أخباركم – أخبارنا
المقدمة: شهدت سوريا تصعيدًا خطيرًا في الأحداث الأمنية، خاصة في المناطق الساحلية مثل اللاذقية وطرطوس، حيث وقعت سلسلة من المجازر الطائفية التي أسفرت عن مقتل مئات المدنيين والعسكريين في غضون أيام قليلة. ووفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بلغ إجمالي عدد القتلى أكثر من 1300 شخص، مع استمرار العنف والمجازر الميدانية. في هذا السياق، أصدرت سوريا تشكيل لجنة وطنية للتحقيق في هذه الأحداث، كما عبرت دول الجوار عن دعمها للبلاد وسط التوترات المستمرة. هذا التقرير يستعرض أبرز التطورات الأمنية، بما في ذلك عملية التطهير العرقي، المظاهرات الاحتجاجية في السويداء، والاكتشافات المتعلقة بالمقابر الجماعية، بالإضافة إلى ردود الفعل المحلية والدولية.
تصاعد العنف والمجازر في الساحل السوري في الأيام الماضية، أعلن “المرصد السوري لحقوق الإنسان” عن ارتفاع عدد القتلى إلى 1311، بما في ذلك 231 من قوات الأمن والدفاع و250 من المسلحين العلويين المعروفين بـ”فلول الأسد”. كما تم قتل 830 مدنيًا نتيجة عمليات التصفية والاغتيالات الميدانية. يشير المرصد إلى أن الحملة بدأت بعد الهجوم الذي شنه مسلحون علويون على قوات الأمن يوم الخميس 6 مارس، وهو ما أدى إلى تصعيد عمليات العنف.
وقفة احتجاجية في السويداء والمطالبة بوقف المجازر نظم ناشطون في مدينة السويداء وقفة احتجاجية في ساحة الكرامة للمطالبة بوقف المجازر الميدانية ضد المدنيين. رفع المحتجون لافتات تدعو إلى وقف العنف وإدانة الجرائم المرتكبة ضد المدنيين. وتضمنت اللافتات شعارات مثل “الإرهاب واحد”، مشددين على ضرورة محاسبة المسؤولين عن المجازر.
اكتشاف المقبرة الجماعية في القرداحة أعلن مصدر أمني عن العثور على مقبرة جماعية لأفراد من وزارة الدفاع السورية في منطقة القرداحة بريف اللاذقية. تشير التقارير إلى أن هذه المقبرة تضم جثثًا تعود لأفراد تمت تصفيتهم من قِبل “فلول النظام” في الأيام الأولى للتصعيد. ما زالت عمليات البحث مستمرة لاستخراج المزيد من الجثث في المنطقة.
لجنة وطنية للتحقيق في الأحداث في خطوة تهدف إلى معالجة الوضع، أصدر الرئيس السوري أحمد الشرع قرارًا رئاسيًا بتشكيل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في أحداث الساحل السوري. اللجنة، المكونة من 7 أشخاص، مهمتها الكشف عن الأسباب التي أدت إلى وقوع تلك المجازر والتحقيق في الانتهاكات التي تعرض لها المدنيون.
إلغاء بلاغات منع السفر ألغت وزارة الداخلية السورية بلاغات منع السفر التي صدرت بحق المواطنين السوريين في عهد النظام السابق، بما في ذلك البلاغات المتعلقة بالتوقيف أو المراجعة أو التهرب من الخدمة العسكرية. يقدر عدد هذه البلاغات بأكثر من 5 مليون بلاغ، ما يعد خطوة في إطار معالجة التداعيات القانونية التي خلفها النظام السابق.
دعم دول الجوار لسوريا في اجتماع عقد في عمان، عبرت دول الجوار لسوريا عن دعمها للبلاد في مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية. وأكدت الدول المجتمعة دعمها لاستقرار سوريا وأدانت الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية. كما تم الاتفاق على تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمكافحة الإرهاب.
المواقف الدولية والردود على العنف في سوريا من جانبها، أدانت الولايات المتحدة والمفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك ما وصفوه بـ “القتل الجماعي” في المناطق الساحلية السورية، مطالبين الحكومة السورية باتخاذ إجراءات فورية لحماية المدنيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم.
الحصيلة النهائية لضحايا الساحل السوري أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل 973 مدنيًا خلال 72 ساعة من العمليات الانتقامية في مناطق الساحل السوري، حيث تم ارتكاب 39 مجزرة طائفية على الأقل. هذه المجازر وقعت بعد الهجمات التي شنها مسلحون علويون ضد قوات الأمن في 6 مارس، وقد شملت مناطق مثل طرطوس، بانياس، اللاذقية، وريف مصياف.
تشير الأرقام والتقارير إلى أن سوريا تشهد واحدة من أسوأ فترات العنف منذ سنوات، مع تصاعد المجازر الطائفية في المناطق الساحلية. في حين تبذل الدول الجارة كل ما في وسعها لدعم سوريا، من المهم أن تواصل السلطات السورية التحقيق في هذه الجرائم لضمان العدالة والمصالحة.