أخباركم – أخبارنا/ تقرير لبنان السياسي
يعيش حزب الله تناقض ملموس وزدواجية المعايير، فعلى وقع الخطر الذي يحيط لبنان من الجانب السوري ، برزت مواقف أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم بازدواجية معاييرها، ما دام حزبه مشاركاً في الحكومة وبيانها الوزاري المناقض تماما لادعاءاته بشأن استمرار المقاومة وسلاحها وتنفيذ القرارات الدولية واتفاق وقف النار، في المقابل، يمضي المشهد اللبناني الداخلي مترقباً سبحة اصلاحات بدءا بالتعيينات لا بدّ ستشهد جزءا منها جلسة مجلس الوزراء المرتقب انعقادها هذا الاسبوع .
مواقف قاسم خلّفت ردات فعل ودعوات للحزب ليكون صادقاً مع نفسه وبيئته، وتحديد خياراته فإما يطبق ما اتفق عليه ووقعه ويصارح ناسه بعيداً من الادعاءات الوهمية وسردية الانتصار “العجائبية” ويعود الى ارض الواقع مقراً بما ارتكب وتسبب به من دمار وخراب بفعل ولاءاته للخارج ويبدأ مسار الاندماج في الدولة واثقاً بالعهد ودعوات ركنيه المتكررة في شأن حصر السلاح بيد الدولة وتحديدا سلاح الحزب والا فليستقل من الحكومة ويتحمل النتائج ، لأن استمراره في سياسة الازدواج والمواقف المتناقضة سيفقده آخر ما تبقى له من صدقية بعدما فقد الكثير الكثير في حربه العبثية.
في السياق، رأت الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية” في بيان ان “قاسم يصر على التأكيد في كلّ إطلالة له أنّ مشروعه الخارجي الخاص الذي دمّر لبنان يتقدّم على مشروع الدولة الذي يشكل المشترك بين اللبنانيين وضمانتهم الوحيدة للاستقرار والأمن والسيادة، ومن المؤسف أنّ هذا الفريق لم يتعلّم ولم يتعِّظ وما زال يصرّ على المنطق نفسه برغم المآسي والكوارث والموت والخراب، فضلًا عن توقيعه اتفاق وقف إطلاق النار الذي يقضي بتفكيك بنيته العسكرية التي وَجَبَ تفكيكها منذ مطلع تسعينيّات القرن الماضي”.
اضافت: طالعنا الشيخ نعيم، أمس، بإطلالة صبّ كل غضبه فيها على وزير خارجية لبنان جو رجّي لا لسبب إلا لأنه قال الحقيقة التي سمعها ويسمعها كل مسؤول من عواصم القرار ومفادها أن لا إعمار سوى في ظلّ دولة تُمسك وحدها بقرار الحرب، وتحتكر السلاح، وتبسط سيادتها على الأراضي اللبنانية كلها، والشيخ نعيم يدرك أنّ مسؤولية إعادة الإعمار مسؤولية دولية باعتبار أنّ الدمار الذي خلفته “حرب الإسناد” التي أعلنها حزبه تتجاوز قدرة الدولة اللبنانية، فيما المجتمع الدولي لا يريد أن يعمِّر من أجل أن يدمِّر الحزب مجدّدًا، وفضلا عن أن مصلحة اللبنانيين العليا تستدعي قيام دولة فعلية بعد تجارب الخروج عن الدولة التي كلّفت اللبنانيين الكثير، والدولة ليست لفريق من اللبنانيين، إنما للشعب اللبناني كله.
وتابعت القوات: فمن يعطي الذريعة لإسرائيل ليس وزير الخارجية ولا الدولة اللبنانية، إنما مَن يتمسّك بسلاحه، ويتولى توزيع الأدوار بينه وبين إسرائيل، فليس وزير الخارجية مَن أعلن حرب الإسناد، وليس وزير الخارجية مَن دعا إلى احتلال الجليل، وليس وزير الخارجية مَن صرّح بانها أوهن مِن بيت العنكبوت، ولا هو الذي ورّط لبنان بحرب أدّت إلى الاحتلال الإسرائيلي. ولا نستغرب، شيخ نعيم، استهجانكم لمواقف وزير الخارجية لأنكم تعوّدتم على وزراء يتحدثون بلغة غير مفهومة بأفضل حال، وخشبية بأسوأ الأحوال، فجاء مَن يسمي الأشياء بأسمائها حرصًا على اللبنانيين ولبنان، ولاسيّما أنّ شعبنا لم يعد يتحمّل المزيد مِن الحروب التي تشنّ لاعتبارات إقليمية، ومِن دون علم الدولة، وعلى حسابها.
