أخباركم – أخبارنا/ أوروبا/ د. صلاح حدو
كشف مضمون رسالة عبد الله أوجلان الأخيرة عن تجذر عقلية الدولة العميقة التركية المناهضة للحقوق المشروعة للشعب الكردي، حيث بدت الرسالة وكأنها إملاء مباشر عليه، سواء عن قناعة شخصية كـ”عميل ذاتي”، أو بدافع انتهازي للخروج من سجنه في إمرالي كـ”عميل موضوعي”.
الرسالة في سياقها التركي
تظهر هذه النزعة بوضوح في المقطعين التاليين من رسالته:
- (العلاقات الكردية-التركية؛ طوال تاريخ يزيد عن 1000 عام، اعتبر الأتراك والأكراد دائمًا أنه من الضروري البقاء في تحالف، مع سيطرة الجانب الطوعي، من أجل الحفاظ على وجودهم والوقوف ضد القوى المهيمنة.)
- (إن الدول القومية المنفصلة، والاتحادات، والاستقلال الإداري، والحلول الثقافية، التي هي النتائج الحتمية للانجراف القومي المتطرف، لا يمكن أن تكون إجابة على علم اجتماع المجتمع التاريخي.)
تحليل الدكتور صلاح حدو: “الفيروس التركي” في الخطاب السياسي الكردي
يرى الباحث صلاح حدو أن هذه الرسالة تمثل انعكاسًا لمفهوم “الفيروس التركي” المتغلغل في الخطاب السياسي، والذي يسعى إلى:
- تقييد الطموحات القومية الكردية.
- إبقاء الأكراد ضمن إطار التحالف التركي-الكردي التاريخي المزعوم، بدلًا من تحقيق الاستقلال السياسي والإداري الفعلي.
دور روج آفا والنخب الكردية في تشكيل المرحلة المقبلة
يؤكد حدو أن المسؤولية التاريخية الكبرى تقع على عاتق الشعب الكردي في روج آفا، لا سيما النخب الثقافية المؤثرة، التي يجب أن تعمل على:
- دفع القائد مظلوم عبدي نحو تعزيز تحالفاته مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والناتو.
- تكثيف التنسيق الأمني والسياسي والعسكري مع المؤسسات الكردية في إقليم كردستان العراق، للوصول إلى تكامل استراتيجي بين الطرفين.
الوحدة العسكرية الكردية: فرصة تاريخية نادرة
يشير حدو إلى أن تحقيق التكامل في الخطاب السياسي بين باشور (إقليم كردستان) وروج آفا (شمال سوريا) يعد خطوة محورية نحو تكوين وحدة عسكرية كردية فعلية، لا سيما وأن:
- القوتين الكرديتين تخضعان اليوم – ولأول مرة في التاريخ – لقيادة واحدة ضمن إطار قوات التحالف الدولي، بقيادة أمريكا وحلف الناتو.
- وجود دعم غربي للقيادات الكردية في سوريا والعراق، قد يشكل فرصة حقيقية لإعادة رسم مستقبل الأكراد سياسيًا وعسكريًا بعيدًا عن الهيمنة التركية.
خاتمة: بين الهيمنة التركية والاستقلال الكردي
تؤكد رسالة أوجلان أن الدولة العميقة في تركيا لا تزال متمسكة برفض أي مشروع استقلالي للأكراد، وتسعى إلى احتوائهم داخل حدود رؤيتها القومية. وفي المقابل، فإن النخب الكردية وقواتها العسكرية أمام فرصة تاريخية نادرة لوضع خارطة طريق جديدة تضمن استقلال القرار الكردي بعيدًا عن الإملاءات التركية.
التساؤل الرئيسي:
هل سيتمكن الأكراد من استغلال هذا الظرف الدولي لإرساء قواعد دولة كردية مستقلة؟ أم أن الدولة العميقة في تركيا ستنجح مرة أخرى في فرض رؤيتها على مستقبل الأكراد؟