أخباركم – أخبارنا/ تقرير فلسطين السياسي
هل تراجع ترامب عن خطته بخصوص غزة؟…!.. فقد قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب امس الأربعاء، إنه “لا أحد يجبر سكان غزة على المغادرة”، وذلك في أحدث تعليق منه على خطته السابقة، التي كانت تقضي بتهجير نحو مليوني فلسطيني من القطاع المدمر، تمهيداً لإعادة الإعمار وإقامة ما وصفه بريفيرا الشرق الأوسط.
وقال ترامب خلال لقاء صحفي مشترك مع رئيس وزراء آيرلندا: “لن يطرد أحد أحداً من غزة”، في تراجع واضح عن مقترحه السابق، الذي واجه رفضاً عربياً وعالمياً واسعاً، في مقابل ترحيب إسرائيلي.
بدوره قال رئيس وزراء آيرلندا مايكل مارتن عقب لقاء ترامب في البيت الأبيض: “نريد الإفراج عن الرهائن وتحقيق السلام في غزة”، كما دعا إلى ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار، في ظل جهود الوساطة الدولية لخوض مباحثات المرحلة الثانية من اتفاق غزة.
وعلى الرغم من أن ترامب، تراجع خلال الأسابيع الماضية عن خطته السابقة بشأن غزة، وتهجير السكان من القطاع الفلسطيني المدمر إلى دول الجوار، فيبدو أن إسرائيل ماضية في محاولة فرضها.
وكانت مصر طرحت على القمة العربية، خطة قدرت قيمتها بـ53 مليار دولار من أجل إعادة بناء غزة على مدى 5 سنوات، مركزة على الإغاثة الطارئة وإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية طويلة المدى.
من جهة ثانية، اجتمع وزراء خارجية مصر والسعودية والأردن وقطر ووزير الدولة بالخارجية الإماراتية وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية امس الأربعاء في الدوحة للتنسيق بشأن التطورات ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
تناول الاجتماع سبل تنسيق الموقف العربي وبحث مخرجات القمة العربية غير العادية التي عقدت بالقاهرة والاجتماع الاستثنائي لمنظمة التعاون الإسلامي في جدة بشأن دعم الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى النظر في سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية الإسلامية للتعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة، ولاسيما في ظل استضافة مصر للمؤتمر الدولي لإعادة الإعمار بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة الفلسطينية وبحضور الدول والجهات المانحة.
وقالت الخارجية المصرية أن اجتماع عربي بمشاركة مصر والسعودية والأردن وقطر والإمارات وفلسطين في الدوحة بحث سبل الترويج وحشد التمويل للخطة العربية لإعادة إعمار غزة.
وناقش وزراء خارجية قطر والسعودية والإمارات والأردن ومصر إعادة إعمار غزة مع مبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف.
من جهتها، أفادت قناة “كان” الإسرائيلية، بوجود شكوك في أوساط الوفد الإسرائيلي المفاوض بشأن إمكانية تنفيذ مقترح المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف؛ إذ تصر “إسرائيل” على الإفراج التدريجي عن الأسرى الإسرائيليين، وترفض إطلاق سراحهم دفعة واحدة، ما يعكس موقفها الرافض لمناقشة إنهاء الحرب.
أشارت قناة “12” إلى أن قطر ومصر والولايات المتحدة يضغطون على حماس للموافقة على الإفراج بشكل محدود خلال الأيام المقبلة، كخطوة لإثبات جديتها في المفاوضات، على أمل التوصل إلى اتفاق أوسع.
من جانبها، أكدت غيلي كوهين، مراسلة الشؤون السياسية في قناة “كان”، أن الوفد الإسرائيلي المفاوض يمتلك تفويضًا محدودًا للغاية، مشيرة إلى أن: “الوفد الذي سيبدأ المفاوضات لن يكون قادرًا على التحدث عن أي شيء سوى تمديد وقف إطلاق النار، أي تمديد المرحلة الأولى. فعليًا، إسرائيل ترفض التطرق إلى إنهاء الحرب، وهذا هو التفويض الذي تم منحه للوفد في اجتماع المجلس المصغر”.
وفي سياق متصل، نقلت القناة 12 الإسرائيلية، عن مسؤول مطلع على المفاوضات، قوله، إنه “تم إبلاغ عائلات الأسرى بأن الفريق التفاوضي الجديد اتفق على ضرورة تسريع عملية الإفراج، لكن القيادة السياسية الإسرائيلية تضع عراقيل تحول دون إتمام الصفقة بشكل كامل”.
وفي نفس السياق، أشارت القناة 12 الإسرائيلية، إلى أن قطر ومصر والولايات المتحدة يضغطون على حماس للموافقة على الإفراج بشكل محدود خلال الأيام المقبلة، كخطوة لإثبات جديتها في المفاوضات، على أمل التوصل إلى اتفاق أوسع.
وأوضحت القناة، أن الوسطاء أبلغوا حماس بأن هذه “فرصتها الأخيرة” لتفادي تصعيد عسكري جديد، في حين يسعى ويتكوف، الذي وصل إلى الدوحة، لدفع عجلة التوصل إلى اتفاق سريع، رغم التردد الإسرائيلي بشأن موقف حماس من المقترح الأميركي.
يُذكر أن الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع صرّح، صباح امس الأربعاء، قائلًا: إن “الاحتلال تنصل من اتفاق وقف إطلاق النار وهذا يتناقض مع الإرادة الدولية وجهود كل الوسطاء لتثبيت الاتفاق وإنهاء الحرب، مضيفًا أن “حركة حماس قدمت مرونة وتعاملت بإيجابية في مختلف محطات التفاوض وهي على ذلك لإلزام الاحتلال بالاتفاق وإنجاز مطالب شعبنا”.
وقال القانوع: “ننتظر خطوات جديدة من مفاوضات الدوحة للمضي نحو تطبيق المرحلة الثانية واستئناف إدخال المساعدات وضمان إنهاء الحرب”.
في سياق آخر، قال رئيس دولة فلسطين محمود عباس، إن ما ورد على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود أولمرت، في الفلم الوثائقي الذي بثته قناة (BBC) البريطانية، بأننا أضعنا فرصة عدم التوقيع على خارطة سلام طرحها علينا، غير صحيح، إذ لم نستلم أية خارطة سلام منه خلال محادثاتنا التي استمرت حتى اليوم الأخير لبقائه رئيساً للوزراء.
وأضاف عباس، أن المباحثات مع أولمرت كانت جادة، وتناولنا فيها القضايا النهائية كافة، ولكن لم يُسمح له بالبقاء في رئاسة الحكومة الإسرائيلية لمتابعة ما كان يُبحث، وخلال هذه المباحثات لم نستلم أية خارطة أو ورقة حتى نرد عليها على الإطلاق.
وتابع: لقد تفاوضنا بإيجابية مع المبادرات كافة التي طُرحت علينا، وعملنا على إنجاح أية خطوة تهدف إلى تحقيق السلام العادل القائم على الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وحصول شعبنا الفلسطيني على حقوقه بإقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.