الخميس, أبريل 24, 2025
21.4 C
Beirut

خاص: تحضيرات لـ “لقاء ما بين الهجري والشرع” خطوة نحو الوحدة الوطنية في سوريا وسط التحديات الطائفية بظل مؤتمر حوار مهرجاني وليس حقيقي!

نشرت في

خاص: أخباركم – أخبارنا

في خطوة تهدف إلى تعزيز الوحدة الوطنية في سوريا، يتم التحضير لعقد لقاء مهم بين الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، والشيخ الهجري، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية. يأتي هذا اللقاء في وقت يشهد فيه الوضع السوري تصعيدًا في التوترات الطائفية والعرقية، حيث يسعى الدروز إلى ضمان تمثيلهم في المستقبل السياسي للبلاد وعدم التهميش في إطار أي تسويات سياسية محتملة. هذا اللقاء يشير إلى رغبة الحكومة السورية في فتح باب الحوار مع الطائفة الدرزية بشكل خاص، في محاولة لإيجاد حلول تضمن الاستقرار الوطني.

التحديات السياسية في سوريا:

منذ بداية النزاع في سوريا، كان من المفترض أن يكون هناك حوار حقيقي وشامل بين النظام السوري والمكونات المختلفة في المجتمع السوري، خاصة الدروز والكرد والعلويين، بالإضافة إلى ضمان حماية خصوصية المسيحيين. إلا أن الخطوات الأولى التي اتخذها النظام في هذا الاتجاه كانت متعثرة، ولم تستطع تلبية احتياجات تلك المكونات التي تحمل جروحًا عميقة من القمع والممارسات السابقة. هذه الفجوة في التعامل مع مخاوفهم وقلقهم ساهمت في تصاعد التوترات، وبالتالي نشأت موجات من التمرد في مناطق الأكراد والدروز والعلويين، مما قد يعمق الصراع السوري ويؤدي إلى حرب أهلية إذا لم يتم التعامل مع هذه القضايا بحذر.

مؤتمر حوار مهرجاني وليس حقيقي

كان من المفترض أن يكون مؤتمر الحوار الوطني الذي نظمه النظام السوري إطارًا لحل مشكلة سوريا الشاملة، لكنه لم يكن الإطار المناسب للوصول إلى حل حقيقي. فقد تم تغييب مكونات رئيسية مثل الأكراد، الذين يشكلون جزءًا كبيرًا من المجتمع السوري ولهم مطالب مشروعة بشأن حقوقهم السياسية والثقافية. ما حدث في المؤتمر كان أشبه بمهرجانٍ، حيث ألقى بعض الأشخاص خطبًا لم تتجاوز دقيقتين ونصف، وهو ما يعكس غياب الحوار الجاد والتفاهم الفعلي بين الأطراف. هذا بالطبع ليس الحوار الذي من المفترض أن يؤسس للوحدة الوطنية ويعزز من بناء دولة سورية متعددة ومتماسكة.

التفاهم الشامل: ضرورة التفاهم بين جميع الأطراف

إن التفاهم السياسي الشامل الذي لا يتضمن غالبًا أو مغلوبًا هو السبيل الوحيد لمنع انزلاق البلاد إلى المزيد من العنف. وفي هذا الإطار، علم موقعنا أنه يتم التحضير لعقد لقاء مهم بين الرئيس السوري المؤقت، أحمد الشرع، والشيخ الهجري، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية. هذا اللقاء يشير إلى رغبة حقيقية من قبل الحكومة في فتح باب الحوار مع الطائفة الدرزية بشكل خاص.

التحديات التي تواجه الطائفة الدرزية

يعتبر الدروز جزءًا من المجتمع السوري، لكنهم يواجهون تحديات كبيرة في تمثيلهم السياسي وفي الحفاظ على خصوصياتهم الثقافية والدينية. الدروز يريدون أن يكونوا جزءًا أساسيًا في سوريا الحديثة، لكنهم لا يقبلون أن يُهمشوا أو يُستبعدوا في إطار أي تسويات سياسية قد تتم. فهم يريدون الحفاظ على دورهم المهم في المشهد السوري، ويشعرون بأنهم قد عانوا في الماضي من تهميش وإقصاء في الحكومات السابقة.