وختمت: لقد حان وقت العودة إلى الدستور والدولة والقرارات الدولية، فالمشاريع الخاصة دمرّت لبنان، ولا خلاص لهذا البلد وشعبه سوى بمشروع الدولة.
الى ذلك ، اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون “ان من اولى واجباتنا ان نقوم بالإصلاح المطلوب بما يساهم في تغيير بعض الذهنيات”. وقال اننا “سنعيد بناء لبنان الجديد وهو امر ليس بمستحيل، وعلينا من اجل ذلك الخروج من الزواريب الطائفية والمذهبية والحزبية لمصلحة الوطن”، مشددا على “ان الامر يتطلب محاربة الفساد ووجود قضاء نزيه غير مسيس، وقضاة يحكمون بالعدل وفقا لما تفرضه عليهم ضمائرهم وبناء للاثباتات التي بحوزتهم”. كلام الرئيس عون جاء خلال استقباله ، وفد الرهبنة الانطونية المارونية ووفدا من جامعة سيدة اللويزة جاءا مهنئين.
اما على خط السياسة الخارجية، حيث يشعر لبنان بقوة خاصة “نزوحا” و”أمنا” بتداعيات التطورات السورية، شارك وزير الخارجية يوسف رجي في الاجتماع الذي عقد في الأردن لدول الجوار السوري. جرى البحث باليات عملانية للتعاون في محاربة الارهاب وتهريب المخدرات والسلاح ومواجهة التحديات المشتركة الأخرى. كما عرض المجتمعون لكيفية مساعدة الشعب السوري في اعادة بناء وطنه على الأسس التي تضمن وحدته وسيادته وأمنه واستقراره. كذلك، اكد رجي ان الاستقرار في سوريا مهم جدا للاستقرار في لبنان وان ثمة ملفات مشتركة مع سوريا تحتاج إلى المعالجة ومنها ترسيم الحدود وتهريب السلاح والمخدرات وملف الارهاب، واصفاً ما صدر عن وزير الخارجية السوري خلال الاجتماع في هذا الخصوص بالكلام المشجع وتمنى تنفيذه.
ليس بعيدا، كتب رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل عبر حسابه على منصة “أكس”: ما الهدف من إشعال الفتنة في سوريا وماذا يبقى من الدين إذا كان عنواناً للقتل؟ سوريا قلب المشرق العربي الحضاري، والحفاظ على نسيجها الإجتماعي مسؤولية الدولة فيها. ما يجري جريمة فظيعة لا يسمح به أي دين ومسؤولية كل الدول أن توقف حمام الدم. خسارة سوريا المتنوعة خسارة للبنان المتعدد”.
من جهة أخرى، أشار باسيل في كلمة القاها خلال إفطار إقامته هيئة طرابلس في التيار الوطني الحر الى اننا “نلتقي بالشهر الفضيل مع اهل مدينة عشنا مراحل جميلة من طفولتنا الى اليوم “، مشيرا الى ان ” هذا التلاقي هو من طبيعة التيار الوطني الحر الذي تلتقي فيه كل المناطق اللبنانية وجميع الطوائف”.
وشدد على ان “ما يحصل في سوريا خطر كبير ليس فقط على سوريا بل على لبنان، ومكروه تقسيم المنطقة لن يسلم لبنان منه لذا نحن مع وحدة سوريا وحدة العراق والاردن ولبنان وكل الدول التي حولنا لاننا نعرف معنى التقسيم وعدوانه”، مضيفا: مع كل الظروف الصعبة التي مرت على لبنان نحن نحافظ على وحدتنا نتيجة وعينا
قضائيا، افيد انّ جلسات استجواب جديدة سيعينها القاضي طارق البيطار قريبًا للاستماع الى القضاة وكبار الامنيين والمدراء العامين، المدعى عليهم في ملفّ انفجار المرفأ، وذلك بعدما عقد ٥ جلسات استجواب بين شباط وآذار منذ استئنافه التحقيقات من جديد. الجلسات المقبلة ستكون هذه المرة بالتعاون مع النيابة العامة والضابطة العدلية، بعدما تراجع النائب العام التمييزي جمال الحجار عن القرار الاداري الذي كان سبق واتخذه المدعي العام السابق غسان عويدات بمنعهما من التعاون مع المحقق العدلي. إذًا البيطار مستمرّ بالتحقيقات، وصار بامكان النيابة العامة التمييزية استقبال كلّ المراسلات الصادرة عنه، كما بامكان الضابطة العدلية تنفيذ قراراته.