السبت, مارس 15, 2025
20.4 C
Beirut

بركات: صراع النفوذ في سوريا بين محاولات الانقلاب وتحديات الوحدة

نشرت في

أخباركم – اخبارنا/ عايدة الأحمدية
في ظل التطورات المتسارعة على الساحة السورية والإقليمية، يجري الحديث عن تحولات جذرية في موازين القوى الداخلية والخارجية، وتأثيراتها على مستقبل سوريا كدولة موحدة. في هذا الحوار الخاص لموقعنا “أخباركم – اخبارنا” ، يُحدثنا ، رئيس الحركة اليسارية اللبنانية ،منير بركات،، عن تفاصيل المحاولات الانقلابية ضد النظام السوري، ومشاريع التقسيم التي تُحاك في الخفاء، ودور الفصائل المتطرفة والقوى الدولية في تعقيد المشهد. كما يتطرق إلى الاتفاقات الأخيرة بين النظام وفصائل مثل “قسد” والدروز، وآفاق تحقيق الاستقرار في ظل صراع المصالح الإقليمية والعالمية.

يؤكد بركات،أنه كانت هناك محاولة انقلابية مدعومة إيرانيا ، تأثرًا بالضربة التي تعرض لها حزب الله وسقوط النظام السوري كحلقة مركزية التي قطعت أوصال مشروع “الممانعة”.واضعفته ويضيف، حاول الإيرانيون استغلال ضباط وشخصيات مقربة من ماهر وبشار الأسد وهي متورطة معهما بحرب الإبادة الذي تعرض لها الشعب السوري ، لكن المحاولة فشلت. ويرى أن الموالين لإيران تحركوا عبر الحدود اللبنانية والعراقية بالتنسيق مع فلول النظام في منطقة الساحل السوري بأكثريته العلوية، عبر نصب الكمائن للقوى الامنية مما أدى إلى ردود فعل إنتقامية مؤسفة ببعدها المذهبي وسقوط عدد كبير من المدنيين خاصة مع وجود فصائل متطرفة لم تنضوي تحت سلطة احمد الشرع والتي تعزز دورها بعد قتل المئات من رجال الامن العام اثناء القيام بمهامها، مما انتج تعبئة بإرتكاب مجازر أقلقت النظام السوري الجديد وهزت صورته امام العالم وهو الذي يسعى لتبني نموذج منفتح يتميز بالاعتدال وبالتوافق بين الإسلام والعلمانية يشبه النموذج التركي.

وعن تعامل النظام مع تداعيات تصاعد التطرف ومخاطر التقسيم، بوضح بركات أن النظام تبرأ من استهداف المدنيين وأقام لجنة تحقيق وأعتقل عدد من المرتكبين وأحالهم إلى القضاء، كما سارع إلى عقد اتفاق استراتيجي مع “قسد” (قوات سوريا الديمقراطية)، التي تضم نحو 100 ألف مقاتل وتسيطر على حوالي 30٪؜ من الأراضي السورية ، فبعد الضربة التي استهدفت فلول النظام السوري ومن يساندهم، والتي ترافقت مع أحداث مؤسفة، جاء الرد الأساسي للشرع بتوحيد الوضع الداخلي من خلال الاتفاق بين “قسد” والدولة السورية، إلى جانب الاتفاق المرتقب مع الدروز، الذي يقوم على مبدأ توظيف الطاقات المحلية الذاتية في ادارة شؤون المناطق والمؤسسات الرسمية والأمنية بالتنسيق مع الدولة والوزارات المعنية .مما يشكل خطوة قوية لمواجهة مشاريع تفتيت سوريا، ويساهم في تحصين الدولة الجديدة.

في هذا السياق، يجري لقاء بين وجهاء الدروز في السويداء والنظام السوري، بهدف التوصل إلى صيغة من الإدارة الذاتية، مشابهة لنموذج “قسد” والتسوية معها بحيث يتمتع أهالي السويداء بإدارة ذاتية لمناطقهم، ولكن ضمن إطار الدولة السورية.

