كتب حنا صالح في صبيحة اليوم الـ1972 على بدء ثورة الكرامة
مشاهد المجازر المروعة الآتية من سوريا، والقتل العشوائي الذي طال خصوصاً مدنيين علويين أساساً كما من الأقلية المسيحية، التي أشعلت شرارتها كمائن في مناطق من الساحل السوري إستهدفت قوى الأمن العام، ونفذتها عناصر تابعة لنظام الأسد المخلوع أثارت المخاوف الكبيرة والقلق الذي أكد أن سوريا تمر اليوم في أدق مرحلة بعد إسقاط نظام القتل والتبعية للعدو الإسرائيلي والإرتهان لنظام الملالي الإيراني.
وجاءت التطورات الدامية وما تخللها من إستهدافات واسعة للمدنيين مع تنامي القلق تجاه الأقليات الأخرى من كردٍ ودروز ومسيحيين كما أوساط سنية، ما يضع السلطة السورية أمام مسؤولية كبيرة، في وقت يتسع فيه التدخل الإسرائيلي والسيطرة على مناطق واسعة من الجنوب السوري. بالسياق حملت موقف الرئيس أحمد الشرع أهمية خاصة، عندما أكد تحمل المسؤولية عما يجري وأعلن عن تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق والمحاسبة، كما لجنة مصالحة وطنية لدعم بقاء الناس وحمايتهم. وحذر من مخاطر التحريض والتدخل الخارجي من جانب نظام الملالي وأتباعه ولا سيما حزب الله.
هنا لفت الإهتمام ما كشفه الصحافي علي حمادة من أن بيروت تلقت رسالة سورية تحذر من تورط معين لحزب الله وأن الجهات الأمنية اللبنانية إستدعت على إثر ذلك وفيق صفا للإستيضاح والتحذير.. ويقول حمادة أن ضباطاً سوريين من رموز النظام السابق، تواجدوا في مناطق هيمنة الحزب، تحركوا عبر معابر لاشرعية بين البلدين، وقد إرتسمت معالم قلق داخلي حيال تداعيات الأحداث السورية، إتسعت مع موجات النزوح الكبير بإتجاه عكار وشمال البقاع!
وإلى تتزايد القلق اللبناني حيال التطورات في سوريا، فإن المخاوف تتسع حيال تحدي الإحتلال الإسرائيلي ومضي العدو بخطوات ترسخ سيطرته على طول المنطقة الحدودية. فإلى المواقع التي يحتلها وبعضها يبعد أكثر من كلم عن الحدود، باشر العدو إقامة خنادق في عمق يصل إلى كلم وتمتد عدة كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية. ويمنع هذا الإحتلال العودة وتُروّجُ معلومات مفادها أن العدو يمنع أي محاولة إعادة الإعمار في المنطقة الحدودية ويشمل ذلك كل بلدات الحافة الأمامية، ويتذرع العدو كعادته بأن خطواته دفاعية سببها أن حزب الله لم يلتزم تطبيق إتفاق وقف النار!
لقد بات جلياً أن بين أبرز أهداف العدو، إلى منعه عودة الإستقرار، وضع البلد أمام فرض تنازلات سياسية بكسر تمسكه بالعودة إلى إتفاق الهدنة الموقع بين البلدين، فيما يوالي لبنان خوض معركة ديبلوماسية سياسية لفرض إجلاء العدو. بهذا السياق زخّمت مواقف نعيم قاسم ليل أمس الصلف الصهيوني، عندما كرر الشيخ نعيم التمسك بالمقاومة وتكرار معزوفة منح الدولة فرصة، والكيل بمكيالين في الحديث عن جنوب الليطاني وشمال الليطاني في رسالة بالغة السؤ عن تمسك ميليشيا حزب الله بالسلاح دون الإلتفات إلى التداعيات!