كتب ابراهيم بيرم لـ”أخباركم – أخبارنا”
تفرض اسرائيل على نحو يومي، وقائع جديدة في
الجنوب اللبنانية تندرج تحت عنوان المزيد من اعمال القضم لأراض لبنانية، فضلاً عن عمليات اغتيال مستمرة بالمسيّرات لمواطنين لبنانيين، بذريعة انها تشتبه بعلاقة تربطهم بحزب الله.
وتوضيحاً لواقع الحال هذا، يقول عضو كتلة التنمية والتحرير والقيادي في حركة “امل” محمد خواجة لموقعنا، إن ما يجري على الارض في الجنوب هو عبارة عن حرب مستمرة تمارسها اسرائيل، الماضية قدماً في عدوان يومي، فيما لبنان الدولة والمقاومة، يلتزمان تماماً بمندرجات اتفاق وقف اطلاق النار المبرم منذ ما يقرب من أربعة اشهر.
ويضيف: انه واقع مرير يستدعي من الدولة حراكاً عاجلاً ومكثفاً بغية منع العدوان والحفاظ على السيادة والأرض، وتأمين الاستقرار تمهيداً لإعادة اعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي، والذي كان ابرز تجلياته محو نحو 20 بلدة بكاملها من خارطة العمران.
ويضيء خواجة اكثر على الوضع الميداني المتحرك في المنطقة الحدودية، فيقول: ان المعطيات المتوافرة لدينا تؤكد ان الكيان العبري يعيد تكرار تجربة الشريط الحدودي المحتل، وهي وان كانت لا تعادل شريط ما قبل عام 2000، الا انه منذ سريان وقف النار نجح هذا الكيان في بسط سيطرته على منطقة حدودية عازلة ليست بحجم الشريط المحتل سابقاً ولا بعمقه، الا ان واقع الحال يشي بأن الاسرائيلي كرّس فعلاً اقامة منطقة عازلة، متحركة، قابلة للتمدد والاتساع، بحيث لن يكتفي العدو بالنقاط الخمس التي اعلن عن انه سيحتفظ بها الى أجل غير مسمى. ويستطرد خواجة: في غضون الساعات الـ 72 الماضية، بسط الاسرائيليون سيطرتهم على تلة العباد المشرفة على بلدة حولا وبلدات مجاورة. والمعلوم ان هذه التلة التي تضم مقاماً لأحد الاولياء، كان الاسرائيلي قد سيطر على نصفها تماماً بما فيه مقام هذا الولي حيث وضع شريطاً شائكاً ونقطة تمركز لجيشه. وفي الوضع الحالي المستجد، تمكن العدو من السيطرة على كل التلة الاستراتيجية والمقام، بذريعة انها تضم قبراً لحاخام يهودي، وهو أمر غير مثبت، لكنها ذريعة استعملها العدو للتمدد في هذه البقعة الجغرافية.
ويضيف: ليس بعيداً عن تلك النقطة، بسط الصهاينة سيطرتهم على جزء كبير من خراج بلدة هونين، احدى القرى اللبنانية السبع التي احتلتها اسرائيل في العام 1948. ولقد صار معلوماً ان تحديد الحدود الذي جرى بعد الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب في العام 2000، سمح للبنان باستعادة نحو 2500 دونم من ارض هذه البلدة، وقد سارع اهلها الذين تهجروا منها الى بناء عشرات المنازل على الارض المحررة حديثاً، وكانوا قد عزموا على البناء في كل تلك المساحة بغية احياء البلدة.
اما الآن، يضيف خواجة، فان القوات الاسرائيلية اعادت احتلال تلك المساحة مجدداً وهدمت كل ما بني عليها سابقاً، وهي مساحة ليست بالقليلة بل تعادل مساحة أكبر القرى الجنوبية.
وفي معرض رده على سؤال قال خواجة: ان ما تمارسه اسرائيل ليس خرقاً كما يحلو لبعض الاعلام اللبناني قوله، بل هو عدوان موصوف بكل معنى الكلمة تمارسه تحت بصر العالم كله، وعلى مرأى من لجنة الاشراف على تنفيذ اتفاق وقف النار التي تصمت تماماً عن هذه العدوانية لا بل تغطيها. وليس جديداً القول، ان قوات الاحتلال تقدمت الى اكثر من 70 في المئة من الاراضي اللبنانية بعد اتفاق وقف النار، وهذا يعني أن اسرائيل تمارس حربها يومياً على لبنان من جانب واحد لأن لبنان ملتزم بمندرجات اتفاق وقف النار.
ورداً على سؤال آخر قال: نطالب الدولة بأن تطلق “مقاومة ديبلوماسية” علمية وجادة. ان موقف الدولة الحالي هو موقف خجول وغير كاف لمواجهة التحديات التي تطلقها العدوانية الاسرائيلية يومياً في وجه كل لبنان وليس ضد فئة بذاتها او منطقة بعينها. وسأل: ماذا يضير لبنان إذا شكل خلية ازمة لمتابعة الوضع في الجنوب، تكون مهمتها الاشراف على “المواجهة الديبلوماسية” عبر جمع الوثائق وتقديم الشكاوى، سواء الى لجنة الاشراف أو الى مجلس الامن، إضافة الى انشطة أخرى على رأسها ضبط تصريحات بعض المسؤولين اللبنانيين الذين نستشعر انهم يبررون استمرار العدوانية الاسرائيلية المستمرة على لبنان، بشراً وحجراً.
