أخباركم – أخبارنا
كتب حلمي موسى من غزة يسعد صباحكم ورمضان كريم وأمل لا يتزعزع بقرب الفرج وزوال الاحتلال.
أمس انتهت مهلة الخمسين يوما على اتفاق وقف النار ولم تنسحب اسرائيل من محور فيلادلفي. وارسلت اسرائيل وفدا الى الدوحة للتظاهر بانها تجري مفاوضات خصوصا ان المبعوث الاميركي ويتكوف يصل ايضا الى هناك اليوم ليقود المفاوضات بعد ان لم ترحب اسرائيل بمساعي بولر. واليوم تنتهي مهلة انذار الحوثيين لإسرائيل بشان ضرب السفن المتجهة لاسرائيل ان استمر منع وصول الغذاء الى غزة. وحتى الان ليس معلوما اثر قرار الجامعة العربية بشأن الخطة لاعادة اعمار غزة وبدا تصعيد اميركي ضد استمرار حكم حماس ووجودها في غزة.
بكلمات اخرى المشهد يزداد تعقيدا لكن النيران والقتل لا تزال على اضيق نطاق نسبيا في القطاع حيث تكتفي اسرائيل بالحصار واغلاق المعابر مؤقتا.
في كل حال كتبت معاريف ان حماس اعتقدت بالفعل أنها امتلكت ترامب بين يديها، ثم جاءت نقطة التحول.
وفي نظرها انتقد ستيف ويتكوف المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، امس (الاثنين)، منظمة حماس في مقابلة أجراها مع شبكة فوكس، مؤكداً على خطورة الوضع الإنساني للاسرى الإسرائيليين. وقبل فترة قصيرة، قال ماركو روبيو وزير الخارجية الأميركي إن مكالمة التفاوض المباشرة مع منظمة حماس كانت “حدثاً لمرة واحدة”.
التفت ويتكوف إلى أحد المحاضرين وقال له بحزم: “أعجبني استخدامك لمصطلح “مُثَبَّت” (مُثَبَّت)”. وأود أن أقول إن هذا المصطلح يقلل إلى حد كبير من نمط سلوكهم (حماس). ولكن مع كل هذا، أود أن أقول لك، نعم، نحن في حاجة إلى تحديد موعد نهائي. وهذا ما يجب أن يحدث. ويتعين على الناس أن يفهموا أننا نقبل نمطاً معيناً من السلوك”.
ثم تحدث ويتكوف عن الحالة الصحية الصعبة التي يعيشها الاسرى: “أولاً وقبل كل شيء، إن الطريقة التي يتم بها احتجاز الرهائن غير مقبولة. لقد أجرينا مقابلات مع جميع الرهائن الذين تم إطلاق سراحهم. والظروف مزرية. يخرج العديد من الرهائن من المستشفى وهم مرضى، ولم يتناولوا الطعام، ولم يتلقوا العلاج الطبي. إنه أمر فظيع بالنسبة لهم وهو أمر غير مقبول على الإطلاق”.
اما ايتمار آيخنر في يديعوت فكتب في الأسبوع الماضي، أصدر الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنذارا نهائيا لحماس ـ بموجبه يتعين عليها إطلاق سراح جميع الاسرى “الآن ـ وإلا فسوف يكون هناك جحيم”. وبعد خمسة أيام من هذا التهديد، ردد الرئيس تهديدا مماثلا ليلة أمس (الاثنين) عندما أعاد نشر مقال على موقع إخباري أميركي، يتضمن تعليقات للمعلق بلين هولت ـ الضابط السابق في القوات الجوية الأميركية. وقال هولت “إنه (ترامب) جاد للغاية – وإذا لم يحدث ذلك، فإنهم (حماس) قد يلتقون بـ “أشخاص معينين في قواتنا الخاصة للغاية””.
وبحسب المعلق نفسه على قناة الأخبار اليمينية في الولايات المتحدة، فإن ترامب “لا يمزح. الولايات المتحدة تعمل على إصلاح علاقتها وتحالفها مع الجيش الإسرائيلي – وهم مستعدون للمغادرة. لقد كان لديهم الوقت للتعافي وتطوير الاستخبارات”. كما أشار هولت، الذي ردد الرئيس تصريحاته على شبكته الاجتماعية Truth Social، إلى الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة – والتي من المفترض أن تكون بديلاً لخطة ترامب – ومنحها علامة الرسوب، على حد تعبيره. وقال “في مثل هذا الوقت من العام الماضي كانوا ينشرون دباباتهم باتجاه إسرائيل”. “وسيواصلون تقديم الاقتراحات لأن قيادة الرئيس ترامب بدأت تثير انزعاجهم”.
في هذه الأثناء وصل إلى الدوحة الوفد التفاوضي الإسرائيلي برئاسة م. من جهاز الشاباك. ويضم الوفد أيضا منسق شؤون الأسرى والمفقودين جال هيرش، والمستشار السياسي لرئيس الوزراء نتنياهو أوفير فالك، وممثلين عن الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي. ومع انتهاء شهر رمضان وتناول وجبة الإفطار، بدأت المفاوضات مع الوسطاء، ومن المتوقع أن تستمر حوالي يومين.