ويلفت بركات الى أن القوى الأساسية في السويداء، مثل ليث البلعوس وسليمان عبد الباقي، تتجه نحو الانضمام إلى الدولة السورية عبر تسوية مع الرئيس السوري، على غرار اتفاق “قسد”، ويوضح أن مضمون الاتفاق يمنح أبناء السويداء مكاسب تتعلق بالإشراف على المؤسسات الرسمية داخل المحافظة، إضافة إلى إشراكهم في القوى الأمنية، مما يعزز دور أبناء جبل العرب داخل الدولة.

من جهة أخرى، يحذر بركات من مخاطر المعارضين لهذا الاتفاق المرتقب بين السويداء والدولة السورية، ويشير إلى أن المرجعيات الروحية والفصائل المسلحة في السويداء منقسمة بين مؤيد للدولة بتسوية واقعية وبين داعم لفكرة تعقيد الشروط مما يدفع للآنفصال بتشجيع إسرائيلي. ويقول أن هناك اتجاهين متباينين داخل السويداء: الأول لديه نزعة الانفصال ،. أما الاتجاه الثاني، فهو مع بقاء السويداء ضمن الدولة السورية الجديدة.
ويرى رئيس الحركة اليسارية اللبنانية أن الوضع معقد جدًا، وانعكاساته لم تقتصر على سوريا فقط، بل أثرت أيضًا على المشهد السياسي في لبنان، الذي يشهد تفاعلات مرتبطة بالتطورات الجارية في السويداء وسوريا بشكل عام.

وعن دور الزعيم وليد جنبلاط في الاتفاق المرتقب، يقول بركات: “بالتأكيد لعب جنبلاط دورًا مهمًا في خلق المناخ الإيجابي بالتعاطي مع نظام الشرع وخطوته بتصدر التأييد للنظام الجديد في زيارته إلى جانب سماحة شيخ العقل د سامي ابي المنى إلى سوريا ، وكان مشجعا للقاء بين الدروز والنظام. وذلك في مواجهة مشروع التقسيم الإسرائيلي، لأنه بعد الاحداث الدموية الأخيرة في الساحل السوري برزت مطالبة العلويين إسرائيل بالحماية، وهذا مؤشر خطير على التفكك” ومحاولات تفتيت سوريا بدويلات متناحرة تشكل حزاما ضامنا للتفوق الإسرائيلي الإستراتيجي .

وحول نسبة نجاح الاتفاقات في درء الخطر عن سوريا، يلفت بركات إلى أن الموضوع معقد، بسبب أزمة عدم الثقة، خاصة مع وجود بعض الفصائل الإسلامية المتشددة المتفلتة من الدولة الفتية . وتجربة الاحداث الأخيرة أظهرت محاولات توريط الشرع من الداخل والخارج مما يعزز مشروع التقسيم الاسرائيلي الذي يضخ اموالاً يتم توظيفها لخدمته ، وأن بعض الفصائل المسلحة ما زالت تلعب دورها السلبي،. لكن النظام السوري يحاول أن يوحد البلاد، وقد يكون ذلك على قاعدة تقديم مكاسب للأطراف تقوم على الشراكة ، فالنظام متجه للوحدة، ولكن إسرائيل وأميركا لديهما مشاريع خاصة في سوريا. الأميركيون يملكون نفوذًا قويًا، ويحاولون إقامة نظام جديد في الشرق الأوسط يضمن مصالحهم الاقتصادية والسياسية.

وعن سبب دعم الأمريكيين للوحدة السورية التي تتعارض مع المشروع الإسرائيلي، يوضح بركات: “أن الأميركيين أحد عرابي الاتفاق بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والدولة السورية، بينما وافقت تركيا عليه وتدعمه مما يريحها، من إقامة دولة كردية على حدودها ، أما اسرائيل فقد تتخلى عن فكرة التقسيم مقابل تطبيع الأنظمة العربية معها”.

