أخباركم – أخبارنا/مسعود محمد
في زيارة تحمل دلالات استراتيجية، وصل رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون إلى الرياض، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه، حيث استقبله ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر اليمامة بحفاوة رسمية، تعكس مكانة لبنان لدى المملكة العربية السعودية. وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز التعاون الثنائي والتشاور حول المستجدات الإقليمية والدولية، في ظل الأوضاع السياسية والأمنية الحساسة التي تمر بها المنطقة.
محادثات إيجابية بين الرئيس عون وولي العهد السعودي
عقد عون جلسة محادثات موسعة مع الأمير محمد بن سلمان، بحضور وفود رسمية من البلدين، حيث تم استعراض العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. وشملت المحادثات بحث آفاق التعاون الاقتصادي، والاستثمارات السعودية في لبنان، إلى جانب الملفات السياسية والأمنية المتعلقة بالوضع اللبناني الداخلي والاستقرار الإقليمي.
وضم الوفد السعودي في المحادثات عددًا من كبار المسؤولين، بينهم:
- الأمير تركي بن محمد بن فهد، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء
- الأمير محمد بن عبد الرحمن بن عبد العزيز، نائب أمير منطقة الرياض
- الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة
- الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية
- الأمير عبد الله بن بندر، وزير الحرس الوطني
- الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الدفاع
- الأمير فيصل بن فرحان، وزير الخارجية
- الدكتور مساعد العيبان، مستشار الأمن الوطني
- الدكتور ماجد القصبي، وزير التجارة
- السفير السعودي في لبنان وليد بخاري
عقب المحادثات الموسعة، عقد الرئيس عون وولي العهد خلوة خاصة استمرت 45 دقيقة، استكملا خلالها البحث في القضايا ذات الاهتمام المشترك، كما أقام ولي العهد مأدبة عشاء تكريمًا للرئيس اللبناني والوفد المرافق.
عون يشكر المملكة ويؤكد أهمية العلاقات التاريخية
عقب مغادرته الرياض، وجه الرئيس جوزاف عون برقية شكر إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، جاء فيها:
“أشكركم على الحفاوة التي لقيتها، والتي تعكس عمق ما يربط لبنان بالمملكة من علاقات أخوية متجذرة عبر التاريخ. لقد أرست محادثاتنا الأسس الصلبة لمرحلة جديدة من العلاقات توافقنا على تفعيلها وتطويرها في المجالات كافة.”
وأضاف: “أتمنى أن تنقلوا إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، عميق تقدير اللبنانيين لمواقفه التاريخية تجاه لبنان وشعبه، متطلعًا إلى لقاء قريب مع سموكم لاستكمال البحث في المواضيع التي تحدثنا بها.”
أهداف الزيارة وأهميتها
تأتي هذه الزيارة في مرحلة دقيقة يمر بها لبنان، حيث يسعى الرئيس عون إلى تعزيز التعاون مع المملكة بما يساهم في دعم الاستقرار اللبناني، وتحقيق إصلاحات اقتصادية وسياسية تساهم في إنعاش البلاد. كما تعكس الزيارة اهتمام القيادة اللبنانية بتوثيق العلاقات مع الرياض، في ظل التحديات الإقليمية المتزايدة.
وقد وجه الرئيس عون دعوة رسمية لولي العهد السعودي لزيارة لبنان، وقد وعد الأمير محمد بن سلمان بتلبيتها في الوقت المناسب، مما يعكس استمرار التوجه الإيجابي بين البلدين.
السعودية ودورها في استقرار لبنان
لطالما لعبت المملكة العربية السعودية دورًا أساسيًا في دعم لبنان سياسيًا واقتصاديًا، بدءًا من اتفاق الطائف عام 1989، الذي أسهم في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية، مرورًا بالمساعدات الإنسانية التي قدمتها للبنان في الأزمات الاقتصادية والسياسية.
وفي عام 2024، أطلقت المملكة جسرًا جويًا إغاثيًا شمل 27 طائرة مساعدات إنسانية، لدعم الشعب اللبناني، تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان. كما دشنت الرياض المرحلة الثانية من مساعداتها في ديسمبر 2024، متضمنة مشاريع إغاثية وصحية وإنمائية لدعم الشعب اللبناني في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة.
الرئيس عون يغادر إلى القاهرة للمشاركة في القمة العربية الطارئة
بعد اختتام زيارته للسعودية، توجه الرئيس اللبناني إلى القاهرة، للمشاركة في القمة العربية الطارئة حول فلسطين، التي تبحث التطورات الأخيرة في القضية الفلسطينية، وإعادة إعمار غزة، وسط جهود لتحقيق موقف عربي موحد.
مستقبل العلاقات السعودية – اللبنانية
تشكل هذه الزيارة نقطة تحول إيجابية في مسار العلاقات بين البلدين، حيث تؤكد حرص القيادة اللبنانية على تعزيز التعاون مع السعودية، في وقت تلعب فيه المملكة دورًا محوريًا في دعم استقرار لبنان. ومع التوجه نحو إصلاحات سياسية واقتصادية، يمكن أن تشهد الفترة المقبلة مزيدًا من التعاون والتنسيق بين الرياض وبيروت، بما يسهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة في لبنان.