ومن بين جدول الأعمال في الدوحة مخطط ويتكوف، الذي تم توجيه الفريق الإسرائيلي للتركيز عليه بعد المحادثات التي أجراها مبعوث ترامب آدم بولر مع قيادة حماس في الدوحة. والفهم في إسرائيل هو أن المحادثات التي أجراها بولر مع خليل الحية لم تساهم في المفاوضات، وأن المسؤولين في البيت الأبيض لم يكونوا راضين عن هذا أيضًا. وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الذي وصل إلى السعودية مساء اليوم أن المحادثات المباشرة مع حماس كانت حدثا “لمرة واحدة”، مضيفا أنها “في الوقت الراهن لم تؤت ثمارها”.
وأعربت إسرائيل عن استيائها للأميركيين من هذه القناة، وفي نهاية المطاف انضم بولر إلى موقف ترامب والموقف الإسرائيلي، الذي يقضي بأن حماس لن تتمكن من البقاء في السلطة في غزة، وإذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن فلن يبقى عضو واحد من حماس في مأمن، كما هدد ترامب في نفس الإنذار الأسبوع الماضي – والذي جاء بعد اجتماعه مع الناجين من الأسر.
وقالت مصادر مطلعة على الأمر إن الولايات المتحدة يجب أن تضع الآن كل ثقلها على مخطط ويتكوف. وقال مصدر سياسي من جانبه إنه على الرغم مما حدث مع بولر فإن إسرائيل تنسق بشكل كامل مع الولايات المتحدة. وأضافوا أن “الشخص الذي يقود الجهود الرئيسية هو ويتكوف، ونحن ننسق معه بشكل كامل”.
الجرحى والمرضى أولا
في الواقع، يقترح ويتكوف مخططا للوساطة، لأن الجانبين لا يتفقان على المرحلة الثانية. وبحسب الخطة، سيتم تمديد وقف إطلاق النار لمدة 40 يوما (بما في ذلك شهر رمضان وعيد الفصح). في اليوم الأول من الخطة، سيتم إطلاق سراح نصف الرهائن، الأحياء والأموات، والبقية في اليوم الأخير. وفي الوقت نفسه، ستستأنف إسرائيل أيضاً المساعدات الإنسانية التي ختوقفت.
وقالت مصادر سياسية إسرائيلية إنه “إذا اعترفنا بأن مخطط فيتكوف غير قابل للتنفيذ ولم نتوصل إلى أي نوع من الاتفاق، فإن إسرائيل سترغب في محاولة تمديد المرحلة (أ) أو وضع مخطط وساطة لمخطط فيتكوف للوساطة”. ويعني ذلك، كما يقولون، القيام بعدة ضربات كنوع من تمديد المرحلة الأولى مع إطلاق سراح الرهائن. وسيتطلب هذا الأمر مناقشة المفاتيح، وعدد الرهائن الذين سيتم إطلاق سراحهم، والجداول الزمنية، وغيرها من القضايا.
إن مهمة الفريق الإسرائيلي في الواقع هي تركيز الجهود على التوصل إلى اتفاق على مخطط فيتكوف، أو على الأقل محاولة المبادرة إلى خطوة تؤدي إلى تمديد المرحلة الأولى ــ والسماح بالإفراج عن المزيد من الاسرى في مقابل استمرار وقف إطلاق النار المؤقت. ويتمثل الموقف الإسرائيلي في أن الاسرى الذين يعتبرون جرحى أو مرضى يجب أن يتم إطلاق سراحهم أولا، بعد أن كان هناك حديث في الماضي عن أن إسرائيل ستطلب أيضا إطلاق سراح الاسرى الذين هم آباء وأمهات لأطفال.
إن خطة ويتكوف تتحدث عن إطلاق سراح عشرة رهائن أحياء في اليوم الأول، بما في ذلك عيدان ألكسندر، الذي يشكل أولوية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة. وإسرائيل مستعدة لمناقشة تغيير مفاتيح إطلاق سراح الرهائن في مقابل إطلاق سراح الإرهابيين، ومن الواضح لإسرائيل أن حماس تطالب بالإفراج عن المزيد من السجناء، المزيد من السجناء المؤبدين والسجناء المحكوم عليهم بفترات طويلة.
ومن المتوقع أن يصل المبعوث ويتكوف إلى الدوحة اليوم لمحاولة دفع الأطراف نحو التوصل إلى اتفاق. ومن غير المتوقع أن يأتي إلى إسرائيل، لكن ليس من المستبعد أن يقرر القيام بذلك بشكل غير متوقع، إذا كان ذلك ضروريا لإقناع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالموافقة على أي تفاصيل تتعلق بالصفقة.
