السبت, أبريل 19, 2025
20.4 C
Beirut

اتفاقات استراتيجية متوقعة ما بين الشرع والدروز والعلويين لتعزيز الاستقرار الداخلي .. زيارة مرتقبة للشرع لكردستان العراق!

نشرت في

أخباركم – أخبارنا

في إطار محاولات الحكومة السورية لتعزيز استقرارها السياسي والاجتماعي بعد سنوات من الحرب، تتجه الأنظار إلى اتفاقات قيد التوقيع مع الطوائف المحلية، بما في ذلك الدروز والعلويين، والتي قد تكون خطوة هامة نحو توحيد الصف الوطني السوري. في الوقت نفسه، تأتي الزيارة المرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى إقليم كردستان العراق للقاء مسعود بارزاني ومسؤولي الإقليم، لتؤكد على أهمية توسيع العلاقات الإقليمية واستكشاف فرص التعاون مع الجيران. هذه التحركات تشكل جزءًا من استراتيجية أكبر لإعادة بناء سوريا، من خلال تحالفات داخلية وخارجية تسعى إلى ضمان استقرار طويل الأمد.

1. الاتفاقات الداخلية: اتفاق مع الدروز ثم مع العلويين

اتفاق مع الدروز: ‏الدروز هم أقلية دينية في سوريا ولكنهم يمثلون جزءًا مؤثرًا من التركيبة الاجتماعية، خاصة في مناطق جبل العرب والجنوب السوري. في السنوات الأخيرة، كان هناك توتر بين الحكومة السورية وأفراد من الطائفة الدرزية، خصوصًا بعد الثورة السورية التي أدت إلى انقسام في المواقف تجاه النظام. الدروز كانوا حذرين من الانخراط في الصراع، حيث حافظوا على حيادهم إلى حد كبير، خاصة في البداية، إلا أن بعض المناطق الدروز قد تعرضت لضغوط من الجماعات المسلحة المعارضة. ‏ إذا تم توقيع اتفاق بين الدروز والحكومة السورية في الأيام المقبلة، فهذا قد يمثل تغيرًا في السياسة السورية تجاه هذه الطائفة. من المحتمل أن يتضمن هذا الاتفاق ضمانات للحماية الاجتماعية والسياسية للدروز في سوريا وتأكيد موقفهم كجزء من النسيج الوطني السوري. قد يشمل هذا أيضًا توزيعًا جديدًا للسلطة والنفوذ في المناطق الدرزية، حيث يمكن للحكومة السورية أن تعد بتقديم الدعم العسكري والاقتصادي، خاصة في المناطق الجنوبية التي تضررت من الحرب.

اتفاق مع العلويين: ‏العلويون يشكلون جزءًا رئيسيًا من الدعم الأساسي لنظام بشار الأسد، حيث أن عائلة الأسد تنتمي إلى الطائفة العلوية. فالاتفاق مع العلويين قد يكون خطوة لتأكيد ولائهم للنظام وتعزيز التحالف بين الحكومة والطائفة العلوية. يمكن أن يتضمن هذا الاتفاق ترتيبًا للحفاظ على مصالح الطائفة العلوية في سوريا بعد الحرب، مثل ضمان تمثيلهم في الحكومة وفي الأجهزة الأمنية والعسكرية. بالنظر إلى الضغط المستمر من الطوائف الأخرى والنزاعات الداخلية، يبدو أن الحكومة السورية تحاول تعزيز الدعم الداخلي من خلال تأكيد تمثيلهم وحمايتهم.

2. الزيارة المرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى إقليم كردستان

الزيارة إلى أربيل: ‏الزيارة المرتقبة للرئيس السوري أحمد الشرع إلى أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، ولقائه مع مسعود بارزاني ومسؤولي الإقليم، هي خطوة ذات أهمية كبيرة في العلاقات السورية-الكردية، وكذلك في سياق العلاقات السورية مع دول الجوار. في السنوات الأخيرة، كانت العلاقات بين سوريا وكردستان العراق تتسم بالحذر، على الرغم من وجود بعض التنسيق بين الطرفين، خاصة بعد الصراع مع تنظيم داعش.

