم يذكر أي شيء عن مقاومة “ا.ل.ح.ز.ب” الذي يمثّل فئة من الشعب وللأسف تطغى عليه الصفة المذهبية.

لا يمكن لجيش ذي عقيدة وطنية أن يقبل بجيش رديف إلى جانبه، ولا شك في أن هذا الوضع الشاذ يستفز العسكريين في الجيش اللبناني الذين وجدوا أنفسهم محرومين من الاحتفال بالإنتصار بعد معركة فجر الجرود مع “داعش”، لأن ا.ل.ح.ز.ب” لم يرد ذلك. وقسم كبير من الشعب اللبناني تحبطه مشهدية منافسته للجيش ومحاولة القيام بواجبه ودوره، والمؤسف ان السلطة السياسية لم تبادر إلى حلّ هذه الازدواجية، بل لا تزال صاغرة وخائفة من مسألة انقسام الجيش في حال طرح مسأل حل سلاح “ا.ل.ح.ز.ب”.

من جهة أخرى، كثر الكلام عن الاستراتيجيّة الدفاعيّة، الاّ ان تعاطي “ا.ل.ح.ز.ب” معها كان دائماً لذر الرماد في العيون، فالاستراتيجية التي يقبلها هي استمرار الوضع على ما هو عليه أي إبقاء سلاحه مرتبطاً بأجندة واحدة، إيرانيّة، رغم أن لا أحد يطالب بتسليم السلاح بل وضع منظومته العسكرية بإمرة الدولة أو الجيش. القرار السياسي والعسكري للمقاومة يجب أن يكون بيد الدولة، علما ان الشيعة يشاركون في الدولة.

اللبنانيون تواقون الى دولة واحدة طال انتظارها يقوى بها جميع اللبنانيين وتقوى بانضمام الجميع اليها، بناء على ذلك، وفي العيد الـ78 للجيش، وشعاره “شرف تضحية وفاء”، على الشعب المطالبة بحصرية السلاح بيد الجيش، فيكون وحده المحافظ على الحدود والسيادة والاستقلال بكل ما للكلمة من معنى.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

عملية مزدوجة قرب يوكنعام واستشهاد فتى أسير في سجون الاحتلال… المقاومة تتوعّد بالرد

أخباركم - أخبارنا أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الإثنين، عن مقتل مستوطن وإصابة آخر...

الجميّل يسجّل ملاحظتين على جدول أعمال اللجان المشتركة

اخباركم - أخبارنا سجّل رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل ملاحظتين على جدول أعمال جلسة...

More like this

نقاش ساخن اليوم في اللجان النيابية حول تعديل قانون الانتخاب وإنشاء مجلس الشيوخ

أخباركم - أخبارنا/ عايدة الأحمدية يحضر قانون الانتخابات النيابية في ساحة النجمة، حيث يشهد...

من أطلق الصواريخ البدائية من الجنوب ولماذا ردّت إسرائيل بهذه العدوانية المفرطة؟

كتب إبراهيم بيرم لـ"أخباركم - أخبارنا"كان الجنوب اللبناني أمس على موعد مع موجة عنف...

صبحي ياغي لموقعنا: ما حصل في الجنوب رسالة من حزب الله إلى الداخل ورسالة إيرانية إلى العالم

أخباركم - أخبارنا/ "قراءة في حدث"/حاورته ناديا شريم مع بداية الأسبوع، كان الحدث على الحدود...