لم تتجدد النار
كما نذكر أن حماس أعربت اليوم عن رفضها تمديد المرحلة الأولى ـ وبالتالي رغبتها في المضي قدماً في المرحلة الثانية التي من المفترض أن تتضمن إنهاء الحرب وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي. واتهمت المنظمة إسرائيل بمواصلة “إلغاء الاتفاق ورفض البدء في المرحلة الثانية، وهو ما يكشف عن نواياها في التهرب والمماطلة”. “نتنياهو يعرقل تنفيذ الاتفاق لأسباب شخصية وحزبية فقط، وآخر ما يهمه هو إطلاق سراح “الأسرى” الصهاينة ومشاعر عائلاتهم”.
وأضافت المنظمة أن “الاتفاق تم برعاية الوسطاء، والعالم يشهد على ذلك، ونرفض محاولات الضغط على حماس، ولن تفيد لغة الابتزاز والتهديد بالحرب، ولا سبيل آخر سوى المفاوضات والالتزام بالاتفاق”.
ورغم ذلك، تؤكد إسرائيل في الوقت الحالي أنه على الرغم من حقيقة أن الجيش الإسرائيلي لم يعد إلى القتال في القطاع بينما لم يتم إطلاق سراح الرهائن، إلا أنه لم تدخل شاحنة واحدة إلى غزة – بما في ذلك الوقود. وبعد قطع خط الكهرباء عن محطة تحلية المياه، تستعد إسرائيل لإجراءات ضغط إضافية – بما في ذلك قطع المياه عن شمال القطاع. وأضاف المصدر السياسي: “اجمع بين هذا والضغط من الأميركيين، سواء من ترامب أو من ويتكوف، وكل التهديدات والضغوط السياسية بالإضافة إلى أدوات الضغط الإسرائيلية – نأمل أن يؤدي هذا إلى نوع من الاختراق”.
وبخصوص التوترات الاسرائيلية الامريكية جراء المفاوضات مع حماس كتب باراك رافيد في موقع والا أنه ورغم عدم انتقاد نتنياهو ومساعديه المحادثات علناً، فإنهم نقلوا رسائل غاضبة في محادثات هادئة مع البيت الأبيض. وأبلغ ديرمر مجلس الوزراء أن إسرائيل تلقت تأكيدات من إدارة ترامب بأن “هذا لن يحدث مرة أخرى”. وزير الخارجية روبيو: “المحادثات مع حماس لم تسفر عن نتائج حتى الآن”
وحسب والا تحاول إدارة ترامب تهدئة التوترات مع إسرائيل بشأن المفاوضات المباشرة التي يجريها المبعوث الأمريكي لشؤون الأسرى آدم بولر مع حماس خلال الأسبوعين الماضيين.
وفي مقابلة مع القناة 13، سُئل بولر عن المحادثة المتوترة التي أجراها مع مساعد نتنياهو رون ديرمر الأسبوع الماضي، والتي تم الإبلاغ عنها لأول مرة على موقع والا.
“أنا لا أهتم بهذا حقًا، لا أريد الإساءة إلى ديرمر…
قال بولر: “إذا كان الأمر يمثل مشكلة كبيرة في كل مرة ينزعج فيها ديرمر قليلاً، فإن رون كان لديه الكثير من الصفقات الكبيرة كل يوم”.
وخلال اجتماع المجلس السياسي الأمني، الأحد، أبلغ ديرمر الوزراء أن محادثات بولر مع حماس لا تمثل موقف إدارة ترامب، بحسب مسؤول أميركي كبير شارك في الاجتماع.
وقال ديرمر للوزراء أيضا إن إسرائيل تلقت تأكيدات من إدارة ترامب بأن “هذا لن يحدث مرة أخرى” وأن ويتكوف سيكون القناة الوحيدة للمفاوضات بشأن صفقة الرهائن.
نعم ولكن:
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت لموقع والا يوم الاثنين إن الرئيس ترامب على علم بالمحادثات التي أجراها بوهلر مع مسؤولي حماس وأكدت أن ترامب “يدعم بولر ويدعم بشكل كامل” المفاوضات التي أجراها.
توجه وفد إسرائيلي إلى الدوحة، اليوم الاثنين، لإجراء جولة مفاوضات بشأن صفقة الأسرى ووقف إطلاق النار الجديد.
ومن المتوقع أن ينضم مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف إلى المحادثات يوم الثلاثاء لدفع الأطراف نحو التوصل إلى اتفاق.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير “أخبرنا ويتكوف أنه إذا أصبحت الأمور خطيرة، فهو مستعد لقضاء ثلاثة إلى أربعة أيام في محاولة التوصل إلى اتفاق”.
وفي مقابلة مع شبكة فوكس نيوز يوم الاثنين قبل السفر إلى المنطقة، قال ويتكوف إنه ينبغي تحديد “موعد نهائي” للمفاوضات مع حماس.
“البداية هي أن حماس بحاجة إلى نزع سلاحها، وليس إعادة تسليحها، وترك كل الأسلحة على الأرض ومغادرة غزة.
أعتقد أنه ليس لديهم خيار سوى المغادرة. وأضاف “إذا خرجوا من غزة فإن كل شيء سيكون على الطاولة”.
وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن ويتكوف لن يلتقي بمسؤولي حماس “مجانا”، وسيتعين على المنظمة تقديم تنازل ملموس من أجل الموافقة على الاجتماع معهم.