ويؤكد بركات أن واشنطن تهتم بالنتيجة؛ فقد حصلت على “الشرق الأوسط الجديد” و تريد الوصول إلى التطبيع مع إسرائيل والسيطرة على الشرق الأوسط والاستحواذ على ثرواته. ما يهمها هو الاستفادة من موارد الشرق الأوسط الجديد، بعد استكمال ملف غزة والموضوع الفلسطيني وتدجين حزب الله وربما استهداف إيران أو دفعها للاستسلام. أما سوريا، فقد حصلت على نصيبها، ولم يعد هناك ما يهدد إسرائيل ، حتى لو لم يحدث التقسيم.

وعن تأثير ذلك على لبنان، يؤكد بركات أن هناك بعض الأطراف المتماشية مع المشروع الإسرائيلي، مع وجود دعم مالي ضخم يُقدَّم لبعض الجماعات . وهناك تخوف من مفاعيل سلبية يمارسها المعارضين للاتفاق مع النظام الجديد في سوريا خاصة أن كل طرف لديه اجندة خاصة .
الوضع حساس وكل شيئ مرتبط بالتقاطع ما بين التسويات الداخلية والمواقف الاقليمية والدولية الراجحة . ولكن اي مشروع انفصالي سيواجه معارضة من غالبية الدروز المتمسكين بعروبتهم، فتاريخهم يشهد على نزعتهم العربية والتحررية.
ويؤكد بركات ان معيار القضاء على اي مكون يقوم بالقضاء على جذوره وتاريخه واستخدام عوامل الترهيب والترغيب بإخضاعه.

في ختام الحوار، يؤكد منير بركات أن مستقبل سوريا مرتبط بقدرة النظام على تحقيق توازن بين المكونات عبر الشراكة المتوازنة ضمن الدولة الواحدة ، ومواجهة المشاريع التقسيمية بدعم إقليمي ودولي . لكن التحدي الأكبر يبقى في كيفية تعامل الدولة مع التدخلات الخارجية التي تسعى لإعادة رسم خريطة المنطقة خدمةً لمصالحها.

شارك الخبر:

اضغط على مواقع التواصل ادناه لتتلقى كل اخبارنا

آخر الأخبار

الحريري: دماء كمال ورفيق جمعتنا – زيارة وفد من المستقبل برئاسة بهية الحريري لضريح كمال جنبلاط!

أخباركم - أخبارنا في الذكرى السنوية الـ48 لاغتيال الزعيم الوطني كمال جنبلاط، عبّر الرئيس...

زيلينسكي يشكك في نوايا موسكو رغم تفاؤل ترامب بشأن الهدنة

اخباركم - أخبانارغم التفاؤل الذي أبداه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تجاوب نظيره الروسي...

واشنطن تدرس توسيع حظر السفر ليشمل 43 دولة .. هل لبنان بينها؟

اخباركم - أخبارناذكرت صحيفة نيويورك تايمز اليوم السبت، 15 مارس/آذار 2025، أن الإدارة الأميركية...

باسيل : نحن القرار الوطني الحر والمعارضة الحقيقية… وهناك “أفغنة” لسوريا

أخباركم - أخبارنا أكد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ان التيار هو ١٤ آذار...

More like this

القلق على حياة الزعيم وليد جنبلاط وتهديدات فكرة “الدويلة الدرزية” في لبنان وسوريا!

أخباركم - أخبارنا/ مسعود محمد في ذكرى استشهاد كمال جنبلاط: آل جنبلاط يستمرون...

لن يشكل الدروز دويلة سعد حداد جديدة .. لو كان هذا الشيخ أو ذاك يقرر سياسة إسرائيل لكان استطاع الغاء قانون القومية!

أخباركم - أخبارنا كتب إبن مجدل شمس الدكتور ثائر أبو صالح في الجولان السوري...

حبوبة عون لموقعنا: رسالتنا في ذكرى كمال جنبلاط معًا من أجل لبنانٍ أفضل

أخباركم - اخبارنا/ عايدة الأحمدية في ذكرى استشهاد الرمز الوطني، المعلم كمال جنبلاط، لا...