أخباركم ـ أخبارنا
خيم الهدوء على مدينة طرابلس وسط انتشار كثيف لعناصر الجيش، بعد التوتر الذي شهدته ليلاً مناطق القبة جبل محسن وباب التبانة، اثر قيام شاب من الجبل بطعن قاصر بالسكين.
وعلى الأثر، سرت شائعات بأن القاصر سوري الجنسية، وسمع اطلاق رصاص في منطقتي القبة والجبل مما دفع وحدات الجيش إلى الانتشار بكثافة في مناطق التوتر لا سيما في إحياء البقار والجبل وشارع سوريا الفاصل بين باب التبانة والجبل وأعاد الهدوء إليها.
وكان تردد ان فتى سوري الجنسية يبلغ من العمر 16 عاما ومن إدلب تعرض ليل امس لاعتداء من قبل مجهولين في منطقة جبل محسن.
حيث جرى إسعافه ونقله إلى المستشفى الحكومي لتلقي العلاج.
وعقب الحادثة شهدت منطقة القبة حالة من الغليان حيث خرج شبان من منطقة البقار في مسيرات احتجاجية مطالبين الأجهزة الأمنية بتوقيف المعتدين.
على الفور تدخلت سريعا وبحزم وفرضت قوة من الجيش اللبناني طوقا أمنيا بين جبل محسن والتبانة خشية تفاقم الأوضاع الأمنية واقفلت مداخل الجبل الاربعة وبدأت حمله مداهمات في المنطقة بحثا عن الفاعلين.
وبعد انتشار الخبر قام المعتدي الرئيسي ويدعى “أ.ب” بتسليم نفسه إلى الأجهزة الأمنية حيث تجري التحقيقات معه لمعرفة دوافع الاعـتداء.
وأصدر المجلس الإسلامي العلوي بيانا حول الحادثة وجاء فيه: “السلم الاهلي والاستقرار الامني خط أحمر، وتجاوباً مع طلب الاجهزة الامنية تسليم الشاب احمد البيطار، بادرنا بالتواصل مع الشاب الذي قابل هذا المطلب بايجابية، ولنا كامل الثقة بالاجهزة الامنية انها ستقوم بواجبها وبكل شفافية للكشف عن ملابسات الحادث وكشف الحقيقة وطرابلس كانت وما زالت انموذجا للانصهار الوطني وسدا منيعا في وجه الفتنة حمى الله لبنان، حمى الله الجيش وعاشت طرابلس آمنة مستقرة”.
أمن الساحل السوري: من طرابلس إلى اللاذقية
شهدت مدينة طرابلس اللبنانية في الآونة الأخيرة توترات أمنية متصاعدة على خلفية الأحداث الدامية في الساحل السوري. فقد ارتكبت قوات الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، مجازر مروعة ضد المواطنين المسلمين العلويين في مناطق اللاذقية وطرطوس وحماة وحمص، مما أثّر بشكل مباشر على الوضع الأمني في لبنان.
إجراءات الجيش اللبناني في طرابلس
في صباح يوم الأحد، قام الجيش اللبناني بعزل منطقة جبل محسن عن حي باب التبانة المجاور، وسد مداخلها الأربعة. كما اتخذ تدابير عاجلة لقمع المظاهر المسلحة والحؤول دون انفلات الأوضاع الأمنية في طرابلس وشمال لبنان.
تأثير الأحداث السورية على لبنان
أصبح أمن سكان الساحل السوري “قضية لبنانية” بامتياز، خاصة أن طرابلس تُعتبر جزءًا طبيعيًا من ساحل الشام. الأخبار اليومية عن معاناة المسلمين العلويين هناك من الخطف والقتل والنهب واحتلال البيوت، تثير اهتمام اللبنانيين وتزيد من قلقهم.
تطورات أمنية في شمال لبنان
قبل أيام من الحادث الأخير في طرابلس، شهدت منطقة عكار تجمعًا لعشيرة من وادي خالد، حيث نشروا فيديو يؤكدون فيه استعدادهم للمشاركة في القتال ضد المسلمين العلويين في سوريا. وقد تدخل الجيش اللبناني لتوقيف بعضهم وإحباط تحركاتهم.
دور لبنان في دعم النظام السوري
تعتقد مصادر أمنية أن الاستخبارات السورية الجديدة تشارك في تنظيم حملة دعم لنظام أحمد الشرع عبر لبنان، حيث يعمل “أنصارها” اللبنانيون على نشر معلومات غير صحيحة عن أوضاع الحدود، مما يثير القلق من تصاعد التوترات.
إن تصاعد التوترات الأمنية على الحدود اللبنانية السورية يستدعي يقظة وحذرًا من جميع الجهات المعنية، لضمان استقرار المنطقة وحماية المدنيين من تداعيات الصراعات المستمرة.