أخباركم – أخبارنا/ تقرير لبنان السياسي
مع حلول شهر رمضان اليوم وبدء الصوم عند الطوائف المسيحية الاثنين، هنأ الرئيس عون اللبنانيين وقال “جميل أن يتزامن بدء شهر رمضان المبارك لدى الإخوة المسلمين مع انطلاق الصوم الكبير بعد غدٍ لدى المسيحيين، فيتشارك اللبنانيون، على اختلاف طوائفهم، في معاني القيم الروحية التي يجسدها الصيام”.
وعشية سفره الى السعودية هدأت الحركة السياسية المحلية غداة أسبوع حافل انتهى بزيارة تفقدية لرئيس الحكومة نواف سلام الى الجنوب، وبضبط أموال كانت آتية الى حزب الله عبر مطار رفيق الحريري الدولي، ويتهيّأ الداخل لاسبوع جديد سينطلق بحدث استثنائي طال انتظاره، سيعيد بثّ الروح في العلاقات اللبنانية – السعودية.
فعلى وقع مواقف سيادية نوعية أطلقها في حديث صحافي في الساعات الماضية، أكد فيها أن “هدفنا بناء الدولة، فلا يوجد شيء صعب، وإذا أردنا أن نتحدث عن مفهوم السيادة، فمفهومها حصر قرارَي الحرب والسلم بيد الدولة، واحتكار السلاح أو حصر السلاح بيد الدولة، يزور رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الاثنين السعودية، ملبيا دعوة تلقاها من ولي العهد الامير محمد بن سلمان، قبل ان يتوجه الى القاهرة للمشاركة في القمة العربية في 4 آذار الجاري.
واذا كانت زيارة الرياض لن تشهد توقيع اتفاقات او تفاهمات بين السعودية ولبنان، لان الرئيس عون سيمكث في المملكة بضع ساعات فقط وسيرافقه إليها وزيرُ الخارجية يوسف رجي فقط.
وبهذه الزيارة يعود لبنان الى الحضن العربي خاصة بعد ان استقبل وزراءَ خارجيات دول بارزة عربية وخليجية وعلى رأسهم وزير الخارجية السعودي.
ومن المتوقع، أن تشهد هذه العلاقة مزيدا من التزخيم والتطور في المرحلة المقبلة، إذا نفذ لبنان اصلاحات اقتصادية وسيادية وطبَّق الطائف والقرارات الدولية.
اما في خانة الأداء الرسمي الذي يؤكد قرار لبنان الوقوف تحت سقف الشرعية الدولية، يصب ضبط الاموال المهربة الى حزب الله، في المطار ، ليس بعيدا، ولتعزيز امن هذا المرفق العام، قام وزراء الداخلية والبلديات أحمد الحجار، الأشغال العامة والنقل فايز رسامني والمالية ياسين جابر، ظهر امس بجولة تفقدية في مطار رفيق الحريري الدولي، حيث تم الاطلاع على الإجراءات الأمنية واللوجستية المتخذة.
وعقد الوزراء اجتماعا حضره قائد جهاز أمن المطار العميد فادي كفوري، المدير العام للطيران المدني فادي الحسن، قائد سرية التفتيشات في قوى الأمن الداخلي العميد عزت الخطيب ورؤساء وحدات الأجهزة الأمنية والإدارية العاملة في المطار، جرى خلاله عرض للحاجات والمتطلبات الإداريّة والتقنية لتسهيل حركة القادمين والمغادرين، كذلك تعزيز الإجراءات الأمنية والتجهيزات الفنية في حرم المطار وتفعيل عمل أجهزة الكشف على حقائب الركاب والبضائع.
في المقابل، دعا عضو الجمهورية القوية النائب رازي الحاج “رئيسَ الحكومة الى الاستفادة من هذه المرحلة وان يضرب على الطاولة للإقلاع بورشة الإصلاح الحقيقية وقيام الدولة الفعلية لجميع المواطنين”، واذ رأى ان زيارته امس الى الجنوب حملت تطمينات لأهالي المنطقة، لفت الحاج الى ان “لبنان اليوم أمام رقابة دولية وعلى حزب الله ان يسلّم كامل ترسانته العسكرية الى الجيش اللبناني”.
