أخباركم – أخبارنا/ مسعود محمد
في ظل الأزمة السورية التي دخلت عامها الثاني عشر، تواصل الأطراف المختلفة البحث عن تسويات وحلول تساهم في إنهاء الصراع المستمر. من بين هذه المبادرات، يبرز الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين أحمد الشرع ومظلوم عبدي كخطوة مهمة نحو محاولة بناء توافق سياسي وعسكري في سوريا. الاتفاق، الذي تضمن ثماني نقاط أساسية، حقق مكاسب هامة لكلا الطرفين، لكنه يواجه أيضًا تحديات كبيرة قد تهدد استمراريته. في هذا المقال، نستعرض أبرز المكاسب التي حققها كل طرف، والتحديات التي قد تطرأ على تنفيذ هذا الاتفاق في المستقبل.
مكاسب أحمد الشرع:
- الاعتراف الرسمي كرئيس للجمهورية: من أهم المكاسب التي حققها أحمد الشرع من الاتفاق هو الاعتراف الرسمي به كرئيس للجمهورية العربية السورية من قبل مظلوم عبدي. هذا الاعتراف يعزز شرعيته في الساحة السياسية السورية ويضعه في موقع القوة في المواجهة السياسية مع باقي الأطراف.
- وقف إطلاق النار: جاء إقرار وقف إطلاق النار في كافة أنحاء سوريا بمثابة مكسب مهم للشرع، خاصة في ظل الضغوط العسكرية التي كانت تتعرض لها قواته من بقايا قوات الأسد، إضافةً إلى التهديدات التي كانت تلاحق قواته من الميليشيات العلوية في مناطق طرطوس واللاذقية.
- دعم الدولة السورية في القضاء على الميليشيات: الاتفاق يتضمن بندًا مهمًا يضمن دعم الدولة السورية في القضاء على بقايا الميليشيات المسلحة التابعة للأسد، وهو ما يعزز وحدة الأراضي السورية ويعطي شرعية أكبر لأحمد الشرع في تعزيز الاستقرار السياسي والعسكري في سوريا.
مكاسب مظلوم عبدي:
- المساواة في الحقوق السياسية: حصل مظلوم عبدي على اعتراف رسمي بالأكراد كمكون أساسي في المجتمع السوري. كما تم إقرار مبدأ المساواة في الحقوق السياسية لكافة السوريين، حيث يحق لكل السوريين التمثيل في مؤسسات الدولة بغض النظر عن العرق أو الدين، مما يعزز موقف الأكراد ويعطيهم حقوقًا دستورية كاملة.
- السيطرة العسكرية والمدنية: تم منح قوات سوريا الديمقراطية (قسد) السيطرة على جميع المؤسسات العسكرية والمدنية في المناطق التي تسيطر عليها، بما في ذلك المعابر الحدودية والمطارات وحقول النفط والغاز. هذا يعتبر انتصارًا كبيرًا للأكراد، حيث يعزز من موقفهم العسكري والاقتصادي في المنطقة.
- عودة النازحين وحمايتهم: من أبرز المكاسب التي حققها مظلوم عبدي هو ضمان عودة النازحين الأكراد إلى مدنهم وقراهم، وهو مطلب حيوي خاصة بالنسبة للنازحين من مناطق مثل عفرين التي تأثرت بالنزاع العسكري.
التحديات والثغرات في الاتفاق:
- غياب تحديد النظام السياسي المستقبلي: رغم أن الاتفاق يتناول العديد من القضايا المهمة، إلا أنه لا يتطرق بشكل واضح إلى شكل النظام السياسي السوري المستقبلي. هذا قد يثير خلافات في المستقبل، خاصةً في ظل تباين المواقف بين الأطراف المختلفة، كما يتطلب مشاركة الأكراد في صياغة الدستور السوري الجديد.
- مدة تنفيذ الاتفاق: أحد أكبر التحديات هو عدم وضوح مدة تنفيذ الاتفاق بشكل كامل. حيث ينص الاتفاق على ضرورة تنفيذه قبل نهاية العام، ولكن بالنظر إلى التحديات السياسية المعقدة في سوريا، فإن تنفيذ الاتفاق قد يواجه العديد من العقبات.
- الارتباط بالمفاوضات مع تركيا: أحد جوانب الاتفاق المهمة هو ارتباطه بالمفاوضات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني (PKK). في حال فشلت عملية السلام في تركيا، فإن ذلك قد يؤدي إلى انهيار الاتفاق بين أحمد الشرع ومظلوم عبدي.
خاتمة:
إن الاتفاق بين أحمد الشرع ومظلوم عبدي يمثل خطوة مهمة نحو تحقيق تسوية سياسية في سوريا، حيث تمكن الطرفان من تحقيق مكاسب كبيرة تتعلق بالشرعية السياسية والحقوق المدنية والعسكرية. ومع ذلك، فإن التحديات المستقبلية التي تتعلق بنظام الحكم، وتنفيذ الاتفاق، والعوامل الإقليمية قد تهدد استمرارية هذا الاتفاق. الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مدى قدرة الطرفين على تجاوز هذه التحديات وتنفيذ بنود الاتفاق بشكل كامل، خاصة في ظل الوضع الإقليمي المتقلب.
