كتب ميشال ن. أبو نجم: لم يكن مُستغرباً موقف تكتل “لبنان القوي” الحازم أمس الثلثاء ضد الإنتهاك المستمر للسيادة اللبنانية وضرب الأمن والإستقرار لتمرير رسائل إقليمية وداخلية فلسطينية من جهةٍ ثانية. ذلك أن “التكتل” هو نتاج التيار الوطني الحر ومؤسسه العماد ميشال عون الذي بدأ حياته العسكرية من الحدود الجنوبية للبنان، شاهداً على استخدام لبنان ساحة للصراع من قبل المنظمات الفلسطينية والإستباحة الإسرائيلية، وهذا ما قاده إلى مواجهة هذا الإنتهاك للسيادة اللبنانية سواء في تحركات وحداته في صيدا، أو لاحقاً في المواجهة مع المنظمات الفلسطينية في تل الزعتر. وقد توقف “لبنان القوي” في اجتماعه الدوري بـ”قلق” عند “الإشتباكات المندلعة في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في عين الحلوة، واعتبر ذلك “جرس إنذار لخطر وجود السلاح في المخيمات وإستعماله سواء في صراعات داخلية أو في أحداث ناتجة عن تدخل خارجي”. ورأى التكتل أن “هذا الوضع الشاذ يشكل إنتهاكاً للسيادة اللبنانية في ظل حكومة عاجزة، صامتة، لا تتحرك إلّا لانتهاك القوانين والدستور والميثاق في غياب رئيس للجمهورية”.
وفي هذا الإطار أشار النائب إدغار طرابلسي إلى أن المعاناة النائمة لكن المستمرة بسبب استخدام المخيمات الفلسطينية تستدعي وقفها، مؤكداً ضرورة “تجريد المخيمات الفلسطينية في لبنان من السلاح على أن يتولى أمنها الجيش اللبناني حصراً وتخضع بالتالي للقوانين والسيادة اللبنانية”.
وشدَّد طرابلسي في حديث خاص ل”أخباركم – أخبارنا” على أن تكتل “لبنان القوي” ينظر “بأهمية كبرى إلى هذا الإستهداف للأمن اللبناني والفلسطيني من بوابة المخيمات، ويشدد على حفظ أمن المواطن اللبناني والفلسطيني وعدم استخدام الساحة الفلسطينية لاختراقاتٍ معادية”.
تقود هذه المواقف لتكتل “لبنان القوي” والتيار الوطني الحر إلى الإستطراد حول مقاربة ملف النزوح السوري والمخيمات، وهذا ما كان في صلب هواجس “التيار” ومواقفه منذ لحظة بدء الحرب في سوريا. وهذا ما يتوقف عنده طرابلسي ليدعو الدولة اللبنانية والسلطات الأمنية للإستمرار في تفتيش “مخيمات النازحين والتأكد من خلوها من الأسلحة الفردية كي لا تُستخدم من جهاتٍ معادية في محاولة لإشعال حرب داخلية”، بحسب تحذيرات طرابلسي.