الأربعاء, أبريل 23, 2025
20.4 C
Beirut

نيجيرفان بارزاني يلعب دور محوري في الوساطة التاريخية بين أوجلان وتركيا لحل الأزمة الكردية في تركيا وسوريا وتحويل الأكراد إلى قوة سلام إقليمية

نشرت في

أخباركم – أخبارنا / مسعود محمد

علم موقع “أخباركم – أخبارنا” أن رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، لعب دورًا محوريًا الى جانب زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني في تسهيل التفاهم بين عبد الله أوجلان وتركيا، حيث اتصل بأوجلان قبل إعلان الأخير لمبادرته، وساهم في وضع الأسس لمفاوضات تهدف إلى إنهاء النزاع المسلح بين حزب العمال الكردستاني وأنقرة.

بارزاني، الذي كان من أبرز المرحبين بنداء أوجلان لحل حزب العمال الكردستاني (PKK) وإلقاء السلاح، أكد أن هذه الخطوة قد تكون بداية حقيقية لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. كما دعا إلى التزام حزب العمال الكردستاني بقرار الحل، والتركيز على الحلول السياسية بدلًا من المواجهة العسكرية.

حزب “ديم” التركي في زيارة لكردستان العراق: إعادة ترتيب المشهد الكردي؟

في سياق متصل، توجه وفد من حزب المساواة الشعبية والديمقراطية “ديم” الكردي في تركيا إلى إقليم كردستان العراق، حيث أجري لقاءات مع قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، ورئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، إضافة إلى اجتماعات مع قيادة حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في السليمانية.

وأتت هذه الزيارة في ظل تحولات متسارعة في الملف الكردي، خاصة بعد اللقاءات التي أجراها حزب “ديم” مع عبد الله أوجلان في سجنه بجزيرة إمرالي، مما يثير التساؤلات حول ما إذا كان الحزب بصدد تبني موقف أكثر اعتدالًا، والنأي بنفسه عن ارتباطه التقليدي بحزب العمال الكردستاني.

رسالة أوجلان وتداعياتها المحتملة

حملت رسالة أوجلان موقفًا سياسيًا يمهد لاحتمالات جديدة في العلاقة بين الأكراد وتركيا، حيث تضمنت:

  • إمكانية تفكيك حزب العمال الكردستاني والانخراط في العملية السياسية.
  • ضرورة إيجاد بدائل سلمية للصراع المسلح القائم منذ عقود.
  • تشجيع الأكراد في تركيا وسوريا على البحث عن حلول سياسية بديلة عن المواجهات العسكرية.

محاولة أنقرة لإعادة رسم علاقتها مع الأكراد

وفقًا لمحللين، تسعى أنقرة إلى إعادة رسم علاقتها مع الأكراد داخل تركيا وخارجها، عبر عدة مسارات:

  1. التقارب مع بعض الأحزاب الكردية المعتدلة، مثل حزب “ديم”، وإبعاده عن نفوذ حزب العمال الكردستاني.
  2. تقوية علاقاتها مع إقليم كردستان العراق، خصوصًا من خلال التنسيق الأمني مع قوات البيشمركة، لتعزيز النفوذ التركي في مواجهة قوات سوريا الديمقراطية (HSD) التي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني.
  3. محاولة خلق بديل سياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، الذي يسيطر على قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، مما قد يؤدي إلى إضعاف موقف “قسد” دبلوماسيًا وعسكريًا على المدى البعيد.

كيف يتصور بارزاني الحل الكردي؟

وفقًا لرؤية نيجيرفان بارزاني، فإن الحل يجب أن يكون سياسيًا وشاملًا لجميع الأطراف الكردية، ويرتكز على:

  • إيجاد توافق داخلي كردي بين الأحزاب الكردية في تركيا والعراق وسوريا.
  • دمج بيشمركة روجآفا و قوات سوريا الديمقراطية أو تشكيل كيان عسكري جديد يحظى بشرعية إقليمية ودولية.
  • تحويل القضية الكردية من صراع عسكري إلى مشروع دبلوماسي يسهم في بناء سلام إقليمي.
  • تحقيق مشاركة فعالة للأكراد في العملية السياسية في تركيا وسوريا، بدلًا من العزلة أو الانفصال.

مظلوم عبدي: رسالة أوجلان تدعو لإنهاء الحرب وهي فرصة لبناء السلام

في سياق متصل، أعلن القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، ترحيبه بالبيان التاريخي الذي أصدره الزعيم الكردي عبد الله أوجلان، والذي دعا فيه إلى إنهاء الحرب مع تركيا وفتح الطريق أمام عملية سياسية سلمية.

وفي منشور له على حسابه في منصة (إكس)، كتب مظلوم عبدي:
“نرحب بالبيان التاريخي للرئيس عبد الله أوجلان، الذي يدعو إلى إنهاء الحرب مع تركيا وفتح المجال أمام عملية سياسية سلمية. هذه الرسالة تمثل فرصة حقيقية لبناء السلام، وهي المفتاح لإرساء علاقات سليمة ومستقرة في المنطقة.”

ماذا بعد؟

تأتي كل هذه التطورات في وقت تشهد فيه تركيا استعدادات انتخابية قد تؤثر على الملف الكردي، حيث تسعى الحكومة التركية إلى كسب تأييد الأكراد المعتدلين، مقابل تقليل نفوذ القوى المرتبطة بحزب العمال الكردستاني.

