كتبت ناديا شريم:
أمام مشهد الانفجار الأمني الذي حصل منذ أيام في مخيم عين الحلوة وما زال مستمرا تكثر الأسئلة عما إذا كان هذا الأمر مشبوها او مرتبطا بأحداث أخرى في لبنان أو في فلسطين المحتلة خصوصا وأن ما جرى أعاد إلى ذاكرة اللبنانيين أحداث مخيم نهر البارد وما رافقه من كوارث ودماء.
وهنا يعتبر مستشار رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان بشارة خيرالله : “أن انفجار مخيم عين الحلوة في هذا التوقيت حدثا خطيرا ،فصحيح انه كان متوقعا لكن توقيته الآن مشبوها ، والخوف كل الخوف أن يتحول مخيم عين الحلوة إلى مخيم نهر بارد آخر، لذلك ندعو ان يكون هذا الحدث مناسبة للدولة بما تمثل من قوة عسكرية شرعية وسلطة سياسية لنزع أي سلاح غير شرعي خصوصا السلاح الموجود داخل المخيمات كي لا تشكل الفصائل مسلحة قنابل موقوتة خصوصا وأن كل فصيل ينتمي إلى محور (إيران،حماس ،السلطة الفلسطينية…) مما يعني أن ما يحصل هو صراع محاور، هذا بالإضافة إلى وجود الفصائل المتطرفة الخطيرة التي تتخذ من المخيم ملجأ لها وتقوم بأعمال تثير البلبلة والقلق والبلبلة ، لذلك فإن ما يحصل في المخيم لا يختصر عليه بل يخص كل لبنان وهو يضرب الموسم السياحي لان السائح الذي يسمع بوجود أحداث أمنية في لبنان لن يأتي اليه، كما أن لهذه الاحدات انعكاسات على القطاعين الاقتصادي والمالي وعلى الميزان التجاري وتحديدا على مدينة صيدا، أنها مشكلة تاريخية متجذرة وعميقة يجب أن تحل بأسرع وقت ممكن ودون أي حجج بالغطاء السياسي، فعندما دخل الجيش إلى مخيم نهر البارد لم يكن هناك أي غطاء وكان هناك جهات سياسية أساسية اعتبرت أن نهر البارد هو خط أحمر لكن الجيش قطع هذا الخط ودخل إلى المخيم وقام بواجباته، لذلك نحن نقول لقد حان وقت الحسم ولننتهي من هذه الفصائل التي تزعزع الأمن وهنا نؤكد اننا لسنا ضد الفلسطينيين فالشعب الفلسطيني سيرتاح عند نزع السلاح غير الشرعي من المخيمات كما اللبنانيين الموجودين في الخارج”.
وعن موضوع الموفد الفرنسي يرى خيرالله” أن فرنسا قد تكون أخطأت كثيرا في تبنيها مرشح الممانعة لان الشعب اللبناني يعرف أن أي صفقة تحصل على حسابه سيكون ثمنها غاليا عليه، فكيف اذا اتت هذه الطعنة أو هذه الصفقة من فرنسا التي يحبها هذا الشعب ، اليوم باتت فرنسا -بسبب سياستها -مكروهة من معظم اللبنانيين رغم أن لديها تاريخ في لبنان وموقعا خاصا عند المسيحيين وتحديدا عند الموارنة ، هي التي بنت المدرسة والمستشفى والمعمل والجامعة وكل ما هو هو جميل في لبنان، فليس من المسموح أن تتراجع السياسة الفرنسية إلى هذا الدرك في عهد الرئيس ايمانويل ماكرون، وهنا نتمنى أن يكون لو دريان قد فهم أن بلاده أخطأت وأن يحاول تصحيح المسار السياسي الفرنسي، طبعا نحن نتكل على الاجتماع الخماسي الذي اعاد الامور إلى نصابها لكن يبقى دور فرنسا اساسيا ومحوريا بنظر اللبنانيين وعلى الفرنسي أن يصحح المسار، أما المتوقع من الحراك الخماسي في المستقبل فأنا اعتبر انه علينا كلبنانيين أن نأخذ زمام المبادرة حتى تتطلع الدول علينا بشكل جدي، فليس هناك من دولة تأخذنا بطريقة جدية لأننا تنصرف بشكل خاطئ وهذا أقصد جميع الافرقاء.
وماذا عن توحيد صفوف المعارضة ودورها في المستقبل فيجيب خيرالله: “لقد حاولت المعارضة في كل الظروف توحيد صفوفها، أما السؤال اذا ما كانت تنجح ام لا فهذا الأمر يبقى عند النواب وليس عند الأحزاب الكبرى فقط فكل من يرفض الذهاب إلى المحور الآخر يعتبر معارضا، وكل من لا يرغب بوصول سليمان فرنجية أو أي مرشح (ا ل ح ز ب) إلى رئاسة الجمهورية عليه أن يكون في صفوف المعارضة ذلك أن المعارضة الأساسية التي تضم القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي والكتائب اللبنانية وحزب الأحرار قالت كلمتهم كما أن بعض التغيريين وقفوا معها لكن هذا لا يكفي علينا أن نوحد الصفوف أكثر وأكثر وعلى النواب المستقلين شد احزمتهم بإتجاه المعارضة لان المرحلة لا تتحمل أي دلع واي غنج واختيار الكلمات لم يعد كافيا ،لان المرحلة تتطلب حسما ولا تتحمل أي موقف رمادي لاننا لا نستطيع عمليا أن نواجه البلوك الذي يريد إيصال مرشح (ح ز ب ا ل ل ه)، الا ببلوك أكبر منه وهذا ما حصل في الماضي وعلى العدد أن يكبر وعلى النواب المستقلين حسم خيارهم بسرعة بإتجاه القبول لفرنجية أو بإتجاه المعارضة لمواجهة المشروع الذي يريد تغيير وجه لبنان بشكل رسمي خصوصا وأن الصورة بدأت تتغير على أرض الواقع وهم يريدون أن تصبح شرعية.”.
وعن توقعاته المستقبلية يقول مستشار الرئيس سليمان “اتوقع أن تصمد المعارضة في مواجهة المشروع و أن تتفق على اسم واحد كما اتفقت سابقا على اسم ميشال معوض وعلى جهاد ازعور ومن الممكن أن تتفق على اسم آخر ، فهذه هي اللعبة الديموقراطية التي نعمل من اجلها”