أخباركم – أخبارنا /تقرير فلسطين السياسي
جولة جديدة من المفاوضات انطلقت بعد أن وصل الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة للتفاوض حول ملف المحتجزين في غزة. في المقابل أكدت حماس التزامها الكامل باتفاق وقف إطلاق النار، وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، موضحةً أنها مستعدة للشروع فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية.
ومن جهتها، اعلنت إسرائيل انها توصلت لتفاهمات مع الأميركيين للتنسيق بشأن المحادثات بين واشنطن وحماس، فيما توقعت صحيفة هآرتس إمكانية التوصّل إلى اتفاق إذا ما نجحت المفاوضات.
وكانت حماس قد اعتبرت في تصريح صحفي، إنّ “الاحتلال يواصل الانقلاب على الاتفاق، ويرفض البدء بالمرحلة الثانية، مما يكشف نواياه في التهرب والمماطلة، وأشارت إلى أن نتنياهو يعرقل تنفيذ الاتفاق لأسباب شخصية وحزبية محضة، وآخر ما يهمه الإفراج عن الأسرى، ومشاعر عائلاتهم. وأضافت، أنّ “الاتفاق تم برعاية الوسطاء وشهد عليه العالم”.
من جهتها، طالبت عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمنح الوفد المفاوض تفويضًا كاملًا للتوصّل إلى اتفاق، وإعادة الأسرى دفعة واحدة، وقالت إن أي تأخير يعرض حياتهم للخطر.
وأضافت عائلات الأسرى الإسرائيليين أنّ هناك أغلبية مطلقة من الشعب الإسرائيلي تطالب بعودة المختطفين دفعة واحدة وقبل كل شيء. وأشارت إلى أنّ شهادات الذين تحرروا وعادوا لا تترك مجالًا للشّكّ في أن الوقت ينفد.
ومن جهته، عبّر المبعوث الأمريكي لشؤون الرهائن، آدم بولر، خلال مقابلة مع “سي ان ان” عن تفاؤله بشأن إمكانية تحقيق هدنة طويلة الأمد في قطاع غزة، ووصف لقاءه مع ممثلي حركة حماس في الدوحة بأنّه “مفيد جدًا”.
وقال إنّه يتفهّم القلق الإسرائيلي من المفاوضات المباشرة مع حماس، غير أنه قال إن الولايات المتحدة ليست “وكيلًا” لإسرائيل، و”لها مصالحها الخاصة”، وشدد على أهمية التواصل مع جميع الأطراف لتحقيق أهدافه.
وأثارت تصريحات بولر رفضًا في “إسرائيل”. ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصدر إسرائيلي مطلع، قوله إنّ بولر “رفع مستوى توقعات حماس، وقدّم لها وعودًا ترفضها واشنطن وتل أبيب، مثل وقف إطلاق النار لفترة طويلة”.
وأضاف المصدر للصحيفة أن “إسرائيل” نقلت رسائل غاضبة للأميركيين، وفي أعقابها تراجع بولر عن تصريحاته.
ونشر المبعوث الاميركي ادم بولر توضيحًا على منصة اكس، قال فيه إنّ “حماس منظمة إرهابية قتلت آلاف الأبرياء، وهم أشخاص أشرار. ولن يكون أي منهم في مأمن إذا لم يتم إطلاق سراح جميع الأسرى على الفور”.
وعلّق وزير المالية الإسرائيلية بتسلئيل سموتريتش على محادثات بولر مع حماس، بالقول إنّ “هذه سذاجة من شخص بدأ مشواره دون معرفة النهاية، لذلك قام بتصحيح الخطأ”.
وأضاف أنّ “إسرائيل” بالتأكيد ستعود قريبًا للقتال في غزة، ورئيس الأركان الجديد (ايال زامير) أكثر صرامة ويريد عملية مكثفة في غزة تهدف لاحتلال القطاع وتدمير حماس.
أمّا رئيس لجنة القضاء في الكنيست الإسرائيلي فقال إن بولر وكل من يتفاوض مع حماس يرتكب خطأ فادحًا ويعرّض حياة المختطفين الإسرائيليين للخطر.
من جهتها، قالت حركة حماس إنها تعاملت بمرونة مع جهود الوسطاء ومبعوث ترامب، وأنّها تنتظر النتائج وإلزام الاحتلال بالاتفاق وبدء المرحلة الثانية. وبيّنت أن المفاوضات التي جرت مع الوسطاء المصريين والقطريين ومبعوث ترامب ترتكز على إنهاء الحرب والانسحاب وإعادة الإعمار.
وقال القيادي في الحركة عزت الرشق في بيان، الإثنين، إن نتنياهو يسعى لتعطيل الاتفاق الذي شهد عليه العالم، محاولًا فرض خارطة طريق جديدة تخدم مصالحه الشخصية على حساب حياة أسرى الاحتلال، ودون اكتراث لمطالب عائلاتهم.”
وحذّر الرشق، الاحتلال من مواصلة جرائمه، وقال إن الشعب الفلسطيني ومقاومته لن يرضخوا للضغوط، وسيواصلون الصمود حتى تحقيق الحرية والانتصار. وأكّد أنه “لا طريق سوى الالتزام بتنفيذ بنود الاتفاق، والبدء بمفاوضات المرحلة الثانية، وأي محاولة للمماطلة هي إضاعة للوقت، وتلاعب بمصير الأسرى”.
من جهة ثانية، حذّرت حركة حماس، الاثنين، الاحتلال الإسرائيلي من المماطلة في الانسحاب من محور فيلادلفيا وسط قطاع غزة في الموعد المحدد باليوم الـ50 من بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار، داعية الوسطاء للضغط عليه للوفاء بتعهداته بما فيها الانسحاب واستئناف مفاوضات المرحلة الثانية.
ودانت الحركة في بيان خرق إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار، بعدم الالتزام بالجدول الزمني للانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، مؤكدة أن هذا الخرق يمثل محاولة مكشوفة لإفشال الاتفاق وإفراغه من محتواه.
وقالت في بيان: “الاحتلال لم يلتزم بالخفض التدريجي لقواته خلال المرحلة الأولى ولم يبدأ الانسحاب في الموعد المقرر، وكان من المفترض اكتمال الانسحاب بحلول اليوم الخمسين للاتفاق، والذي كان يفترض أن يتم بالأمس (الأحد)، وهو ما لم يحدث حتى الآن”.
وشددت الحركة على أن “هذا الانتهاك الصارخ يمثل خرقًا واضحًا للاتفاق ومحاولة مكشوفة لإفشاله وتفريغه من مضمونه”.
انسانيا، دانت وزارة الخارجية والمغتربين، إقدام وزارة الطاقة الإسرائيلية على قطع الكهرباء عن قطاع غزة، واعتبرته تعميقاً لحرب الإبادة والتهجير والكارثة الإنسانية في قطاع غزة على كافة مستويات حياة المواطن، خاصة في ظل إمعان الاحتلال منع وصول المساعدات الإنسانية لأكثر من 2 مليون فلسطيني في القطاع يعانون أبشع أشكال التطهير العرقي.
كما دانت الخارجية في بيان لها، جرائم الاحتلال ضد شعبنا في شمال الضفة الغربية المحتلة خاصة في مدن ومخيمات محافظتي جنين وطولكرم بما في ذلك جرائم التدمير الممنهج والتهجير والضم.