أخباركم ـ أخبارنا/ تقرير سوريا
أعلنت الرئاسة السورية مساء أمس الأربعاء تشكيل مجلس للأمن القومي في البلاد بمشاركة 3 وزراء، فيما تبدأ لجنة تقصي الحقائق عملها في محافظة اللاذقية اليوم الخميس، وفي وقت تبنى البرلمان الأوروبي مشروع قرار يتيح استخدام الأصول المجمدة لنظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد، لدعم عملية الانتقال السياسي وإعادة الإعمار في سوريا وتأهيل وتعويض الضحايا.

تشكيل مجلس الأمن القومي
وبحسب القرار الرئاسي ألذي أصدره الشرع، يتألف مجلس الأمن القومي من وزراء الدفاع والداخلية والخارجية ومدير الاستخبارات وعضوين استشاريين وآخر تقني.
وأوضحت الرئاسة السورية أن آلية عمل المجلس تحدد بتوجيهات من رئيس الجمهورية بما يضمن التنسيق الفعال بين المؤسسات.

لجنة صياغة الدستور
وبعد ان قدمت لجنة صياغة مسودة الإعلان الدستوري قدمت له اليوم الاعلان الدستوري.
وركز الإعلان الدستوري على مفهوم العدالة الانتقالية، وضرورة تطبيقها، وتجريم النظام المخلوع، وحصر السلاح بيد الدولة، وتولى الجيش مهمة حماية الوطن والمواطن والحفاظ على السلم الأهلي.
وركز الاعلان على حريات الإنسان، والفصل بين السلطات، وضمان استقلال القضاء.
واستند الإعلان الدستوري على روح دساتير سوريا السابقة، وخاصة دستور 1950، وحدد فترة الحكم الانتقالية بـ 5 سنوات وأن الحكومة الجديدة لن تتضمن منصب رئيس وزراء، وسيكون شكل الدولة رئاسيا.
ويجرم الإعلان الدستوري الدعوات والاتصالات الخارجية التي تهدد أمن واستقرار ووحدة البلاد، وسيحدد الصلاحيات الأساسية لرئيس الجمهورية.

لجنة تقصي الحقائق
من ناحية ثانية، قال محافظ اللاذقية إن لجنة تقصي الحقائق ستباشر عملها في المحافظة، وسوف تعمل على إعداد قائمة بالمتورطين المحتملين في أحداث العنف التي شهدتها البلاد في الأيام الأخيرة، وأدت إلى مقتل المئات.
وأكدت اللجنة، في مؤتمر صحفي بالعاصمة السورية دمشق، استقلاليتها والتزامها بمعايير “الحياد وفق القواعد الوطنية والدولية”، مشيرة إلى أنها ستعلن قريبا عن آليات التواصل معها.

الاتحاد الأوروبي
في بيان له، دعا البرلمان الأوروبي الدول الأعضاء إلى دعم الإدارة السورية الجديدة في إعادة بناء قطاعات الطاقة والوصول إلى المياه والصحة والتعليم، ودعم انتقال سياسي بقيادة سورية من أجل توحيد البلاد وإعادة بنائها. وأكد أن هذا الانتقال ينبغي أن يشمل جميع المجموعات المختلفة في المجتمع السوري، وخاصة المجموعات الدينية والعرقية، والنساء، وقوى المعارضة السلمية.
وأشار البيان إلى أن نحو 500 ألف شخص نزحوا في سوريا، وأن 90 % من السكان يعيشون في فقر، داعياً الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء إلى مواصلة جهود المساعدات الإنسانية في البلاد، وضرورة دعم الدول الجوار التي تستضيف 5.5 ملايين لاجئ سوري مالياً.
وأشار أعضاء البرلمان الأوروبي إلى “الوضع الأمني الهش” في سوريا، وخاصة في المنطقة الساحلية من البلاد، ودانوا عمليات القتل الانتقامية لأعضاء الطائفة العلوية، بسبب ارتباطها بنظام الأسد.

كندا
أعلنت وزارة الخارجية الكندية “تعيين سفيرة كندا في لبنان كسفيرة غير مقيمة لدى سوريا. واشارت الى “اننا سنخفف العقوبات للسماح بإرسال الأموال عبر بعض البنوك السورية منها مصرف سوريا المركزي”.

