أخباركم – اخبارنا
وسط محاولات مستمرة لإنهاء التوترات بين النظام السوري الجديد والدروز، لا تزال الأوضاع غير مستقرة في السويداء. ورغم تباين المواقف، كان هناك اتفاق غير معلن بين مختلف الفعاليات والمرجعيات، بقيادة الشيخ حكمت الهجري، على أن تكون كوادر الدولة، بما في ذلك الجهاز الأمني، من أبناء المحافظة أنفسهم. إلا أن محاولات توحيد الفصائل المحلية لم تحقق نتائج ملموسة، في ظل استمرار التنافس بين المجموعات المسلحة، مما زاد المشهد تعقيداً.
برز تياران رئيسيان: الأول يدعو إلى الحوار والتنسيق لحل القضايا العالقة، والثاني يرفض أي تواصل مع السلطة الجديدة. وازدادت التوترات بعد دخول ثماني سيارات تحمل شعار الأمن العام، ما أثار شائعات حول السماح لهيئة تحرير الشام بدخول السويداء، وهو ما تبين عدم صحته. فقد دخلت السيارات دون أي عناصر أمنية، وكان الهدف توزيعها على أربعة فصائل محلية لتعزيز الأمن.
ووفق مصادر مطلعة، وافقت وزارة الداخلية على تزويد السويداء بمعدات لوجستية لدعم الضابطة العدلية في مواجهة تصاعد الجرائم، حيث تم تسليمها إلى فصائل محلية، منها: حركة رجال الكرامة، تجمع أحرار جبل العرب، مجموعات بقيادة الشيخ ليث البلعوس، وكتيبة سلطان باشا الأطرش.
أثارت مسألة دخول سيارات الأمن العام جدلاً واسعاً بين الفصائل المحلية، حيث انتشرت تسجيلات صوتية تحرض على إحراقها، ما دفع الفصائل المستلمة إلى التريث والتواصل مع الفعاليات المحلية لاحتواء أي تصعيد.
وفي مقابلة إعلامية، أكد الشيخ ليث البلعوس أن الفصائل المحلية تمتلك القدرة على إعادة تنظيم الأمن، مشيراً إلى أن جهات مرتبطة بالنظام السابق تسعى لنشر الشائعات وعرقلة جهود تحقيق الاستقرار.
من جانبها، أصدرت حركة رجال الكرامة بياناً أكدت فيه أن هذه الخطوة جاءت استجابة لمطالب الفعاليات الدينية والاجتماعية، التي اشترطت أن تكون الكوادر الأمنية من أبناء المحافظة، وهو ما تم التوافق عليه مع وزارة الداخلية. وأبدت الحركة استغرابها من دعوات حرق السيارات، معتبرة أن هذه التهديدات تهدف إلى إبقاء حالة الفوضى.
أما السيد أبو عمر عاطف هنيدي، فقد أعرب عن دعمه للضابطة العدلية والتواجد الأمني، مشدداً على أهمية ترسيخ الأمن والعدالة في السويداء.
في المقابل، ترفض بعض الفصائل أي تعاون مع السلطة الجديدة منذ سقوط النظام، حيث زاد تشددها بعد التطورات الأخيرة في الساحل السوري، مما يعكس استمرار حالة الاستقطاب.
في ظل هذه الأوضاع المتوترة، يبقى التحدي الأكبر هو منع تصاعد الخلافات الداخلية وتحولها إلى نزاع مفتوح. لطالما حافظت السويداء على درجة من الوحدة رغم الظروف الصعبة، ما يستدعي اليوم تعزيز الحوار بين المرجعيات الدينية والاجتماعية والفصائل المحلية للوصول إلى رؤية مشتركة تحمي استقرار المحافظة وتجنبها الانزلاق إلى صراعات غير محسوبة العواقب.