رفض الخلاف الدرزي-الدرزي: تعزيز الوحدة الروحية وتحويل النقاش إلى الداخل

في وقت تتصاعد فيه التوترات السياسية والطائفية في المنطقة، يبرز سؤال جوهري بين أبناء الطائفة الدرزية: كيف يمكن أن يحافظوا على تماسكهم الداخلي ويحميوا وحدتهم الروحية في ظل الانقسامات السياسية المتزايدة؟ يبدو أن أبرز تحدٍ يواجههم في الوقت الحالي هو رفض أي خلاف داخلي بين دروز سوريا ولبنان وفلسطين، وتحويل النقاش إلى مستوى داخلي، بعيدا عن التدخلات الخارجية والتصعيدات السياسية. وفي هذا السياق، يحاول الدروز بشكل جماعي تجنب الوقوع في فخ الخلافات بين أبناء الطائفة نفسها، والتركيز على القيم الروحية المشتركة التي تربطهم عبر هذه المناطق.

الحرص على الوحدة الداخلية وتجنب الفتنة

لطالما كان للدروز تاريخ طويل من الوحدة الروحية بين سوريا ولبنان وفلسطين. رغم التحديات السياسية والصراعات التي مروا بها، ظلت الروابط الدينية والثقافية أساسًا متينًا في حياة الدروز في هذه البلدان. ومع ذلك، فإن التحديات الحالية، سواء كانت سياسية أو اقتصادية، تخلق أرضية خصبة للتوترات الداخلية بين الدروز، وهو ما يخشى أن يؤدي إلى انقسامات تضعف قوتهم الجماعية. لذلك، كان الرفض القاطع لأي خلاف داخلي بين دروز سوريا ولبنان وفلسطين خيارًا ضروريًا للحفاظ على وحدة الطائفة.

الوحدة الروحية كمبدأ أساسي

إن التمسك بالوحدة الروحية بين الدروز هو الأساس الذي يجمعهم، وليس المواقف السياسية المتغيرة. فإن الطائفة الدرزية في جميع هذه البلدان تتفق على أن القيم الروحية المشتركة هي الرابط الأقوى بين أفراد الطائفة، وهي التي تحميهم من الانقسامات. يتمسك الدروز بأنهم جسد واحد، يواجه التحديات الخارجية والداخلية بروح واحدة، بعيدًا عن أي صراع داخلي قد يقوض مكانتهم في سوريا ولبنان وفلسطين. وبالتالي، يتم تشجيع النقاشات الداخلية على أن تكون ضمن إطار تعزيز التفاهم المشترك والحفاظ على روابطهم الروحية.

تحويل النقاش إلى الداخل: أهمية الحوار الداخلي

مع تزايد التوترات في المنطقة، يقول مصدر خاص لموقعنا “يجب على الدروز تحويل النقاشات السياسية إلى نقاشات داخلية، بعيدًا عن أي تأثيرات خارجية قد تساهم في تعميق الانقسامات. يجب أن تتم هذه النقاشات ضمن إطار واحد يركز على تطلعات الطائفة المشتركة، دون الوقوع في فخ الانقسامات السياسية أو الطائفية. في هذا الإطار، يتعين على القيادات الدينية والسياسية للطائفة الدرزية أن تلعب دورًا محوريًا في تجنب الصراعات الداخلية وتحفيز أبناء الطائفة على التركيز على مصالحهم المشتركة”.

الدور الفعّال للقيادات الروحية في منع الانقسامات

دور القيادة الروحية في الطائفة الدرزية بالغ الأهمية للحفاظ على هذه الوحدة. فعلى الرغم من الانقسامات السياسية بين الدول والمجموعات المختلفة في المنطقة، فإن الشيخ الأمين ورؤساء الطوائف الدينية في سوريا ولبنان وفلسطين قادرون على تجميع أبناء الطائفة حول قواسم مشتركة روحية، بعيدا عن الصراعات السياسية. هذه القيادة الروحية تعمل على تعزيز الحوار الداخلي وتوجيه الجهود لتفادي الخلافات الحادة بين الدروز، مما يساعد على تقوية الكيان الدرزي والحفاظ على استقلالهم الاجتماعي والسياسي.