التطورات الميدانية
ميدانيا، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مصدر بوزارة الدفاع أن مجموعة من فلول النظام البائد حاولت مهاجمة بوابة ثكنة عسكرية بريف اللاذقية. وقال المصدر إنه تم إفشال الهجوم واعتقال 4 مهاجمين.
وعثرت قوى الأمن العام السوري في محافظة طرطوس غربي البلاد، يوم امس، على جثامين 9 عناصر من وزارة الدفاع مكبلين ومقتولين من قبل فلول النظام في وادٍ بمنطقة بارمايا في ريف بانياس بالساحل السوري
وأعلن مصدر متابع أن عشرات من عناصر وزارة الدفاع وإدارة الأمن العام ما زالوا في عداد المفقودين، مرجحا أن يكونوا قضوا جميعهم في كمائن نصبها فلول النظام السابق يومي السادس والسابع من الشهر الجاري.
.وخلال عمليات الحكومة السورية ضد فلول نظام الأسد المخلوع، عثرت قوى الأمن العام على مقبرة جماعية قبل ذلك، ضمت عناصر من الأمن العام في مدينة القرداحة بريف اللاذقية، يوم الأحد الماضي، قتلوا على يد الفلول بعد أسرهم.
وأمس الأربعاء، أعلن الدفاع المدني السوري، انتشال 26 جثماناً في مناطق متفرقة من الساحل السوري، يوم الثلاثاء؛ 9 جثامين في مدينة بانياس و17 في ريف اللاذقية، وأوضح أن عدد الجثامين يشمل فقط ما تم توثيقه من قبل فرق الدفاع المدني.

“قسد” والقرى العلوية
من جهته، أفاد “المرصد السوري لحقوق الانسان” أن قوات عسكرية ترفع رايات “قسد” وتضم عناصر أجانب من جنسيات شيشانية وتركستانية وأوزبك في قرى فاحل والقبو والشرقلية في ريف حمص وهي قرى ذات غالبية علوية.
وروجت صفحات محلية تواجد قسد في المنطقة والساحل السوري، وتجول آليات ترفع راياتها، مما أثار مخاوف المواطنين من ارتكاب مجازر بحق أبناء تلك القرى.
وأكدت مصادر المرصد أن “قسد” لم تغادر مناطقها وتلك الأخبار عارية عن الصحة وهي محض أكاذيب، غايتها خلق بلبة في مناطق المكون العلوي لا سيما في الساحل السوري وقرى ريفي حمص وحماة.
كما افيد عن تعميم داخلي أصدرته الحكومة السورية، يمنع مقاتليها من التوجه إلى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في الفترة الراهنة.
وجاء هذا القرار خشية من حدوث تصرفات فردية، وسيستمر التعميم حتى تنفيذ اتفاق تسليم مؤسسات الدولة، وانخراط “قسد” في الحكومة بشكل تام.
حصيلة الضحايا في تزايد
ولا تزال حصيلة الضحايا المدنيين تتزايد في الساحل السوري منذ 6 آذار الجاري، إثر هجمات شنتها مجموعات مسلحة محلية على مواقع لقوات الأمن وتشكيلات وزارة الدفاع، ما أدى إلى تصعيد عسكري واسع راح ضحيته حتى اليوم 1383 مدنياً، وفقاً لتوثيق المرصد السوري لحقوق الإنسان.84 مليون دولار للمساعدات الإنسانية استجابة للأزمة في سوريا”