وفي ظل هذه التحولات، تبقى الأسئلة الكبرى:

  • هل سينجح مسار المصالحة بين أنقرة والأكراد بوساطة نيجيرفان بارزاني؟
  • هل ستتخلى قوات سوريا الديمقراطية عن ارتباطها بحزب العمال الكردستاني لضمان شرعية سياسية؟
  • هل ستنجح أنقرة في استبدال “قسد” بحلفاء أكراد جدد، مما يؤدي إلى تغيير ديناميكيات الصراع الكردي في المنطقة؟

1. الأكراد بين السلام أو استمرار المواجهة

يبدو أن المرحلة المقبلة قد تشهد تحولًا كبيرًا في موقع الأكراد في المنطقة، حيث يبرزون كمرشحين للعب دور قوة سلام إقليمية، بدلًا من أن يكونوا طرفًا في النزاعات المسلحة.

ويبقى نجاح هذه المبادرات رهينًا بقدرة القيادات الكردية على توحيد رؤاها، ومدى استعداد تركيا لقبول تسوية سياسية حقيقية مع الأكراد داخل أراضيها وخارجها.

2. انقسامات داخل حزب العمال الكردستاني

يواجه حزب العمال الكردستاني انقسامًا داخليًا بعد دعوة أوجلان، حيث ترى بعض القيادات أن التحول إلى العمل السياسي بات ضرورة، بينما يرفض آخرون ذلك، معتبرين أن التخلي عن الكفاح المسلح يعرض القضية الكردية في تركيا للخطر.

وتشير التقارير إلى أن قيادات الحزب في جبال قنديل لم تصدر موقفًا رسميًا بعد، وسط مخاوف من انشقاقات داخلية قد تؤدي إلى إعادة تشكيل الحزب وفق رؤى متباينة.

3. هل تتجه الأحزاب الكردية السورية إلى التوحيد؟

في سوريا، تبرز احتمالية اندماج أو تنسيق أعمق بين حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD)، وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (Dem Party)، وقوات سوريا الديمقراطية (HSD)، بهدف تشكيل كيان سياسي وعسكري أكثر تماسكًا، قادر على التفاوض مع القوى الإقليمية والدولية حول مستقبل الأكراد في سوريا.

4. تأثير التحولات الكردية على العلاقات مع تركيا

تعتبر تركيا أن تفكيك حزب العمال الكردستاني سيفتح المجال أمام حل سياسي للقضية الكردية داخل تركيا، لكن في الوقت نفسه، قد يؤدي هذا إلى زيادة الضغوط على الأحزاب الكردية الأخرى في سوريا والعراق، خاصة إذا لم تتخذ موقفًا واضحًا من هذه التطورات.

وفي هذا السياق، تسعى أنقرة إلى تعزيز علاقاتها مع الأكراد المعتدلين، مثل قيادة إقليم كردستان العراق، مقابل الضغط على القوى الكردية التي ما زالت تحتفظ بعلاقات مع حزب العمال الكردستاني.

5. مستقبل قوات سوريا الديمقراطية (HSD) وعلاقتها بالمجلس الوطني الكردي

مع بدء التغيرات في المشهد الكردي، قد تضطر قوات سوريا الديمقراطية (HSD) إلى مراجعة تحالفاتها الداخلية. وفي ظل الحديث عن إمكانية إعادة بيشمركة روجآفا إلى سوريا ودمجها في القوات المحلية، يمكن أن تكون هذه خطوة نحو إيجاد توازن عسكري وسياسي جديد داخل المنطقة الكردية في سوريا.

سيناريوهات مفتوحة لمستقبل الأكراد في المنطقة

تعتمد السيناريوهات القادمة على مدى نجاح الأكراد في توحيد صفوفهم، ومدى استعداد تركيا لقبول حل سياسي للقضية الكردية.

وفي ظل هذه المعطيات، يظل التساؤل الأبرز: هل ستنجح هذه التحركات في إنهاء الصراع الكردي – التركي، وتحويل الأكراد إلى قوة سلام إقليمية، أم أن الانقسامات الداخلية ستعيد إنتاج الأزمة من جديد؟

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

إيران تعدم السجين السياسي الكردي حميد حسين نجاد

أخباركم ــ أخبارنا أعدمت السلطات الإيرانية فجر أمس، حكم الإعدام بحق السجين السياسي...

اسرائيل توسع نشاط اغتيالاتها نحو بيروت وتستهدف سيارة قرب الدامور .. وأخرى في الحنية .. والنتيجة قتيلان من الحزب والجماعة الاسلامية

أخباركم - أخبارنا/ تقرير لبنان الميداني في صباح يوم الثلاثاء، استيقظ لبنان على وقع غارة...

اغتيال الشيخ حسين عطوي: الجماعة الإسلامية تحت النار… وماذا بعد؟

استهداف قيادي بارز يفتح الباب أمام أسئلة خطرة حول السلاح، ودور الجماعة في المواجهة...

ماذا بين الجيش وحماس؟

خاص: أخباركم - أخبارنا اكدت مصادر واسعة الاطلاع لـ"أخباركم أخبارنا" ان الجيش اللبناني يواصل...

More like this

وداعًا لراعي الفقراء… البابا فرنسيس يترجل عن منبر الإنسانية .. قادة العالم ينعونه ويشيدون بإرثه الإنساني!

✍️ بقلم: جميل نعمة – أخباركم / أخبارنا في لحظة مؤثرة من تاريخ الكنيسة الكاثوليكية...

برحيل البابا فرنسيس: هل سيتراجع صوت السلام بوصول بابا “ترامبي”؟!

أخباركم - أخبارنا/ الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحيم التوراني خلفت وفاة البابا فرنسيس، بابا...

المدن كالنساء… لكلٍّ جمالها، ولكلٍّ سرّها .. ما بين بيروت ونابلس بعيون أم زهير و بافيا!

أخباركم - أخبارنا/ بقلم: مسعود محمد الى رفاقي وأصدقائي في المنفى .. الى حسين...