أخباركم – أخبارنا
في أول تحرك ميداني له بعد نيل حكومته الثقة، قام رئيس الحكومة نواف سلام بجولة تفقدية في الجنوب اللبناني، حيث زار ثكنات الجيش اللبناني في صور ومرجعيون، بالإضافة إلى محطة في النبطية، رافقه خلالها وزيرة البيئة تمارا الزين.
زيارة ثكنة بنوا بركات: تأكيد على دور الجيش
اختار رئيس الحكومة التوجه إلى الجنوب عبر طائرة هليكوبتر، حيث كانت أولى محطاته في ثكنة بنوا بركات في صور، حيث استقبله قائد الجيش بالإنابة اللواء الركن حسان عودة، وقائد قطاع جنوب الليطاني العميد الركن إدكار لوندوس.
وأثناء اللقاء، وجه سلام رسالة إلى عناصر الجيش وقوات اليونيفيل، قال فيها:
“تحية لكل أبطال جيشنا الوطني ولشهدائه الأبرار، فأنتم عنوان الشرف والتضحية والوفاء، والعمود الفقري للسيادة والاستقلال. الجيش هو المسؤول عن الدفاع عن لبنان، وعن أمن الوطن وحماية شعبه وصون سيادته ووحدة وسلامة أراضيه.”
وأضاف:
“الجيش اللبناني يقوم اليوم بواجباته بشكل كامل، ويعزز انتشاره بكل إصرار وحزم لترسيخ الاستقرار في الجنوب وعودة الأهالي إلى قراهم وبيوتهم. الحكومة ستعمل على تمكين الجيش من خلال زيادة عديده، وتجهيزه، وتدريبه، وتحسين أوضاعه لتعزيز قدراته الدفاعية.”
كما أشاد رئيس الحكومة بدور اليونيفيل، مشددًا على ضرورة التعاون معها لتنفيذ القرار 1701، ورفض أي اعتداء على عناصرها، مع التأكيد على محاسبة المسؤولين عن أي خرق أمني يستهدفها.

احتجاجات الأهالي في الضهيرة وسلام يعد بعودة آمنة
تزامنًا مع وصول رئيس الحكومة إلى الثكنة، نفذ عدد من أهالي البلدات الحدودية المدمرة، خاصة بلدة الضهيرة، وقفة احتجاجية أمام الثكنة، مطالبين بـالضغط على الاحتلال الإسرائيلي للانسحاب من أراضيهم، حتى يتمكنوا من العودة إلى منازلهم التي دمرت خلال العدوان الأخير.
وفي لقاء جمعه مع وفد من أهالي الضهيرة المعتصمين، أكد سلام:
“إنه أول يوم عمل حقيقي للحكومة، وكل التحية المستحقة للجيش اللبناني وشهدائه. الحكومة ستعمل على تنفيذ ما ورد في البيان الوزاري، ونعدكم بعودة آمنة إلى منازلكم في أسرع وقت، ونؤكد التزامنا بعملية إعادة الإعمار ليعود الأهالي بكرامة. هذا ليس وعدًا فقط، بل هو التزام مني شخصيًا ومن الحكومة.”
كما شدد على أن لا استقرار حقيقيًا ومستدامًا دون الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، مؤكدًا أن الحكومة تعمل على حشد الدعم العربي والدولي لإجبار إسرائيل على الانسحاب من النقاط الخمس المتبقية، وختم حديثه قائلاً:
“نأمل أن نلتقي قريبًا في القرى الحدودية بعد تحقيق هذا الهدف.”
رسائل سياسية وعسكرية من الجولة الجنوبية
تحمل زيارة سلام إلى الجنوب رسائل سياسية واضحة، أبرزها:
- دعم الجيش اللبناني وتعزيز دوره في حماية الحدود.
- التأكيد على التزام الحكومة بإعادة إعمار المناطق المتضررة.
- التمسك بالقرار 1701 كإطار وحيد لضمان الاستقرار في الجنوب.
- العمل على استقطاب دعم دولي لإجبار إسرائيل على الانسحاب الكامل.
وتعد هذه الجولة بمثابة اختبار عملي لحكومة نواف سلام في قدرتها على تحقيق وعودها بترسيخ الاستقرار وإعادة النازحين، في وقت يشهد الجنوب توتراً متزايداً بفعل الخروقات الإسرائيلية المتكررة.