يظل الدروز في سوريا ولبنان وفلسطين ملتزمين بوحدة طائفتهم الروحية، والتي تعتبر الأساس الذي يربطهم بعضهم ببعض، وتجنب أي نزاع داخلي قد يضر بمستقبلهم. في الوقت الذي تسعى فيه بعض القوى السياسية لإشعال الفتنة الداخلية، يرفض الدروز هذه المحاولات ويصرون على تحويل النقاشات إلى داخل الطائفة نفسها. إن الوحدة الداخلية، المستندة إلى القيم الروحية المشتركة، هي المفتاح لحماية مستقبل الطائفة الدرزية وضمان استقرارها في مواجهة التحديات السياسية والصراعات الإقليمية.

أهمية الوحدة الوطنية السورية

اللقاء الذي يُحضّر له في هذا السياق يهدف إلى التأكيد على “الوحدة الوطنية” كأساس للمستقبل السوري. إذ إنّ الوحدة الوطنية تعني أن الجميع يجب أن يكون له دور فاعل في بناء الدولة السورية المستقبلية، وهذا يشمل كل الطوائف والمكونات. من خلال هذا الحوار، يمكن أن يتم التوصل إلى حلول تلبي تطلعات الجميع وتعزز من استقرار سوريا.

تعد المساعي الحالية لفتح باب الحوار بين النظام السوري والطائفة الدرزية خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة الوطنية في البلاد. ومع ذلك، فإن استمرار الانقسامات الطائفية والعرقية في سوريا سيؤدي إلى مزيد من التوترات. لذا، من الضروري أن يتخذ النظام خطوات جادة نحو تمثيل جميع المكونات بشكل عادل، وتقديم ضمانات حقيقية للمساواة والعدالة. من خلال التفاهم والشراكة الحقيقية، يمكن لسوريا أن تتجنب الانزلاق إلى حرب أهلية وتحقيق الاستقرار المستدام.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

#همسة_صباحية: قرار تسليم سلاح حزب الله… في طهران

أخباركم - أخبارنا بقلم: مصطفى أحمد بدأت قصة تأسيس حزب الله على يد الحرس الثوري...

الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: رفض الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين ودعوة للحوار بين الفصائل الفلسطينية

أخباركم - أخبارنا أدان عضو اللجنة التنفيذية والمكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، رمزي رباح، التصريحات التي...

إسرائيل وحربها المستمرة: تحديات الجيش وتوقعات المواجهة في غزة

أخباركم - أخبارنا بقلم: حلمي موسى من غزة تحتفل إسرائيل في هذه الأيام بذكرى المحرقة...

قوى تحالف المقاومة الفلسطينية: ندين ونشجب خطاب عباس في المجلس المركزي واعتداءه اللفظي على المقاومة!

أخباركم - أخبارنا بيان صحفي صادر عن قوى تحالف المقاومة الفلسطينية ندين ونشجب خطاب عباس...

More like this

#همسة_صباحية: قرار تسليم سلاح حزب الله… في طهران

أخباركم - أخبارنا بقلم: مصطفى أحمد بدأت قصة تأسيس حزب الله على يد الحرس الثوري...

إسرائيل وحربها المستمرة: تحديات الجيش وتوقعات المواجهة في غزة

أخباركم - أخبارنا بقلم: حلمي موسى من غزة تحتفل إسرائيل في هذه الأيام بذكرى المحرقة...

سفير غربي يكشف سر صمت ” حزب الله” .. حزب الله وأزمته مع بيئته: بين الانتظار والتضحية والتحول نحو حزب سياسي صرف!

خاص أخباركم - أخبارنا/ مسعود محمد في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان،...