اتفاق السويداء
وعلى الرغم من الإعلان، أمس الأربعاء، عن حصول اتفاق بين ممثلين عن محافظة السويداء السورية ومسؤولي الإدارة الجديدة في البلاد، فإن الأنباء تضاربت بشأن هذا الاتفاق، لاسيما مع انسحاب الشيخ حكمت الهجري الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز، وهم الأغلبية في تلك المحافظة، من الاتفاق الذي كُتِب بخط اليد ووقعه نيابة عن الحكومة مصطفى بكور الذي يشغل منصب محافظ السويداء بالوكالة.
إذ اعتبر مصدر محلي من السويداء أن الوثيقة التي تم تداولها ونشرها على وسائل الإعلام لم تكن اتفاقاً بين وجهاء السويداء، إنما مطالب “بديهية”.
وقال في تصريحات صحفية أن تلك الوثيقة ليست “اتفاقا نهائيا” بين المحافظة والإدارة السورية الجديدة التي يقودها الرئيس الانتقالي أحمد الشرع.
وتابع المصدر العسكري الذي ينتمي للواء الجبل أن “هناك تجهيزات لإعداد جيش وقوات أمنية في المحافظة عناصره تحديداً من أبناء السويداء فقط دون غيرهم”. وشدد على أن “أي اتفاق في السويداء يجب أن يحظى بقبول الشيخ الهجري كي يكون مقبولاً لدى أبناء المحافظة”.
من جهته، رأى الصحافي ريان معروف أن “ما حصل اجتماع بين مجموعة من السياسيين ومستشارين لدى الشيخ الهجري، مع مصطفى بكور، ورفعوا مجموعة من الطلبات، وهي نوع من بناء جسور الثقة”. وأردف موضحا أن “تلك البنود هي في الأساس مطالبات للدولة بتنفيذها، بمعنى أنها ليست اتفاقا نهائيا”. وقال إن “الدولة تعهدت بتنفيذ تلك الطلبات عن طريق موفد الإدارة الذي أبدى استعداده للعمل عليها على الفور، لكن هناك ملفات أخرى يتم التفاوض عليها، على سبيل المثال موضوع المحافظ الذي لم يُحسم بعد، إذ هناك طلب بأن يكون من السويداء رغم أن تيارات أخرى في المحافظة لا ترفض تعيينه من قبل الحكومة المركزية”.
بدورها، اعتبرت الناشطة المدنية نجوى الطويل أن “لدى أهالي المنطقة شروطا ريثما يتبلور شكل الدولة التي لا نقبل إلا أن تكون تعددية ودولة مواطنة ديمقراطية وشاملة لكل المكونات دون أي تمييز”.
كما أضافت أن “السويداء جزء لا يتجزأ من سوريا”. ورأت أن “التفاهم الأخير سيمهّد لأن يكون هناك تفعيل جهاز ضابط العدلية والشرطة من أبناء المحافظة، ويكونون تابعين بشكل أو بآخر للمركز”.
وأردفت قائلة إن “الدستور يجب أن يمثل الشعب السوري ككل باختلافاته الفكرية والطائفية والاثنية والعرقية دون أي تمييز”.
واعتبرت أن أحد الحلول لسلامة واستقرار سوريا ووحدة أراضيها، هو النظام أو الحكم اللامركزي، متوقعة أن يشكل حلاً لإشكاليات عدة تتسبب بعدم استقرار البلاد”.

التحقيق في اغتيال السفير اللباد
من جهة أخرى، لا تزال التحقيقات جارية في قضية اغتيال السفير السوري المنشق نور الدين اللباد وشقيقه عماد أول من أمس بمدينة الصنمين شمال درعا، فيما كشف نجله سفان تفاصيل تلك الليلة، موضحا أن والده كان في منزل عمه بحي المجبل، حين اقتحم مسلحان البيت وأطلقا النار عليهما، فيما كان شخص آخر ينتظرهما على دراجة نارية أمام المنزل، وفق ما كشفت كاميرات المراقبة. وأكد الشاب أن المسلحين كانوا يعلمون تماما مكان إقامة والده، في إشارة إلى مراقبته.
وكشف أن والده كان تلقى العديد من التهديدات عبر فيسبوك، كونه ناشطا سياسياً كبيرا في فرنسا وسفير منشق عن النظام السابق منذ 12 عاماَ.
إلا أن العائلة لم تأخذ تلك التهديدات على محمل الجد، ولم تتصور أن تصل الأمور إلى هذا الحد. وطالب ابن اللباد بالعدل ومحاسبة كل مجرم ارتكب انتهاكات في مدينة الصنيمن.
وكان مقطع متداول أظهر لحظة دخول المسلحين بيت السفير لاغتياله مع شقيقه.

إسرائيل استهدفت “حماس”
الى ذلك، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية ان إسرائيل نفذت عملية ليل الثلاثاء ضد خلية تابعة لحماس في جنوب سوريا.
واضافت “كانت هناك مخاوف من أن تخطط المجموعة لشن هجوم على مستوطنات إسرائيلية في الجولان”.

إنسحاب القوات الأميركية
من جهة أخرى، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين أميركيين أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بدأت إعداد خطط لانسحاب محتمل من سوريا في حال صدور أمر بذلك.
وأفاد مسؤول في البنتاغون بأن قائد القيادة الوسطى الأميركية لعب دورا في دفع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) إلى التوصل لاتفاق مع حكومة دمشق.
وتوقع مصدر دبلوماسي، أن يخفف الاتفاق مع دمشق الضغط العسكري التركي على قوات سوريا الديمقراطية.
في المقابل، نقلت رويترز عن مسؤول في البنتاغون أن قوات سوريا الديمقراطية لن تتمكن من الاحتفاظ بأراضيها إذا تعرضت لضغوط من تركيا ودمشق.
وقال مسؤول حكومي سوري إن الرئاسة ستعمل على حل القضايا المعلقة بين قوات سوريا الديمقراطية وتركيا.