وقال “نحن نريد الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الجنوب لكن البقاء في التلال الخمس يحمل رسالة عسكرية من اسرائيل بأن على الدولة اللبنانية والجيش تسلّم زمام الأمور الأمنية وإعطاء حزب الله مهلة محددة لتسليم سلاحه وإلا سيبقى الوضع على حاله”. وأكد ان “البرلمان سيمارس دوره الرقابي على الحكومة وسيسألها عن الخطة التنفيذية لانتشار الجيش في الجنوب، مشيرا الى ان بنود الاتفاق الذي وقع مع اسرائيل واضح بأن لا اعادة اعمار ولا مؤتمرات دعم ولا اي تحصين للبنان ليصبح دولة فعلية قبل حسم موضوع السلاح الشرعي، وبالتالي فإن الدولة اللبنانية ستكون أمام مساءلة في هذا المجال اذا لم يُطبّق هذا الاتفاق بكامل بنوده”.
وسط هذه الاجواء، تحدث الرئيس سلام في حفل غنائي أقيم مساء امس في العاصمة، فشدد على “أهمية هذه اللحظة التاريخية”، مؤكداً أن “لبنان أمام فرصة حقيقية للإصلاح”، ومشيراً إلى أن “الثقة التي نالتها الحكومة هي ثقة بلبنان ومستقبل الشباب بلبنان، فهي حكومة الإصلاح والإنقاذ، أما بيروت فهي المدينة العريقة التي يحق لها العيش بسلام ويليق بها الجمال والحرية، فهي عاصمة الأدب والفنون في هذه المنطقة، وهذا الحشد الفني دليل واضح لعودة بيروت كما عهدناها”.
ملف السلاح غير الشرعي والتحديات السيادية في لبنان محور اهتمام القوى السياسية
(بيروت – 2 مارس 2025) – تزايدت الدعوات الداخلية في لبنان لمعالجة ملف السلاح غير الشرعي، حيث طالب المجلس العالمي لثورة الأرز الحكومة بوضع خطة زمنية خلال شهرين لمصادرة جميع الأسلحة غير الشرعية وفقًا للقرار 1559، داعيًا إلى حل المجموعات العسكرية والمخابراتية لحزب الله وتسليم لوائح مفصلة بمخازن الأسلحة وأماكنها تمهيدًا لإتلافها، إلى جانب فرض رقابة صارمة على المخيمات الفلسطينية وتسليم أسلحتها للدولة اللبنانية.
في السياق نفسه، أكد النائب وائل أبو فاعور أن لا يجوز لأي طرف سياسي أن يشارك الدولة اللبنانية في صلاحياتها السيادية، مشددًا على أهمية السير قدمًا في مسار الإصلاح الذي يُعد شرطًا أساسيًا للحصول على المساعدات الدولية، كما دعا إلى تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة واستعادة الأسرى، مؤكدًا أن القرار السيادي للدولة لا يتجزأ، ويجب أن يُتخذ داخل المؤسسات الدستورية الشرعية.
من جهة أخرى، واصل وفد التيار الوطني الحر لقاءاته في هنغاريا ضمن مؤتمر “مستقبل المسيحيين في لبنان”، حيث ناقش الوفد مع مسؤولين هنغاريين التحديات التي تواجه المسيحيين في لبنان وأهمية العلاقات الثنائية بين بيروت وبودابست.
وفي الإطار التنموي، أطلق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي تيمور جنبلاط، بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية، مشروع “تمدن” لدعم ريادة الأعمال في الحرف والفنون والرياضة، مؤكدًا على أهمية تمكين المناطق المتضررة مثل حاصبيا والعرقوب، وداعيًا إلى توحيد الجهود نحو بناء دولة جامعة تحتكر القرار السيادي بكل أبعاده.
تُظهر هذه المواقف المتعددة توافقًا عامًا حول ضرورة تعزيز سلطة الدولة وحصر قرار السلاح بها، إلى جانب تحقيق الإصلاحات المطلوبة لاستعادة ثقة المجتمع الدولي، وسط تحديات داخلية وإقليمية مستمرة.