التأثيرات السياسية لهذه الزيارة: ‏زيارة أحمد الشرع تأتي في وقت حساس، حيث أن العراق يعيش مرحلة من الاستقرار النسبي بعد سنوات من الصراع الداخلي، ولا تزال كردستان العراق تلعب دورًا مهمًا في المنطقة. اللقاء مع مسعود بارزاني يعد بمثابة إعادة تنشيط العلاقات بين الحكومة السورية وحكومة الإقليم الكردي. ربما يتم مناقشة ملفات حساسة مثل:

  • التعاون الاقتصادي: هناك إمكانيات كبيرة للتعاون بين الحكومة السورية وإقليم كردستان في مجالات النفط والغاز وإعادة الإعمار، حيث أن حكومة كردستان قد تلعب دورًا مهمًا في مساعدات سوريا في مرحلة ما بعد الحرب.
  • الملف الكردي في سوريا: لقاء الشرع مع بارزاني قد يتضمن محادثات حول الوضع الكردي في سوريا، وخاصة مسألة الحكم الذاتي في المناطق الكردية في شمال شرق سوريا. التفاهم بين الطرفين قد يسهم في تهدئة التوترات ويؤدي إلى اتفاقات سياسية أو أمنية بين الأكراد والنظام السوري.

الدور الإقليمي لإقليم كردستان: ‏إقليم كردستان كان دائمًا لاعبًا رئيسيًا في السياسة الإقليمية بسبب موقعه الجغرافي الاستراتيجي وصلاته مع تركيا وإيران والعراق. الدعم السياسي من بارزاني للنظام السوري في هذه المرحلة قد يكون ضروريًا، خاصة في وقت يسعى فيه النظام السوري إلى إعادة بناء شبكة علاقاته الإقليمية والدولية بعد سنوات من العزلة بسبب الحرب.

‏الخطوتان اللتان تم الإشارة إليهما — الاتفاقات مع الدروز والعلويين، وزيارة أحمد الشرع إلى إقليم كردستان — تشير إلى أن الحكومة السورية تسعى إلى تعزيز الاستقرار الداخلي عبر بناء تحالفات جديدة وتقوية علاقاتها مع الأطراف ذات التأثير في سوريا والمنطقة. بينما يُظهر الاتفاق مع الطوائف الداخلية رغبة النظام في توحيد الصف الوطني السوري وتعزيز الدعم الاجتماعي، فإن الزيارة إلى أربيل تعكس محاولة لتوسيع نطاق التعاون الإقليمي وإعادة بناء علاقات سوريا مع جيرانها، خصوصًا مع الأكراد في ظل الوضع الإقليمي المعقد.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

ذاكرة انتقائية: حين ينسى حزب الله من أوقف الحرب .. الأمم المتحدة تؤكد دعمها للحكومة في تنفيذ أجندتها الإصلاحية .. تحليق للطيران المسير جنوبًا...

أخباركم - أخبارنا/ تقرير لبنان الميداني النار لم تنطفئ بالمقاومة، بل بالقرار الدولي….وقف القصف لم...

أورتاغوس لجنبلاط: المخدرات مضرّة وليد

أخباركم ـ أخبارنا علّقت نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، على...

المجلس الاسلامي الشرعي الأعلى: للالتزام بالبيان الوزاري والإسراع في تنفيذ بنوده!

أخباركم ـ أخبارنا رأى المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في بيان بعد اجتماعه الدوري برئاسة...

رسالة من حزب الله للعماد جوزاف عون!

أخباركم - أخبارنا حزب الله المنخرط بالصوت العالي بتنفيذ مصالح ايران اثناء تفاوضها مع...

More like this

رهانات لبنانية على المفاوضات الأميركية – الإيرانية: سلاح حزب الله إلى الواجهة !

أخباركم - أخبارنا / مصطفى أحمد همسة تستأنف المفاوضات الأميركية – الإيرانية جولة جديدة في العاصمة...

خاص: الجيش بين التفخيخ والتوريط: من لا يريد السلام .. ومن يسعى لضرب ما تبقّى من الدولة؟

خاص: أخباركم – أخبارنا في ظل تصاعد الأحداث الأمنية في الجنوب اللبناني، تتزايد المؤشرات على...

باسل فليحان: سيرة شهيد الإصلاح والوفاء

أخباركم - أخبارنا يوم قرر باسل فليحان أن يعود إلى لبنان، لم يكن في...